“إلا رسول الله” ودلالاتها
من أكثر الشّعارات البائسة التي انتشرت إبان جريمة الرّسوم الدنماركية المسيئة للنبيّ صلى الله عليه وسلم؛ وتجترٌّها الأمة المتخمةُ بالشِّعارات في مواجهتها لجريمة الصّحيفة الفرنسية هو شعار (إلا رسول الله).
هذا الشّعار يحمل في طياته نفسيّة المنهزم الذي لا يلوي على شيء ثم يستدير إلى عدوِّه بعنترية المنتصر مهدِّدًا إيَّاه أن يتوقف عن استلاب حقوقه عند هذا الحدّ ولا يتجاوزه وإلَّا !!!
فتقديرُ الكلام في الشعار لا يحتاجُ إلى كثير بحث لنعلمَ أنَّه: اعتدوا على كلِّ شيءٍ إلَّا رسول الله، واستهزئوا بكلِّ شيء إلَّا رسول الله، واسرقوا منَّا كل شيء إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
والمفهوم البدهي من رفع الحناجر به أنّه لا خطوط حمراء عندنا إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهو الخطّ الأحمر الوحيد الذي لا نسمح لكم بتجاوزه أو الاقتراب منه.
وإن كنتُ أجزم أن من رفعوه لم يريدوا المعنى الذي يقتضيه الشعار إلا أنه يعبِّر عن عنتريَّة المهزوم الذي يحاول إثباتَ ثباتِه وقوَّتِه وشجاعتِه بل ونصره الخُلَّبيّ.
ولستُ في وارد الدُّخول في الجدل والتّأويل اللّغويّ للعبارة إلا أن المتبادر لسامعها أننا قادرون على ابتلاع أيّة إهانةٍ أو إساءةٍ نتعرّض لها ما دام المقصود بها مَن هوَ دون رسول الله صلى الله عليه وسلم في المكانة من الأشخاصِ وحتَّى الأمكنة والقيم.
فنحن قادرون على استمراء الإهانة إذا وُجِّهت من عِلج فارسي أو عُتُلٍّ روميّ أو فاجرٍ من طغاة العربِ على حرَّةٍ من حرائرنا ابتداءً من اللَّطمِ إلى هتكِ العرض، ومخزونُ الصّبر لدينا يؤهلنا للتغاضي عن إهانَة اليهود لنا باحتلالِ أرضنَا ومقدّساتِنا ولكن إن وصلَ الأمرُ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلَّم فلن نسمح لكم ولتفهموا جيّدًا (إلا رسول الله).
وماذا بقيَ لنا من رسول الله صلى الله عليه وسلّم، إذا أهينَت أعراضُنَا ودُنِّسَت مقدَّساتُنا وديارنا وديست كرامتنا واستنسرت البغاثُ في أرضنا؟!.
ماذا بقي لنا من رسول الله إذا ذهبَ كلُّ شيءٍ أمرنا صلى الله عليه وسلم بأن نريق على جوانبه الدم؟
إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟
ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …