‫الرئيسية‬ عرب وعالم كل الطرق تؤدي لفشل “حوار الطرشان” في جنيف حول ليبيا
عرب وعالم - يناير 17, 2015

كل الطرق تؤدي لفشل “حوار الطرشان” في جنيف حول ليبيا

أعلنت الأمم المتحدة عن جولة ثانية من الحوار بين الأطراف الليبية، سيتم عقدها الأسبوع القادم في جنيف، لإنهاء الأزمة السياسية والأمنية التي تعصف بالبلاد، في الوقت الذي لا يزال المؤتمر الوطني العام في ليبيا يقاطع جلسات الحوار، الأمر الذي دفع نشطاء ومراقبين إلى إطلاق “حوار الطرشان” على جلساته.

ورغم أن بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا قالت، في بيان رسمي، إن الفرقاء الليبيين المجتعين في جنيف اتفقوا على جدول أعمال يفضي لحل سلمي، إلا أن مراقبين يؤكدون وجود عراقيل كبيرة تمنع نجاح هذا الحوار، أبرزها التحيز الكبير من الدول العربية للبرلمان المنحل، وهو ما دفع المؤتمر الوطني العام لرفض إقصائه ومقاطعة جلسات الحوار.

ورحب الاتحاد الأوروبي بانطلاق جولة الحوار السياسي الليبي في جنيف برعاية الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة ورئيس بعثتها برناردينو ليون، معربين عن تطلعهم لانضمام آخرين إلى الحوار، في إشارة لأطراف لم تشارك في الحوار، أهمها المؤتمر الوطني العام، والذي بدونه لن يحدث استقرار للأوضاع في ليبيا.

أسباب تقود لفشل الحوار

وتمثل الأوضاع في ليبيا أزمة لمنطقة الشرق الأوسط والدول الغربية، خاصة في ظل تصاعد الصراع العسكري والسياسي داخل البلاد، ودعم دوائر غربية ودول عربية لميليشيات اللواء المنشق خليفة حفتر بالمال والسلاح والطيران وكافة أنواع الدعم للقضاء على الكتائب المسلحة المحسوبة على ثوار ليبيا، الذين أطاحوا بالعقيد الليبي معمر القذافي.

وبحسب مراقبين، فإن فشل حفتر في مهمته التي أطلق عليها “عملية الكرامة” أمام كتاب الثوار القائمة على عملية “فجر ليبيا”، دفع الدول الغربية للجوء إلى بعثة الأمم المتحدة لمحاولة الحل السياسي، إلا أن الانحياز الغربي للبرلمان المنحل في ليبيا ولميليشياته التي يقودها اللواء حفتر، فضلا عن دعم دول عربية والجامعة العربية للحكومة المشكلة من قبل برلمان طبرق، دفع المؤتمر الوطني لرفض الحوار؛ باعتباره يشكل إملاء على الثوار لا حوارا يعترف بشرعية المؤتمر الوطني العام.

ويرى المراقبون أن حوار جنيف سيكون كسابقه “حوار غدامس”، مؤكدين أن المؤتمر الوطني العام مقتنع بأن الحوار هو المخرج من هذه الأزمة، إلا أن الأمم المتحدة هي من دخلت في الأزمة منذ البداية دخولا فاشلا.

وأشاروا إلى أن خطابات المبعوث الأممي لليبيا برنادينو ليون في البداية كانت تؤكد أن الشرعية لبرلمان طبرق، الأمر الذي أقصى المؤتمر الوطني العام، كما أنه فاجأ الجميع بأجندة الحوار، الأمر الذي يقدح في احترافيته وحياديته، وأنه أصبح بذلك جزءا من المشكلة.

وأوضحوا أن تدخل مصر وبعض الدول العربية الأخرى في الشأن الليبي بشكل مباشر- بحسب اعترافات حفتر- أكد عدم مصداقية الوسطاء وجدية الأطراف المشاركة في الحوار، إضافة إلى الأطراف الإقليمية والدولية.

ومن ضمن الأسباب التي تعطل الحوار الليبي هو بيان الجامعة العربية الأخير، الذي يعترف بشرعية برلمان طبرق وينحاز له رغم حله من قبل المحكمة الدستورية الليبية، وهو ما دفع مراقبين إلى القول “إن بعض الدول العربية التي تأخذ موقفا معاديا لثورات الربيع العربي ورفضت التغيير ودعمت الثورات المضادة هي من تدفع الجامعة العربية لهذا الانحياز وترفض أي وجود للمؤتمر الوطني العام في ليبيا”.

كما أن بيان الجامعة يشمل دعم حكومة برلمان طبرق ورفع قيود التسليح عن ميليشياتها؛ باعتبارها “الجيش الليبي الوطني”، وهو ما يمثل انحياز الأطراف النافذة في الجامعة العربية لطرف في النزاع الليبي دون الآخر.

ويرى نشطاء أيضا أن ما يحدث من الأمم المتحدة هو محاولة لذر الرماد في العيون، معتبرين أن حوار جنيف ما هو إلا إعادة لمسلسلات هزلية سبقت حول قضايا أخرى مثل قضية فلسطين والقضية العراقية، وأخيرا القضية السورية، مؤكدين أن المجتمع الدولي لا يبحث عن حل في ليبيا يرضي الليبيين بقدر حرصه على تنفيذ أجنداته المستوردة.

وتساءل النشطاء عن وجود الأمم المتحدة عندما قام حفتر بقيادة عمليته ضد المدن الآمنة، وبالخصوص عاصمة الثورة بنغازي، وبدعم من قوى إقليمية معروفة؛ استكمالا لمسلسل الثورات المضادة وتنفذ انتهاكات خطيرة بحق المدنيين.

ومنذ سبتمبر الماضي، تقود الأمم المتحدة- مممثلة في رئيس بعثتها للدعم في ليبيا برناردينو ليون- جهودا لحل الأزمة الليبية الأمنية والسياسية في ليبيا، تمثلت في حوار عقد بمدينة “غدامس” ثم الجولة الأولى في حوار جنيف وبانتظار الثانية.

وتعاني ليبيا أزمة سياسية، تحولت إلى مواجهة مسلحة متصاعدة في الشهور الأخيرة، بين تيار محسوب على الليبراليين وآخر محسوب على الإسلاميين، ما أفرز جناحين للسلطة في البلاد لكل منهما مؤسساته، الأول معترف به دوليا في طبرق (شرق)، ويتألف من “مجلس النواب، الذي تم حله من قبل المحكمة الدستورية العليا، وحكومة عبد الله الثني المنبثقة عنه، إضافة إلى ما يسميه هذا الجناح بـ”الجيش الليبي” ويقود ما تسمى عملية “الكرامة”.

أما الجناح الثاني للسلطة، وهو في طرابلس (غرب)، فيضم المؤتمر الوطني العام (البرلمان السابق الذي استأنف عقد جلساته)، ومعه رئيس الحكومة عمر الحاسي، فضلا كتائب الثوار التي تقود عملية “فجر ليبيا”.

تأييد ورفض

ورغم اتهامات التحيز التي توجه للأمم المتحدة في الحوار بين الفرقاء في ليبيا، إلا أن دعوات الحوار بدأت أطراف عديدة تستجيب له وتدعو المؤتمر الوطني العام للمشاركة فيها، آخرها حزب العدالة والبناء، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين في ليبيا.

ودعا الحزب الذي يعد أكبر الأحزاب الإسلامية في البلاد على لسان محمد صوان رئيس الحزب المؤتمر الوطني العام للحضور إلى حوار جنيف.

وعبر منشور كتبه على صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك)، أشار محمد صوان إلى “موقف حزبه الداعم للحوار”، للوصول بالبلاد إلى بر الأمان، وفق تعبيره.
كما استجابت بعض الأطراف في عملية “فجر ليبيا” وعملية الشروق التابعة لها لدعوات وقف إطلاق النار في جميع الجبهات في ليبيا؛ وذلك لإتاحة الفرصة للحلول السلمية.

ويأتي قرار غرفتي عمليات قوات “فجر ليبيا” وعلمية “الشروق” تلبية لنداءات المجتمع الدولي ومنظماته الداعية إلى وقف إطلاق النار، والبحث عن مسار يفضي إلى حل سلمي.

وفي الوقت ذاته، حذر البيان من أنه “في حال خرق وقف إطلاق النار من الطرف الآخر (في إشارة لقوات اللواء خليفة حفتر ورئاسة أركان الجيش المعينة من قبل البرلمان في طبرق، شرقي البلاد) سيتم التعامل معه بالشكل المناسب؛ انطلاقا من حق الدفاع عن النفس دون الرجوع إلى أي جهة كانت”.

في المقابل، رفضت “القوة الوطنية المتحركة”، إحدى مكونات قوات “فجر ليبيا”، دعوات وقف إطلاق النار، وأكدت أنها لا تزال متواجدة في ساحات القتال حسب توجيهات رئاسة أركان الجيش.

وفي بيان أصدرته، اليوم السبت، قالت القوة، إن “كل الأوامر العسكرية بالتقدم في المحاور والتوقف عن القتال أو الانسحاب تصدر إليها مباشرة عن الجهات الرسمية الاعتبارية في الدولة، ولا نعتد أبدا بأي أوامر أو ما شابهها تصدر عن أشخاص أو مجالس محلية أو عسكرية أو نحوها”.

وأوضح البيان أن قوات فجر ليبيا بشكل عام وقادة الثوار المشاركين معهم وأمراء المحاور “ملتزمون تماما بأوامر القائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس المؤتمر الوطني العام نوري أبو سهمين ورئاسة الأركان العامة التابعة له”.

وكانت الصفحة الرسمية لـ”فجر ليبيا” على “فيسبوك” قد نشرت أمس الجمعة، نداء قادة الجبهات إلى كل الثوار بضرورة الالتزام بأوامر رئاسة الأركان، مضيفة أنه “لا حوار مع من يستهدف المدنيين ويسعى لتقويض ثورة فبراير 2011 التي أطاحت بالرئيس الراحل معمر القذافي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …