‫الرئيسية‬ اقتصاد الفقراء يدفعون الثمن”.. شعار المرحلة
اقتصاد - يناير 18, 2015

الفقراء يدفعون الثمن”.. شعار المرحلة

يعاني الفقراء في مصر من تدهور مستمر في ظروفهم المعيشية، للدرجة التي أصبحوا لا يطيقون معها مواجهة متطلبات الحياة ، فالأسعار ترتفع بشكل مطرد ؛ فيما تتسمر دخولهم إن لم تتناقص بسبب الضرائب والمستقطعات.

تعاني مصر من عجز شديد في الموازنة العامة، وصل إلى 240 مليار جنيه مصري للعام المالي الحالي 2014- 2015، بحسب تصريحات وزير المالية هاني قدري، كما ارتفع الدين العام المحلي إلى 1,8 تريليون جنيه بنهاية يونيو الماضي، بحسب تقرير البنك المركزي المصري.

ويشكو فقراء مصر من أنه بدلا من أن تهتم الحكومة بمساندتهم لتحسين ظروفهم المعيشية فإنها تتجه إليهم لسد العجز ، وتزداد الأزمة حين تعلم أن معدلات الفقر وصلت خلال العام الماضي إلى 40% من إجمالي عدد السكان، أصبحوا مطالبين بأن يتحملوا غلاء الأسعار وإلغاء الدعم وتخفيضه عن السلع الأساسية، وغيرها من الإجراءات التقشفية التي لا تقترب من الأغنياء.

الموت في مستودع البوتاجاز

تشتد معاناة المواطن المصرى هذه الأيام، بسبب أزمة أسطوانات البوتاجاز التي تشهدها البلاد، حيث تراوح سعر الأسطوانة بين 70 -100 جنيه في السوق السوداء، كما امتدت الطوابير أمام المستودعات الحكومية إلي نحو كيلومتر، حتى انتهى الحصول على الأسطوانة في بعض الأحيان بالوت، كما حدث مع أحد المواطنين الذي توفي “فرحًا” بحصوله عليها، بينما ذبح مواطن آخر على يد رفيقه في الطابور بسبب التشاجر على أسبقية الحق في الحصول على الأسطوانة.

تخفيض الدعم

كما قررت الحكومة إلغاء الدعم بشكل كامل عن الغاز الطبيعي المنزلي والتجاري، وهو ما أدى إلى ارتفاع أسعار فواتير الغاز بالمنازل، حيث قامت الحكومة بتقسيمه الى ثلاث شرائح في إبريل الماضي ؛ وهو ما بررته الحكومة بأنه يوفر نحو 1,1 مليار جنيه.
أما لقمة العيش، فقامت الحكومة بتخفيض الدعم الموجه للخبز بنحو 13 %، ليبلغ دعم الخبز 18,5 مليار جنيه بدلاً من 21,3 مليار جنيه وفقا للبيان المالى للموازنة العام للدولة 2014- 2015.

ولم يكن الخبز، هو السلعة الوحيدة التي تم تخفيض الدعم الموجه إليها، حيث كشفت الموازنة العامة للدولة لعام 2014 – 2015، والتي تم البدء في تطبيقها في يوليو الماضي، عن تقليص الدعم الموجه للمواد البترولية إلى 104,5 مليار جنيه، مقابل 134,2 مليار جنيه في العام الماضي.

وهبط الدعم الموجه للإسكان من 300 مليون جنيه خلال العام المالي الماضي إلى 150 مليون جنيه، بنسبة تراجع بلغت 50 %، كما تراجع الدعم المخصص للتامين الصحي والأدوية ليصل إلى 811 مليون جنيه، مقابل 1.1 مليار جنيه خلال موازنة العام الماضي.

ومن جانبها، أعلنت وزارة النقل عن نيتها لرفع اسعار تذكرة مترو الأنفاق، مشيرة إلى أن السعر العادل لتذكرة المترو يقدر بـ25 جنيه للراكب الواحد، حتى تتمكن الوزارة من تغطية تكاليف التشغيل والإنشاء دون تحقيق أية مكاسب.

كما تدرس هيئة السكك الحديدية رفع أسعار تذاكر القطارات لترتفع إلى ما يقرب من 600% للدرجة المميزة والعادية، بينما تصل إلى 200% للعربات المكيفة.

الفلاح ضحية

كما تضمنت الموازنة تخفيض الدعم الموجه إلى المزارعين في مشروع الموازنة ليصل إلى 3,3 مليار جنيه، مقابل 4,5 مليار جنيه خلال العام المالي الماضي، وهو ما ظهر فيما بعد في عدة قرارات وصفها الفلاحين بالقاتلة.

وكان الدكتور عادل البلتاجى وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، قد صرح، في شهر نوفمبر القادم، بإن الحكومة لن تسقط ديون الفلاحين لبنك التنمية والائتمان الزراعي، مدعيًا أن ذلك يرجع إلى أنها أموال الشعب.

ولم تكتف الوزارة بذلك، بل ضاعفت مأساة الفلاح المصري عندما أعلن وزير الزراعة عن رفض الحكومة تقديم دعم لزراعة القطن أو تسويقه في الموسم القادم، فضلا عن إرهاق الفلاح من خلال ارتفاع أسعار الطاقة والأسمدة والسولار.

تأميم الجمعيات الخيرية

وعملت الحكومة على تضيق الخناق على الفقراء بتجفيف مصادر مساعدتهم لتخفيف الضغوط التي يعانون منها ، حيث صادرت 1107 جمعية خيرية بدعوى أنها محسوبة على جماعة الإخوان المسلمين . كما أعلنت لجنة حصر أموال الإخوان” بالاستحواذ على محلات سوبر ماركت “زاد” و”سعودي” والتي كانت تساهم في فتح مئات البيوت.

كما صادرت الحكومة مؤخرا الجمعية الطبية الإسلامية بفروعها التي تتضمن 32 مستشفى، كانت تقدم الخدمات الطبية بأسعار رمزية، حيث تدعم الفقراء بأكثر من 4 مليار جنيه سنويا.

معاشات بلا أثر رجعي

وضمن الإجراءات ، ما حدث في شهر ديسمبر الماضي، حين قرر المشير عبد الفتاح السيسي زيادة النسبة المقررة للمعاشات من عام 2007 “بنسبة 5%”، لتصبح 15% اعتبارًا من أول يوليو 2007 بأثر رجعي ، إلا أن التطبيق أكد عدم صرف المعاشات بهذا الأثر الرجعي ؛ مما تسبب في صدمة ملايين المستحقين من أصحاب المعاشات، الذين يديرون حياتهم بجنيهات قليلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …