انتقادات واسعة لمشاركة “أكابر الإرهابيين” بمسيرة ضد الإرهاب

لم تمر المسيرة التي نظمتها فرنسا – الأحد – ضد الإرهاب مرور الكرام ؛ حيث أثارت انتقادات واسعة لمشاركة “أكابر الإرهابيين” وممثليهم ، كما وصفهم نشطاء سياسيون، حيث شهدت المسيرة مفارقة غير مسبوقة ، بمشاركة نتنياهو ووزير خارجيته، في مسيرة تحارب الإرهاب رغم ضلوعهما في الإرهاب ضد الفلسطينيين.

وانتقد النشطاء مشاركة قادة ووزراء عرب جنبا إلى جنب مع بنيامين نتنياهو الذي يعتبر الإرهابي الأول على مستوى العالم خلال الحقبة الحالية ، والذي شرب من دماء الفلسطينيين حتى الثمالة ، وفقا لتعبيرات بعض النشطاء السياسيين، إضافة إلى وزير خارجيته الذي لا يقل عنه ” إرهابية ” وآخرين، تعبر عن خلل يجتاج تعريف العالم للإرهاب، حيث يطالب الإرهابيون الذين قتلوا الأبرياء بمحاربة الإرهاب.

ردود الأفعال التي تتوالى كانت أكثر زخما – ربما – من المسيرة ذاتها، حيث أصدرت منظمة “مراسلون بلا حدود” الدولية، بيانا غريبا علي غير العادة عبرت فيه عن استيائها من مشاركة عدد من زعماء دول الشرق الأوسط في مسيرة باريس، معتبرةً أن هذه المشاركة بمثابة “إهانة للحريات”، على حد تقديرها.

وقال السكرتير العالم للمنظمة، كريستوف دي لوار، في تصريحات صحفية أدلى بها قبيل انطلاق الفعالية التضامنية، “كيف لمصر والجزائر وتركيا وغيرها من دول منطقة الشرق الأوسط وحتى روسيا، أن يشاركوا في مسيرة لدعم حقوق حرية الصحافة والتعبير، ويرفعوا شعار (كلنا
شارلي) مساندة للحريات، وهم يضطهدون شارلي كل يوم في بلادهم”، وفق تعبيره، وأضاف دي لوار “هذه المشاركة إهانة كبيرة لنا”، كما قال.

مصر من جانبها لم تضيع الفرصة في محاولة حشد دعم أكبر لمواجهة ما أطلقت عليه “الإرهاب الذي انتشر في مصر عقب الإطاحة بالرئيس محمد مرسي؛ حيث أشار وزير الدفاع الفريق صدقي صبحي – خلال افتتاح مؤتمر طبي، الأحد – إلى أنه أكد لوزير الدفاع الفرنسى خلال الاتصال الهاتفى الذي أجراه معه أن “القوات المسلحة المصرية جاهزة تماما للتعاون مع فرنسا وجيشها وكل دول العالم فى مكافحة الإرهاب خلال المرحلة الراهنة، وعلى استعداد فى تنفيذ أى مهام يتطلبها هذا الأمر، حتى يتم القضاء على الإرهاب بشكل كامل”.

كما أوضح السفير بدر عبد العاطي، المتحدث باسم وزارة الخارجية أن وزير الخارجية سامح شكري عرض على مجموعة من المسئولين الأوروبيين التقاهم بقصر الإليزية “استعداد مصر لنقل خبراتها للدول الأوروبية فيما يتعلق بالتصدي للمتطرفين، والتفاعل مع أي مبادرة لمكافحة الإرهاب”.

وهو العرض الذي أثار سخرية نشطاء علي “تويتر”، تحدثوا عن النموذج المصري في قتل المتظاهرين والمعارضين، وأطلقوا هاشتاج”‫#‏فرنسا_تنفذ_كتالوج_السيسي_فى_مكافحة_الإرهاب‬.
وتبقى المشاركة الأكثر رفضا في المسيرة من جانب النشطاء العرب هي لبنيامين نتنياهو ووزير خارجيته أفيجدور ليبرمان ، حيث ضربا عرض الحائط بتاريخ طويل من الإرهاب ودعمه خلال سنوات طويلة ، ولا يزال مستمرا حتى الساعة.

حيث تندر أحد النشطاء بأن ” الإرهابيين ” ربما صدقا على قتل عشرات الفلسطينيين على سلم الطائرة قبل التحرك إلى المسيرة ” الرافضة للإرهاب” .

ولم يمنع الانتقادات ما كشفت عنه مصادر فرنسية بأن مشاركة نتنياهو جاءت رغما عن الرئيس الفرنسي ، حيث أشارت إلى أن نتنياهو هاتف الرئيس الفرنسي ” أولاند” طالبا المشاركة ، ولما لم يفلح الرئيس الفرنسي في إثنائه عن المشاركة ، قرر دعوة الرئيس الفلسطيني عباس محمود ” أبو مازن” وفقا للمصادر الفرنسية .

وشهدت فترة رئاسة نتنياهو للوزراء شن حربين على قطاع غزة، كانت حصيلة الحرب الأولى، في نوفمبر 2012، 155 شهيد ومئات الجرحى الضحايا قتلوا بطريقة مباشرة جراء الغارات الإسرائيلية على كامل قطاع غزة منهم أكثر من 27 قاصر ورضع مابين الشهر و17 سنة 8 شيوخ تجاوزو ال 60 سنة و14 امرأة.

أما الحرب الثانية، فشنتها قوات الاحتلال الإسرائيلي على القطاع في شهر يوليو الماضي، واسفرت عن استشهاد 2147، من بينهم 1743 مدني و530 طفل و 302 إمرأة، إضافة إلى 10,874 جريح، منهم 3,303 طفل و2,101 إمرأة، بينما ثلث الأطفال الجرحى سيعانون من إعاقة دائمة، وذلك بحسب تقرير المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، وهو ما اعتبره حقوقيون بجرائم الحرب، حيث استهدفت النيران لإسرائيلية الأطفال، في خلال قصف منتزهات أيام عيد الفطر المبارك.

أما وزير الخارجية الإسرائيلي، أفيجدور ليبرمان، فهو سياسي وزعيم يميني متطرف، يعرف بمعاداته الشديدة للفلسطينيين ، وتاريخه في قتل الفلسطينيين والتحريض عليه مليء بالصفحات.