مؤسس شارلي: رئيس التحرير جرَّ محرريها للموت.. وصحفي سابق: عنصرية
اتهم مؤسس المجلة الفرنسية “شارلي إيبدو” رئيس تحريرها الذي قُتل على يد مسلحين الأسبوع الماضي بـ”جر” فريق المجلة إلى الموت، من خلال نشر الرسوم الاستفزازية المسيئة للرسول محمد صلى الله عليه وسلم.
وأوضحت صحيفة “إندبندنت” البريطانية في تقرير لها اليوم 15 ديسمبر أن “هنري روسيل” (80) عاما الذي ساهم في تأسيس العدد الأول للمجلة عام 1970 عندما كانت معروفة باسم “هارا كيري إبدو” كتب في مجلة “نوفيل أوبس” الفرنسية هذا الأسبوع حول رئيس تحرير “شارلي” ستيفان تشاربونير” منتقدًا نشر الرسوم المسيئة للرسول “أنا حقًّا أحتفظ بها ضدك” وذلك في إشارة إلى قرار رئيس التحرير في 2011 بطباعة رسوم تجسد “النبي” على غلاف المجلة.
وأضاف روسيل- الذي ينشر تحت اسم مستعار “ديلفيل دي تون”: “ما الذي يجعله يشعر بضرورة جر فريق المجلة إلى المبالغة؟” مضيفًا: “أعتقد أننا حمقى لإقدامنا على مخاطر غير ضرورية.
هذا كل شيء، نحن نعتقد أننا معرضون للخطر لسنوات وعقود؛ فالاستفزاز يتحول ضدنا”.
وتابع روسيل أو “ديلفيل”: “كان ينبغي ألا يفعل تشاربونيل ذلك، ولكنه قام به مجددًا بعد عام في سبتمبر 2012”.
وأشارت صحيفة “إندبندنت” إلى أن غلاف مجلة “شارلي إيبدو” في 2011 نشر رسمًا يجسد النبي محمدًا “صلى الله عليه وسلم” يقول: “100 جلدة إذا لم تمُت ضحكًا” تحت لافتة مكتوب عليها “شارلي إيبدو” في إشارة ساخرة من الشريعة الإسلامية، وبعدها بوقت قصير تعرضت مكاتب المجلة للإحراق في هجوم بالقنابل الحارقة من قبل مجهولين.
ولفتت الصحيفة البريطانية إلى أن “شارلي إيبدو” طبعت 5 ملايين نسخة من العدد الأول عقب الهجوم عليها؛ حيث كان عدد طبعاتها قبل الحادث 60 ألف نسخة فقط؛ حيث احتوى العدد الأول بعد الهجوم على رسوم مسيئة للرسول والإسلاميين أيضًا.
وكشفت “إندبندنت” أن مطالب مؤسسة “شارلي إيبدو” بوقف استفزازات المجلة أغضبت محاميها “ريتشارد مالكا” الذي عمل بالمجلة لـ 22 عامًا الذي قال: “لم يتم بعد دفن تشاربونير ومع ذلك لم تجد مجلة نوفيل أوبس أفضل من نشر مقال جدلي حاقد عليه”.
وفي نفس السياق كتب “أوليفر كيران” المحرر السابق بمجلة “شارلي إيبدو” الفرنسية الساخرة التي تعرضت لهجوم قتل فيه 9 من موظفيها منهم 4 من كبار رساميها بما فيهم رئيس التحرير “ستيفان تشاربونيير” رسالة في 5 ديسمبر 2013 تنبأ فيها بنهاية سوداء كتلك التي جرت للمجلة؛ بسبب ما وصفه بـ “سلوكها الديكتاتوري وممارساتها الفاسدة”.
وأوضح “كيران” في رسالته المنشورة بالإنجليزية على موقع الكاتبة والناشرة “دافني لوليس”: “أنه كان يعمل بالمجلة في الفترة من 1992-2001، قبل أن يستقيل”، بسبب ما أسماه “الغضب من سلوك المجلة الديكتاتوري وممارساتها الفاسدة”.
مضيفا: إنه ظل يراقب سلوك وتطور المجلة من مسافة بعيدة منذ ذلك الحين، ومن خارج الجدران، وسلوكها المتنامي في العداء للإسلام.
وقال كيران إنه كتب رسالته هذه – التي وجهها لرئيس تحرير الذي قتل (تشارب) وزميله (فابريس) – بمناسبة مقال رأي نشره “تشارب” في صحيفة لوموند.
واعتبرت “لوليس” – مترجمة وناشرة الرسالة بالإنجليزية – أنها كانت “جرس إنذار ومؤشر مبكر لما سوف تواجهه المجلة من عنف كالذي حدث لها يوم 11 يناير الجاري؛ بسبب استهدافها المسلمين بالاستفزاز”.
يقول “كيران” : “آمل أن أولئك الذين يدَّعون، وسيدَّعون غدًا، أن تشارلي هي مجلة عنصرية، يكون لديهم الشجاعة ليقولوا ذلك بصوت عال، وأن نعرف كيف نرد؟”، مشيرًا بذلك لتصريح من رئيس تحرير لصحيفة لوموند في 20 نوفمبر 2013 قال فيه: “شارل إيبدو ليست عنصرية”.
وأضاف كيران: “شارلي إيبدو”، موقعها الإلكتروني ودار النشر، كانت تعطيك مساحة للتعبير عن نفسك بالمحتوى الذي تريده في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي عندما كانت هناك رقابة سياسية”، مشيرا إلى تفاصيل ما أسماه “التحول المؤلم الذي تولى فريق “تشارب” إحداثه في المجلة بعد أحداث 11 سبتمبر 2001، والذي عاصره وابتعد عنه (المحرر السابق) عندما كان يعمل فيها”، لافتا إلى أن هجمات سبتمبر جلبت للمجلة عقدة تحميل الدين الإسلامي المسئولية.
وأشار “كيران” إلى تفاقم فكرة تثبيت المجلة في رسوماتها وتقاريرها أن “العربي والمسلم همجي”، وأنه تهديد لفرنسا، بينما تصور المجلة إسرائيل على أنها جزيرة صغيرة بها ثقافة كبيرة وديمقراطية مستقرة.
وقال “كيران” إنه خرج منهكًا من هذا السلوك الديكتاتوري والممارسات الفاسدة بالمجلة، عقب سقوط برجي مركز التجارة في أمريكا 2011؛ حيث انطلقت عملية إعادة صياغة أيديولوجية المجلة (السياسة التحريرية) التي أبعدت قراءً سابقين وجذبت آخرين جدد، في صورة إصدار أرعن للمجلة عن الحرب على الإرهاب، ثم انتشرت الفوضى برسومات من الرسام Gébé تركز على “اللحى”، والنساء المحجبات بصور ساخرة، وتدريجيًا تحولت “التحقيقات الصحفية” في المجلة لتصور “الشائعات” على أنها “حقائق”.
ولفت المحرر السابق لما جرى عام 2011، عندما نشرت المجلّة عقب فوز حزب النهضة الإسلامي في الانتخابات التونسيّة، عددًا باسم (الشريعة) مفترضة بأنّه قد حرّر من قبل النبي “محمّد” كمحرّر ضيف! وكان العدد مسيئًا بشكل لا يصدّق، فقد صوّر الغلاف النبي وهو يقول “100 جلدة إذا لم تمت من فرط الضحك!”، وفي ذلك الوقت، توقّع الكثيرون بأنّ ذلك قد يشكّل نهاية “شارلي إيبدو”، ولكن طاقم العمل استمر في استفزاز المسلمين، قائلًا لـ “تشارب”: “لا أحد في المكتب الخاص بك استقال بعد هذه الصفحة”.
وسرد المحرر السابق نماذج من الإساءات التي تخصص رئيس التحرير (تشارب) في نشرها مثل: السخرية من الصلاة والحجاب، مشيرا إلى تعمد المجلة استضافة شخصيات جدلية لسب الإسلام مثل المحامي الخاص برئيس التحرير “ريتشارد مالكا”، لكي يقول: “إن الحجاب هو إبادة، ودفن للثالوث الجمهوري في فرنسا: الحرية، المساواة، الإخاء”.
يسرد “كيران” تفاصيل كثيرة انخرطت “شارلي إيبدو” فيها؛ اعتبرها “قصفا المسلمين بدافع الهوس”، وتكريسها أسبوعيًا – لأكثر من عقد من الزمان – هذا القصف لإثبات فكرة أن الإسلام “مشكلة” كبيرة في المجتمع الفرنسي، وجعل “الحق في الإساءة” للإسلام، تكريسًا للعلمانية والجمهورية، قبل “التعايش”.
وقال “كيران”: “منذ الرسوم الكاريكاتورية الدنماركية، وهناك تصاعد في “تقريع المسلمين” تحت قناع “الدفاع المتعنت عن حرية التعبير”، حتى أصبح هذا هو المقدمة التي تنشرها مجلة “شارلي إيبدو” بشكل منتظم وتلقى رعاية منك (رئيس التحرير)، وحتى ولو تناولت موضوعات أخرى، “يظل الخوف من الإسلام هو الغذاء الأساسي الخاص بك، والمنتجع الخاص بك”.
ويسأل محرر “شارلي” السابق رئيس التحرير سؤالًا مباشرًا: “ما هي، بالضبط، مشكلتك مع المسلمين في هذا البلد”، مضيفا: “بعيدًا عن بعض المتشددين الذين يروج لهم بعض المتعصبين، لا يبدو أن الدين الإسلامي في هذا الجزء من العالم (فرنسا) بالنسبة لي يشكل أي خطر أو تدخل غير عادي أو عدائي، وعلى المستوى السياسي تأثير الإسلام في فرنسا “صفر”.
وأوضح “كيران”: “لا يوجد مسلم واحد بين مالكي وسائل الإعلام، ولا بين ضباط المعلومات، أو أرباب الوزن الثقيل من أصحاب العمل، أو كبار المصرفيين والمحررين، ولا في الأحزاب السياسية من اليسار واليمين”.
المصادر:
إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟
ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …