‫الرئيسية‬ اقتصاد “التعدي على النيل” ..حلال على رجال الأعمال حرام على الفقراء
اقتصاد - يناير 15, 2015

“التعدي على النيل” ..حلال على رجال الأعمال حرام على الفقراء

جاء توقيع وزراء حكومة محلب، خلال اجتماعهم، اليوم الخميس، على وثيقة النيل التى تتضمن التعهد بالحفاظ على نهر النيل، متزامنا مع تصريحات رئيس الحكومة إبراهيم محلب ووزير الري حسام مغازي، النارية والمتوعدة للمتعدين.

وكان محلب قد صرح – بداية الشهر الجاري – بأنه: “اللى هيتعدى على النيل هنزل بنفسى أشتبك معاه”، كما اتهم وزير الري المتعدين بأنهم “اللى خربتوا البلد وبوظوا النيل”.

ومع هذه التصريحات النارية، لم يجد المواطنون ترجمة لها على أرض الواقع إلا على البسطاء فقط، أما رجال الأعمال الذين خصصوا لأنفسهم مساحات شاسعة من النيل، فلم يتجه الجرافات لقصورهم.

وشهد عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك تعدي أصحاب النفوذ من الوزراء ورجال الأعمال على نهر النيل، تحت مسمع ومرأى المسئولين، واستمرت الأنظمة التي تلتها في التستر على هذه المخالفات وعدم المساس لها، بل إن بعض الحكومات تحالفت مع بعض رجال الأعمال؛ لطرد السكان من بعض الجزر النيلية لتشييد أبراج شاهقة عليها.

ويأتي على رأس قائمة المعتدين على نهر النيل، رئيس الوزراء الأسبق “أحمد نظيف” وشقيقه “علي نظيف”؛ حيث استوليا على مساحات شاسعة في جيرة البدرشين، التي بها عدد من ملاعب التنس ومجموعة من “الفيلل” تحت الإنشاء، ولا توجد أوراق صادرة من الجهة المختصة رغم بنائها فى مجرى النهر بالمخالفة للقانون.

كما قام وزير الثقافة الأسبق، “فاروق حسني”، ببناء قصر خاص على نهر النيل مباشرة بعزبة البكباشي، مستغلا صفته كوزير للثقافة، وذلك بعد حصوله على تأشيرة صريحة بمعرفة يوسف والي وزير الزراعة ونائب رئيس الوزراء، في ذلك الوقت، وقام أيضا بردم مساحات من النيل لصالحه، وتقنين تلك المخالفات من خلال لجنة تراخيص النيل دون الالتفات إلى سيادة القوانين.

أما رجل الأعمال “حسن راتب”، فقد قام بإنشاء قصر فخم على ضفاف النيل في جزيرة البدرشين، احتل مساحات كبيرة بالتعدى على حرم نهر النيل، كما أنشأ مَرسى خاص له، بعد ردم أجزاء من النهر مباشرة بتصاريح غير قانونية.

وقام محمد أبو العنين، رجل الأعمال وعضو لجنة السياسات بالحزب الوطنى المنحل، بالتعدى – بالمخالفة أيضا – على أراض شاسعة فيما تسمى بأرض القرصاية صاحبة القضية الشهيرة، وقيامه أيضا بردم مساحات كبيرة فى نهر النيل بمخالفة القانون، كما قامت قوات الجيش بالاشتباك مع أهالي الجزيرة لصالح رجل الأعمال.

أما رجل الأعمال “ماجد محمد علي”، فقد قام ببناء نادي “محمد علي” بمنيل شيحة، وسط حراسة من قوات الشرطة؛ وذلك لأن أغلب رواد النادي من كبار المسئولين، الذين ساعدوه في تقنين مخالفته.

وقامت “ناهد عبد العزيز الشلقاني” بتقنين أوضاع قصرها المخالف بالتعدي على حرمة نهر النيل بعد ردم أيضا مساحات كبيرة من أرض النيل بمنيل شيحة والبناء عليها.

كما تضم القائمة رجل الأعمال وعضو مجلس الشعب الأسبق عن الحزب الوطني عادل أيوب؛ حيث قام بردم معظم المساحات على ضفاف النيل بجزيرة منيل شيحة، ثم قام ببيع تلك المساحات بمبالغ خيالية، مستغلا حصانته ونفوذه مع كبار المسئولين وبمساعدة مسئولى الرى والزراعة فى المحافظة.

وقام رجل الأعمال “معتز الألفي”، صاحب مجموعة أمريكانا الشهيرة ونائل رئيس جمعية جيل المستقبل التي أسسها جمال مبارك، بالتعدي على النيل، حيث أقام مَرسى أمام “فيلته” على النيل بمنطقة منيل شيحة، وقام بالردم داخل النيل بطول 27 مترًا وعرض 22 مترًا بارتفاع 1.5 متر، ورغم صدور قرار إزالة له سنة 2002، إلا أنه لم ينفذ حتى الآن.

وتشمل القائمة بعض الأسماء الأخرى منها: “محمد ثروت الشلقاني”، “الممثلة نادية الجندى”، “منتجعات ماريوت”، “حسام عاشور”، فضلا عن رجال أعمال وأمراء خليجيين.

وتأتي هذه التعديات وسط تواطئ المحليات ورجال الأمن مع المعتدين، وعدم تنفيذهم قرارات الإزالة، ففي محافظة المنيا، على سبيل المثال، عطلت المحافظة إزالة مساحة تقدر بـ 5000 متر مكعب، لأحد الفنادق المملوكة للمحافظة، التي أجّرها لأحد رجال الأعمال بحق الانتفاع لـ 25 عامًا، وساعده في ذلك المحافظ اللواء صلاح الدين، الذي حاول زيادة السماح لمحامي رجل الأعمال بمراجعة وزير الري في ديوان المحافظة؛ لإقصائه عن تنفيذ قرار الإزالة، رغم صدور قرار الإزالة بحقه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …