‫الرئيسية‬ عرب وعالم تهديدات إيرانية صريحة للسعودية والكويت بسبب “حرب النفط”
عرب وعالم - يناير 15, 2015

تهديدات إيرانية صريحة للسعودية والكويت بسبب “حرب النفط”

“سيندم أولئك الذين خططوا لتلك المؤامرة”.. كلمات صرح بها الرئيس الإيراني حسن روحاني وخص بها كلا من السعودية والكويت، تعليقا على الانخفاض الكبير الذي تشهده أسعار النفط، وهو ما أثار جدلا داخل الأوساط السياسية بسبب التهديدات العلنية التي تخرج للمرة الأولى من قبل إيران، وتعيد للأذهان أجواء حروب عديدة كان للخلاف على أسعار النفط دور كبير فيها.

ونقلت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية “أيرنا” عن الرئيس الإيراني قوله: “إن اقتصادات الدول العربية المنتجة للنفط ستتضرر أكثر من إيران، جراء خفض أسعار النفط”، واصفا ما يحدث بـ”المؤامرة”.

وقال: “سيندم أولئك الذين خططوا لتلك المؤامرة”، لافتا إلى أن 80% من اقتصاد المملكة العربية السعودية يرتبط بقطاع النفط، وأن 90% من الاقتصاد الكويتي يعتمد على النفط أيضًا، في حين أن الإيرادات النفطية لهذا العام لم تشكل سوى 33% من الميزانية الإيرانية.

وتواجه إيران تراجعا كبيرا بعائداتها النفطية، بينما أقرت الموازنة السنة الحالية على أساس مائة دولار لسعر البرميل. واحتسبت موازنة السنة الإيرانية المقبلة (21 مارس2014- 20 مارس2015) على أساس سعر 72 دولارا، لكن العائدات النفطية لن تشكل إلا 33% من هذه الموازنة، لكن الرياض التي تنتج 9.6 مليون برميل يوميا، تملك احتياطي عملات أجنبية يناهز 750 مليار دولار.

وتتهم إيران الدول الخليجية على وجه الخصوص بالمسئولية عن التدهور في أسعار النفط، والذي فقد ما يقارب من 60% من قيمته، منذ يونيو الماضي، بسبب عدم خفض الإنتاج، في حين ترفض دول الخليج تلك الاتهامات، وتؤكد أن زيادة الإنتاج خارج “أوبك” هي السبب، فضلا عن تراجع الطلب في أوروبا وآسيا.

ويرى مراقبون أن انخفاض أسعار النفط عملية مدروسة من دوائر غربية، وبمشاركة دول الخليج، وعلى رأسها السعودية والإمارات والكويت، لضرب اقتصاديات روسيا وإيران، خاصة في ظل التصريحات السعودية بإمكانياتها تحمل تبعات انخفاض أسعار النفط لفترات مقبلة، مؤكدين أن ما يحدث هو حرب اقتصادية؛ بسبب المواقف الروسية والإيرانية من بعض قضايا منطقة الشرق الأوسط، على رأسها الملف السوري واليمني والعراقي، فضلا عن البرنامج النووي الإيراني، وأيضا التدخل الروسي في أوكرانيا.

وأكدوا أن تلك الحرب الاقتصادية وجهت بالفعل ضربة لاقتصاديات إيران وروسيا جراء انخفاض أسعار النفط، حيث تعرض الاقتصاد الروسي لأزمة، خاصة مع انهيار الروبل مؤخرا، وقد فشلت موسكو في إنقاذه، حتى بعد أن رفعت سعر الفائدة إلى 17%.

وتعرُّض الاقتصاديات للضربات القوية ينذر بتصاعد المواجهة بين الروس والإيرانيين من جهة، والخليج وحلفائه من جهة أخرى، حيث إن لدى إيران أوراق ضعط من الممكن استخدامها في تلك المعركة بعيدا عن سلاح النفط، على رأسها الملف العراقي والسوري وتحريك الحوثيين على الحدود الجنوبية للسعودية.

من جهته، يرى مستشار البنك الدولي لشئون النفط والطاقة البروفيسور ممدوح سلامة- في تصريحات إعلامية- أن الجميع سيخسر في هذه الحرب النفطية، سواء من المصدرين أو المستهلكين، لافتا إلى أن هناك أسبابا سياسية لأزمة النفط الحالية، قائلا: هناك توافق سياسي- إن لم يكن تواطؤا- بين السعودية والولايات المتحدة بهذا الشأن، وأوضح أن الرياض تخوض حربا غير معلنة على طهران بسبب برنامجها النووي، وتريد إضعاف النفوذ الإيراني في الشرق الأوسط الممتد من العراق إلى غزة ولبنان ومن سوريا إلى اليمن.

أما الولايات المتحدة فتستغل انخفاض الأسعار- رغم أنه يؤذي صناعة إنتاج النفط الصخري لديها- بهدف إيذاء الاقتصادي الروسي.

وقال سلامة: إنه إذا أقدمت الولايات المتحدة وأوروبا على فرض حظر على صادرات النفط الإيرانية، فإن طهران ستعتبر ذلك إجراءً حربيا ضدها، وقد تقدم على إغلاق مضيق هرمز في وجه دول الخليج.

وحول هذا السيناريو وانعكاساته السلبية على دول الخليج التي تعتمد بشكل كبير على تصدير إنتاجها النفطي عبر هذا المضيق، قال سلامة: إن بعض الدول كالإمارات والعراق اتخذت تدابير لتفادي هذه الخسائر المحتملة، لكنه لفت إلى أنه حتى إذا نجحت دول الخليج في تصدير سبعة ملايين برميل من إنتاجها اليومي، فسيتبقى لديها عشرة براميل أخرى لن تستطيع تصديرها.

وشدد على أن السعودية ودول “أوبك” ستُجبر على خفض الإنتاج بسبب نقص الدخل المادي والفجوة الكبيرة في ميزانياتها، فضلا عن المخاوف من حدوث اضطرابات سياسية فيها بسبب تخفيض الإنفاق، وبالتالي المساس بحاجات المواطنين الأساسية.

ويقول سلامة: إنه أعد دراسة عن الحروب النفطية بين هذين التاريخين 1941 و2014، أكد فيها أن غزو الولايات المتحدة للعراق كان بالأساس من أجل النفط، وقبلها كان غزو العراق للكويت أيضا من أجل النفط، وكذلك حرب 1973 كانت مرتبطة بشكل غير مباشر بالنفط؛ لأن الملك السعودي فيصل بن عبد العزيز أكد للرئيس المصري آنذاك أنور السادات وللرئيس السوري آنذاك حافظ الأسد، أنه سيستخدم سلاح النفط ضد إسرائيل والولايات المتحدة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …