الإعلام الغربي: الإساءة للأديان حرية.. وانتقاد إسرائيل “جريمة”
أطاحت شبكة “سي إن إن” الأمريكية بالمذيع الشهير جيم كلانسي بسبب تغريدة على صفحته على موقع “تويتر” اعتبرت انتقادا لإسرائيل، في الوقت الذي صمتت فيه الشبكة الأمريكية وغيرها من القنوات على الهجوم على الإسلام والمسلمين على خلفية الهجوم على مجلة شارلي إيبدو الفرنسية الساخرة.
حرمة الأديان وقداسة الأنبياء لا تعتبرها الشبكات الغربية من حرية التعبير، فقد تقلبت الشبكة نشر الرسوم الساخرة التي تسئ للرسول الكريم محمد (صلى الله عليه وسلم)، أما مجرد انتقاد إسرائيل ولو في إطار “التلميح” فهو من الخطوط الحمراء التي يقال في سبيلها المراسلين أو المذيعين إذا أقدموا على انتقاد الاحتلال وممارساته وجرائمه.
وكان “كلانسي”، الذي عمل مع “سي إن إن” لمدة 34 عامًا، قد كتب في حسابه على تويتر عقب الهجوم مباشرة، “الرسوم الكاريكاتورية لم تسخر من النبي محمد، وإنما سخرت من الذين يحاولون تشويه كلامه، انتبهوا”، وفي تغريدة لاحقة له، قال “كلانسي” إن الدعاية الإسرائيلية تتحمل جزءً من مسؤولية الهجوم.
وأغلق “كلانسي” الذي يقدم برنامج “The Brief” على القناة، وشارك خلال حياته المهنية في تغطية أحداث عالمية هامة كحرب الخليج، وسقوط جدار برلين، أغلق حسابه على تويتر بعد ذلك، وقدم استقالته من القناة التي شكرته بدورها في بيان صادر عنها على جهوده خلال أكثر من 34 عامًا من العمل مع القناة.
ولم يشفع لكلانسي مسيرته الاحترافية التي اكتسبها على مدار 34 عاما في العفو عنه لحديثه عن إسرائيل بشكل سلبي، حيث إن كلانسي له خبرة واسعة من عمله التلفزيوني والاذاعي بمدينة “دنفر” في ولاية كولورادو، ومن بعدها في مدينة سان فرانسيسكو بكاليفورنيا، ثم من عمله في الـ “سي أن أن” كمراسل من 1982 الى 1996 في بيروت وفرانكفورت وروما ولندن، ومنح أثناءها جوائز دولية مرموقة.
يذكر أن إحدى الجوائز التي حصل عليها هي “جورج بولك” الشهيرة، لتقارير أعدها عن مجازر لواندا بأفريقيا، كما حصل على جائزة “دوبون كولومبيا” الدولية، عن تغطيته المميزة للحرب في البوسنة، وأيضا على جائزة “ايمي” الدولية، عن تقاريره حول المجاعة بالصومال والتدخل الدولي فيها الصومال.
حادثة كلانسي ليست الأولى في الإعلام الغربي، فقد سبق أن أطاحت مؤسسة “هيرست كورب ” بعميدة مراسلي البيت الأبيض والصحافية المخضرمة هيلين ثوماس (89 عاما)، بعد تعرضها لانتقادات بسبب تصريحات أدلت بها ضد إسرائيل، وطالبتهم بالخروج من فلسطين وقولها “تذكروا أن هؤلاء الناس يقبعون تحت الاحتلال وتلك هي أرضهم، وليس ارض ألمانيا أو بولندا”.
وكانت ثوماس قد غطت أخبار كافة الرؤساء الأميركيين منذ جون كنيدي، وكانت الرئيسة السابقة لرابطة مراسلي البيت الأبيض.
كما أن شبكة سي إن إن الأمريكية أيضا عاقبت المراسلة ديانا ماغني أثناء الحرب الأخيرة على قطاع غزة، بعد أن أعرب عن استياءها من ممارسات المستوطنين الإسرائيليين ووصفتهم على صفحتها على تويتر بالحثالة.
وكانت ديانا ماغني تصور تقريراً من تل بالقرب من بلدة سديروت الإسرائيلية القريبة من قطاع غزة، حيث كانت مجموعة من الإسرائيليين تهلل لبداية الغزو البري لغزة.
وبينما كانت الصواريخ تطلق على المدنيين في غزة، سمع المشاهدون صوت تصفيق الإسرائيليين، وظهرت على حساب ماغني بعد ذلك الرسالة التالية: “لقد صفق الإسرائيليون على التلة بالقرب من سديروت عندما سقطت القنابل على غزة وهددوا بتدمير سيارتنا في حال وقعت بأي خطأ في وصف هذا الأمر.. إنهم حثالة”.
ومع إن هذه المراسلة قامت بسرعة بحذف الرسالة، إلا أن مئات المستخدمين كانوا قد أصافوها إلى صفحاتهم المفضلة، لذلك قررت إدارة القناة نقلها إلى موسكو بعد إثارتها موجة من السخط في صفوف المستوطنين الذين شككوا بشأن قدرتها على تغطية الأحداث بموضوعية في غزة.
إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟
ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …