قتل إسرائيل نجل “مغنية” في الجولان ينذر بحرب جديدة مع حزب الله
فتحت الغارة الإسرائيلية التي استهدفت محافظة القنيطرة السورية في الجولان أمس والتي أسفرت عن مقتل مجموعة من أبرز قيادات حزب الله اللبناني باب التساؤلات حول الهدف الإسرائيلي من تلك الغارة وطبيعة رد حزب الله عليها، وهل ستشكل تحولا كبيرا في معادلة الصراع في المنطقة، فضلا عن كيفية اختراق إسرائيل للحزب؟.
وفقد حزب الله اللبناني في تلك الغارة مجموعة من كبار قادته كانوا داخل مقر في القنيطرة السورية، ومن بين القتلى جهاد مغنية نجل القيادي العسكري التاريخي للحزب عماد مغنية الذي اغتيل أيضا في سوريا عام 2008 ، فضلا عن قيادات عسكرية بارزة من العيار الثقيل في الحزب كأبو علي الطبطبائي ومحمد عيسى، حيث يعتبر الطبطبائي من القادة الكبار في الحزب، حيث تعتبره إسرائيل قائد الحرب المقبلة التي تتوقعها مع حزب الله، بينما يعتبر عيسى مسؤول ملفي العراق وسوريا في الحزب.
انفجار إقليمي شامل
وترى أوساط سياسية أن الغارة الإسرائيلية المفاجئة والتوتر الذي أتبعها على كافة الحدود الإسرائيلية واللبنانية والسورية، جعل كافة الأنظار تتجة إلى الطريقة التي سيرد بها “حزب الله” عليها وتوقيتها، معتبرة أن تلك الغارة أخطر ضربة توجهها اسرائيل الى الحزب في سوريا، حيث ستترك تداعيات عسكرية كبيرة على الأرض قد تدفع بالأزمة السورية المستمرة منذ نحو أربع سنوات، إلى انفجار إقليمي شامل يعيد خلط الأوراق في منطقة الشرق الاوسط برمتها.
وقالت وسائل إعلام لبنانية بينها صحيفة السفير المقربة من حزب الله إن ما حصل في القنيطرة سيكون نقطة تحول كبيرة في الصراع بين حزب الله وإسرائيل، خاصة أنها مواجهة مباشرة غير مسبوقة على الأرض السورية
وأضافت أنه “وفق تقديرات أوساط قريبة من حزب الله، فإن الرد حتمي على الاعتداء الإسرائيلي، لكن الحزب لن يتصرف بانفعال وإرباك وهو سيأخذ الوقت الذي يراه مناسباً لتحديد الخطوة الآتية بهدوء وحزم، وهذا ما عكسه البيان الصادر ليل أمس عن الحزب والذي اكتفى بنعي الشهداء، تاركاً باب التأويل مفتوحاً”.
من جانبه اعتبر موقع قناة المنار اللبنانية المقربة من حزب الله أن التغطية الإعلامية الاسرائيلية “عبّرت عن قدر كبير من التوتر والقلق مما سيلي”.
ولفتت المنار هنا الى رأي عدد من المعلقين ومراسلي الشؤون العسكرية في اسرائيل الذين اعتبروا أن “رد حزب الله آت لا محالة، وفي انتظار الجيش أيام صعبة من التوتر والقلق والاستنفار غير المسبوق، مع تقدير أن الردّ لن يكون فوريا.
دوافع إسرائيلية
الإعلام العبري بدوره عكس تصريحات القيادات العسكرية والسياسية التي باتت مقتنعة تماما برد أكيد من قبل حزب الله على العملية، إلا أنها تنوعت في سرد الأسباب التي دفعت إسرائيل إليها، ما بين إحباط إسرائيل مخطط لحزب الله للتواجد والتجهيز لشن عمليات من خلال هضبة الجولان المحتلة وهو ما أحبطته الغارة وقالت إن الهدف الإسرائيلي هو إبلاغ “حزب الله” بأنه تجاوز الخطوط الحمر للصراع ، من خلال تواجده العسكري في الجولان، وأن عليه أن يعود الى قواعد اللعبة التقليدية، كما أن البعض ربط بين الغارة والصراع الانتخابي الحالي في إسرائيل ومحاولة كسب أصوات انتخابية بتنفيذ بعض العمليات النوعية.
وكشفت وسائل الإعلام العبرية أن كافة التوقعات والأبحاث داخل إسرائيل كانت تؤكد احتمالية أن يشهد العام 2015 مواجهة عسكرية جديدة بين حزب الله وإسرائيل، وهو ما دفع إسرائيل لشن الغارة لمنع اي تجهيزات عسكرية لاستهداف إسرائيل من خلال الأراضي السورية، إلا أن ذلك يواجه بموجة رافضة داخل إسرائيل بتفجير الأوضاع مع حزب الله وترك الحزب في أتون الازمة السورية التي تضعفه، وعدم تعريض إسرائيل لمخاطر أكثر من 100 الف صاروخ تشكل قوة الحزب الصاروخية فقط.
وتشير تعليقات الصحف الإسرائيلية إلى ان القيادتين العسكرية والسياسية في إسرائيل قد درستا جميع الاحتمالات واخذتها في حساباتها قبل تنفيذ الهجوم، من الرد المحدود مروراً بالهجمات على اهداف إسرائيلية في الخارج، وصولاً الى رد شامل ومواجهة عسكرية واسعة النطاق.
وقال المعلق ألون بن ديفيد في صحيفة “معاريف” إن الهجوم يفتح جبهة جديدة مع “حزب الله” في الجولان ويسعى الى توريط إيران أيضاَ اذا صح خبر مقتل ضابط إيراني في الهجوم هو علي طبطبائي الذي يخشاه قادة الجيش الإسرائيلي منذ تعيينه قائداً لـ”قوات التدخل” في الحزب، أما رون بن يشاي المعلق العسكري في “يديعوت أحرونوت” فاعتبر الهدف من الهجوم احباط الخطط التي كان يعدها الحزب ضد إسرائيل انطلاقاً من هضبة الجولان، واسترجاع إسرائيل قدرتها على ردع الحزب التي تآكلت في الفترة الأخيرة.
لكن العديد من الأوساط السياسية في إسرائيل قالت إن عملية الجولان طرحت تساؤلات داخل إسرائيل بشأن صلتها بالمعركة الانتخابية الدائرة وما اذا كان هدفها زيادة التأييد لنتنياهو زعيم الليكود الذي اظهرت الاستطلاعات الاخيرة تراجعه، لافتة إلى أن هجوم الجولان هو مجازفة خطيرة قد تجر نتائج وخيمة على إسرائيل، وأنه بداية تصعيد خطر على الحدود مع لبنان.
وألمح الجنرال المتقاعد يوآف غالانت إلى أن توقيت الهجوم الذي شنته إسرائيل في الجولان السوري مرتبط بالانتخابات الإسرائيلية.
وقال غالانت، الذي انضم مؤخراً إلى حزب “كولانو” الجديد ، في حديث الى القناة الثانية إنه “بالنظر إلى أحداث وقعت في الماضي هناك توقيت أحياناً لا يمكن نفي صلته بالانتخابات”.
اختراق إسرائيلي للحزب
وجه آخر تناولته العديد من الصحف العبرية للغارة الإسرائلية التي استهدفت قيادات بحجم مغنية والطبطبائي وعيسى، وهي اختراق الحزب، حيث كشفت مصادر عسكريّة لإذاعة الجيش الإسرائيل أنّ نجاح الجيش افي تصفية قيادات عسكريّة لـ”حزب الله” في الجولان السوريّة جاء نتاج قدرة الاستخبارات على اختراق الحزب وجمع معلومات عن تحركاته من مصادر موثوقة داخله، لافتةً إلى أنّ هناك ما يؤشر على إسرائيل” تم تزويدها بمعلومات حساسة عن تحركات الحزب،.
وأشارت المصادر إلى أنّ تمكن الاستخبارات من تحديد تحركات قيادات ميدانيّة كبيرة في “حزب الله” واستهدافها بالضبط، يُدلّل على أنّ هناك قدراً كبيراً من الاختراق الاستخباري الذي سمح بنجاح العمليّة، زاعمةً أنّ الهجوم جاء بناءً على توفر معلومات حول نيّة القيادات المستهدفة من الاعداد لتنفيذ عمليّات ضد أهداف انطلاقاً من الجولان. ورجحت أنّ يقوم “حزب الله” بالرّد على الهجوم “الإسرائيلي”، لكن بشكل لا يفضي إلى مواجهة عسكريّة شاملة.
إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟
ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …