المثقفون اليساريون والعلمانيون والدين .. “قطيعة حتى الممات”
يروي الصحفيون والمثقفون نكتة بطلها الدكتور رفعت السعيد القيادي اليساري المعروف ورئيس حزب التجمع، الذي خرج إلى أصدقائه مرة عقب إحدى الجنائز قائلا لهم: إنه اضطر لصلاة الجنازة على أحد الموتى في المسجد لتوه، ولما أبدوا دهشتهم – لأنه من المعروف عن “السعيد” ورفاقه اليساريين أنهم لا “يركعونها” – خفف عليهم الأمر باسما حين قال: لا تقلقوا، فلم أكن متوضئا”.
قصة أخرى ترويها فنانة تشكيلية شابة، حين أشارت إلى أن أحد أساتذتها لما رآها تصلي قال لها: “هل تعتقدين أن ما تفعلينه هو الصلاة ؟ العلاقة بالله أسمى من تلك الحركات التي تؤدونها، وقلبي أرقى من قلوبكم، وعلاقتي بالله أقوى منكم بمراحل”.
وتبدو علاقة بعض المثقفين بالدين وشعائره – واصة اليساريين والعلمانيين- ليست على ما يرام، وليس ببعيد التصريحات التي أطلقها الشاعر الراحل أحمد فؤاد نجم قبيل وفاته، حين أكد أنه لا يصوم ولا يصلي، وأنه يصلي حين “يتذكر”، و”المقدسات أنا الذي أحددها”، و”أنا متأكد إن ربنا هيخدني في حضنه ويقول لي: جدع”، و”أنا حشاش”.
شاهد تصريحات أحمد فؤاد نجم:
وربما لن يكون التصريح الأخير في هذا الإطار، هو الذي أدلى به الشاعر أحمد عبد المعطي حجازي، مؤخرا، بأنه “لا يؤدي الصلاة منذ نحو نصف قرن”، و”آخر صلاة له كانت في السبعينيات، وكان بسبب زيارته لمسجد قرطبة في إسبانيا”.
أما الكاتب سيد القمني، فله الكثير من التصريحات، التي تصطدم بثوابت وعقائد الإسلام، فيرى القمني أن القرآن يجسد نصّا تاريخيّا، ولا ضير من وضعه موضع مساءلة إصلاحية نقدية، وأن هذا النقد الإصلاحي بداية لثورة ثقافية تستلهم وتطور التراث العقلاني في الثقافة العربية الإسلامية؛ ليلائم الإسلام احتياجات الثورة القادمة”.
شاهد هجوم “القمني” على الإسلام، وتصريحاته بأن القرآن غير صالح لكل زمان ومكان:
واستمر “القمنى” في هجومه على الدين الإسلامي، مشيرًا إلى أنه غير قادر على إقامة دولة أو الحكم بأحكامه.
شاهد تصريحات القمني:
وسخر الكاتب والمثقف اليساري من وصف القرآن لمراحل تكوين الجنين، مدعيًا أنه لا توجد إرادة إلهية في تكوين الجنين؛ حيث إنه يتطور كتطور الأميبا التي كانت موجودة قبل وجود أي كائنات على الأرض، معتبرها عملية حية فقط، داعيا لفصل الدين عن العلم.
شاهد سخرية “القمني” من ذكر القرآن لمراحل نمو الجنين:
كما طالب ببناء ”كعبة” في صحراء سيناء، لتكون ”الكعبة المصرية” بمثابة مجمعٍ ديني، يُشكل مقصدا دينيا ومَزارا سياحيا، معلنا رفضه أن ينفقَ المصريون مُدخراتهم على الحج والعمرة”.
ودعا الشباب المسلم إلى الإلحاد، وزعم أن ذلك يخلق مجتمعا صحيًّا، مشيرًا إلى أن الإلحاد هو اعتقاد أيضا.
شاهد دعوة “القمني” للشباب المسلم للإلحاد:
وهاجمت الكاتبة العلمانية فاطمة ناعوت، شعيرة الأضحية التي يمارسها المسلمون في عيد الأضحى المبارك، ووصفتها بـ”أهول مذبحة سنوية تحدث؛ بسبب كابوس رآه أحد الصالحين”.
وقالت ناعوت، في تغريدة على حسابها بموقع “تويتر” قبل عيد الأضحى الماضي: “بعد برهة تُساق ملايين الكائنات البريئة لأهول مذبحة يرتكبها الإنسان منذ عشرة قرون ونصف، ويكررها كل عام وهو يبتسم”.
وأضافت: “مذبحة سنوية تتكرر بسبب كابوس باغت أحد الصالحين بشأن ولده الصالح، ورغم أن الكابوس مرّ بسلام على الرجل الصالح وولده وآله، إلا أن كائنات لا حول لها ولا قوة تدفع كل عام أرواحها، وتُنحر أعناقها وتُهرق دماؤها دون جريرة ولا ذنب؛ ثمنًا لهذا الكابوس القدسي، رغم أن اسمها وفصيلها في شجرة الكائنات لم يُحدد على نحو التخصيص في النص، فعبارة ذبح عظيم لا تعني بالضرورة خروفًا ولا نعجة ولا جديًا ولا عنزة”.
وفي تصريحات أخرى لها، أنكرت “ناعوت” أن الحجاب فريضة إسلامية، مضيفة أن “هناك العديد من الفتيات اللاتي تقمن بارتدائه تحت تهديد وإرهاب من أسرتها”.
اقرأ تصريحات “ناعوت” عن الحجاب
ولم تقتصر هذه الأفكار المتطرفة على هؤلاء المثقفين فقط، بل امتدت لتشمل من تقلدوا أكبر المناصب في هذا المجال؛ حيث هاجم الدكتور جابر عصفور، وزير الثقافة الحالي، الحجاب ودافع بقوة عن الصور العارية، قائلا: “إنه حتى أوائل السبعينيات كان المثقفون يقودون المجتمع المصرى؛ حيث لم يظهر في جامعة القاهرة بأكملها ما يسمى بالحجاب أو النقاب خلال تلك الفترة”.
وقال الوزير: “إن مشاهدة اللوحات العارية مسألة تتوقف على التربية الفنية، بدليل أن العالم المتقدم والعربى يوجد به اللوحات الفنية العارية، والمجلات المصرية – حتى وقت قريب – كانت تنشر صورًا عارية”.
شاهد تصريحات وزير الثقافة حول اللوحات العارية:
كما أعلن عن موافقته على تجسيد الأنبياء في الأعمال الفنية، مهاجمًا الأزهر بعد رفضه لهذا الأمر، ومشيرًا إلى أن هناك بعض رجال الأزهر من المحافظين، معارضين لكل ما هو جديد.
شاهد موافقة عصفور لتجسيد الأنبياء في الأعمال الفنية:
ولم تختلف آراء عصفور كثيرًا عن فاروق حسني، وزير الثقافة في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك، والذي صرح أكثر من مرة بأن “الحجاب هو دعوة إلى الرجعية والتأخر”، مضيفًا أنه “لابد من النظر إلى الأمور بمضامينها وليس بشكلها الظاهري”، على حد تعبيره.
وأضاف حسني: “الحجاب الحقيقي هو حجاب النفس الداخلية والتي تعتمد على الضمير والأخلاق، بعيدا عن كافة الأشكال الظاهرية الأخرى”.
شاهد تصريحات “حسني” حول الحجاب:
ومن جانبه، قال الكاتب والشاعر الإسلامي، حلمي القاعود إن كتابات بعض مثقفي مصر، والذين أطلق عليهم لقب “مثقفو الحظيرة” عن الإسلام، وهي كتابات لا ترقى إلى مستوى البحث العلمي، ولا تستخدم أدواته ولا مصادره الموثوقة.
مشيرًا إلى أنها في مجملها ترديد مشوه لمقولات بعض المستشرقين عن الإسلام ونبيه، تنقصها الدقة ويغذيها التعصب الصليبي الاستعماري، وتهدف في نهاية المطاف إلى تصوير الإسلام بوصفه دينا موضوعا ومزيفا، وضعه محمد وجده عبد المطلب، واحتذى في صياغته اليهود.
وقال القاعود: “إن الحملة الشرسة ضد الإسلام لا تقتصر على التحدي بمنح الجوائز لمن حادوا الله ورسوله، ولكنها تتمثل في تحدٍ آخر جديد، تقوم به مكتبة الإسكندرية مع المركز القومي للترجمة، في استضافة المعادين للإسلام للحديث عما يسمى آلية الرقابة وحرية التعبير في العالم العربي، وذلك في عام 2009”.
وأشار إلى أن المدعوين جميعا من الكتاب والفنانين الذين صادموا مشاعر المسلمين بأعمالهم وكتاباتهم ومواقفهم المهينة للإسلام والمشوهة له، والذين من بينهم من عاقبتهم المحاكم وأدانتهم قضائيا.
إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟
ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …