السياسة تقتل المرضى بعد الاستيلاء على “الجمعية الطبية الإسلامية”
جاء قرار مصادرة الجمعية الطبية الإسلامية بفروعها الـ 28، صادمًا لأكثر من مليوني فقير، الذين يجدون في مستشفياتها الملاذ الأرخص والأفضل لعلاجهم من الأمراض؛ حيث تتحمل عبء ثلث مرضى الجمهورية، بحسب تقرير وزارة الصحة عام 2008.
وكانت لجنة حصر أموال أعضاء جماعة الإخوان المسلمين، قررت اليوم الأربعاء، مصادرة مقرات الجمعية في 7 محافظات؛ حيث قامت قوات الأمن بمداهمتها والاستيلاء عليها.
ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي تتعرض فيها الجمعية الطبية الإسلامية للمضايقات أو المصادرة؛ حيث تعنت نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك في إصدار التراخيص لبناء المستشفيات التابعة للجمعية، وكانت الأزمات بين النظام والجمعية مع اقتراب موعد الانتخابات التشريعية؛ وذلك خوفا من تأثير الخدمات التي تقدمها الجمعية على شعبية جماعة الإخوان المسلمين.
وفي عام 2009، قامت الحكومة المصرية بإزالة مبنى مستشفى خيري تابع للجمعية بمدينة نصر، مكون من 7 أدوار والذي يتسع 250 سريرا، وبكلفة تصل نحو 40 مليون جنيه مصري؛ حيث كان من المنتظر افتتاحه قبل الانتخابات البرلمانية المقررة في عام 2010.
ويحكي د. أحمد عمر مدير المستشفى عن هذه الواقعة، قائلا: “حصلنا عام 1996 على ترخيص مبنى العيادات الخارجية المكون من 3 أدوار، وفي عام 2000 رفضت السلطات منحنا ترخيصا لبناء المستشفى؛ بسبب الانتخابات التشريعية التي جرت في ذلك العام، وكان الصراع محتدما فيها بين الإخوان والنظام، فأقمنا عددا من القضايا وربحناها فاستأنفت المحافظة وخسرت الاستئناف، ومن ثم شرعنا في بناء المستشفى وأتممناها عام 2006 على مساحة 7 أفدنة، وجهزناها بأجهزة أشعة تتعدى تكلفتها مليوني دولار”.
ولم يسلم العاملون بمستشفيات الجمعية من الاعتقال، ففي ديسمبر 2013، قامت أجهزة الأمن باعتقال الدكتور حسام حسين، مدير مستشفى الأمل بالإسماعيلية التابع للجمعية الطبية الإسلامية من مقر عمله بالمستشفى.
كما ألقت قوات الأمن القبض على الدكتور عبد الله النحاس، مدير مستشفى التأمين الصحى بشبين الكوم، ومدير مستشفى المواساة الإسلامى بالمنوفية، في نوفمبر 2013، من مقر عمله بالتأمين الصحى.
وقامت أيضا باعتقال 8 عاملين بنفس المستشفى، وذلك أثناء فض مسيرة ضمت المئات أمام مستشفى المواساة بالبر الشرقى بمدينة شبين الكوم.
وفي فبراير الماضي، قام عدد من البلطجية المدعومين من قبل وزارة الداخلية باقتحام مستشفى المواساة الإسلامي بشبين الكوم وتكسير جميع محتوياتها، دون تدخل من الأمن.
يذكر أن الجمعية تضم 30 مستشفى بها، بخلاف المراكز والمستوصفات والعيادات الخارجية والصيدليات؛ حيث يعمل بها ما يقرب من 2000 طبيب وطبيبة، بينما تستقبل سنويًا أكثر من 2 مليون مريض، وتجرى حوالى 60 ألف عملية جراحية؛ حيث تدعم الفقراء بنحو 4 مليار جنية سنويا، من خلال خدمتها الطبية التى تقدمها للمواطنين بأسعار رمزية.
كما تجري الجمعية العديد من جراحات دقيقة مثل: جراحات القلب المفتوح، ونقل الكلى، وجراحات الأورام، وجراحات الأطفال، إضافة إلى قسم متكامل للحروق.
انظر أيضًا:
الحكومة تتحفظ على مستشفيات الجمعية الطبية الإسلامية وتسلم إدارتها لعلي جمعة
إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟
ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …