الإعلام المصري والتباكي على ضحايا باريس
برامج كاملة وتغطيات مفتوحة، ومقالات رأي ومنشتات بالصفحات الأولى، ضجت بها وسائل الإعلام المصري، منذ عدة أيام للتباكي على الصحفيين والرسامين الفرنسيين، وإدانة منفذي الهجوم الإرهابي، الذين ضاقوا ذرعا بحرية الرأي والتعبير، في عصر السماوات المفتوحة.
لكن هذا الإعلام الذي تباكى على زملائه الفرنسيين، رحب وحرض على اعتقال 100 صحفي وقتل 7 آخرين من أبناء وطنهم؛ لمجرد عملهم في وسائل إعلامية معارضة للسيسي، كما لم يحرك ساكنا عندما فصلت مؤسسة صحفية واحدة “اليوم السابع”، 130 صحفيا دفعة واحدة وبدون أسباب.
ذات الإعلام تجاهل التباكي أو مجرد الحديث عن أكثر من ٣ آلاف مصري قتلهم السيسي، في محاولة لتثبيت انقلابه العسكري، بل تطوع واعتبر اعتقال النساء وطالبات الجامعات خيرا لهن؛ لأنهن سيأكلن ويشربن في السجن، وهو ما لم يكن متاحا لهن من قبل.
كما تجاهل الحديث عن الآلاف من سكان رفح المصرية، الذين هجرهم الجيش قصرا من منازلهم، وتركهم يقارعون السيول وبرد الشتاء في صحاري سيناء، هم وجيرانهم من سكان المهدية والجورة والشيخ زويد الذين قصف الجيش منازلهم بالطائرات، ثم جرف العشش التي أقاموها بدلا من منازلهم بالجرافات والمدرعات.
وبالطبع تجاهل ذات الإعلام التباكي أو مجرد الحديث عن ١٧ ألف أسرة فلسطينية في قطاع غزة تبيت في العراء في هذا الشتاء القارس، بعد هدمت إسرائيل منازلهم ومنعهم السيسي من إعادة بنائها، بعد أن أغلق المعبر في وجه مواد البناء.
ولا داعي لأن نذكر عشرات الآلاف من المسلمين القتلى في مجازر التطهير العرقي بأفريقيا الوسطى، بعد أن استقبل السيسي وبعده شيخ الأزهر – بابتسامة عريضة – رئيسة هذه الدولة الأفريقية، دون أن يوجهوا لها لوما أو حتى سؤالا عابرا عن تلك الجرائم.
ولن يكون لذات الإعلام وقت للحديث عن وفاة عشرات الأطفال السوريين، متجمدين في ثلوج الشتاء بمخيمات اللجوء في لبنان والأردن، أو للحديث عن عشرات الأسر السورية المحتجزة بكامل أفرادها في أقسام الشرطة بالإسكندرية، منذ عام ونص، رغم تبرئة المحكمة لهم من تهمة محاولة الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا؛ بسبب رفض أي دولة بما فيها مصر استقبالهم.
بالطبع لن يتكلم إعلام السيسي عن كل هؤلاء الضحايا، كيف لا وهم من المليار ونصف الذين يسعون لقتل المليارات السبعة الأخرى ليعيشون وحدهم، كيف لا وهم مصدر القتل والإرهاب في العالم كما يرى السيسي.
إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟
ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …