‫الرئيسية‬ عرب وعالم “دوفيلبان”: غطرسة الغرب زرعت الإرهاب وصنعت “داعش”
عرب وعالم - يناير 10, 2015

“دوفيلبان”: غطرسة الغرب زرعت الإرهاب وصنعت “داعش”

في الوقت الذي تتصاعد فيه الأصوات العنصرية ضد المسلمين في أوروبا بعد الهجوم الدموي على صحيفة “شارلي إبدو” الفرنسية، فتح رئيس الوزراء الفرنسي السابق دومينيك دوفيلبان نيرانه على السياسة الغربية تجاه منطقة الشرق الأوسط وقضاياه.

وحمَّل “دو فيلبان” الدول الغربية مسئولية العنف وصناعة الإرهاب في العالم بسبب سياساته، مشدد على أن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام هو “وليد مشوه” لهذه السياسة التي وصفها بـ”المتغطرسة” و”المتقلبة”.

وهاجم رئيس الوزراء السابق- في حوار مع قناة “بي إف إم تي في” الفرنسية الخاصة- الجمعة “9-1″، قرار الرئيس الأمريكي باراك أوباما، تشكيل تحالف دولي لمحاربة “داعش”، واصفا إياه بـ”الخطير والسخيف”؛ لأنه “سيعمل على مضاعفة بؤر العنف في العالم”.

وطالب أوربا والولايات المتحدة الأمريكية بالتعلم من تجربة الحرب على أفغانستان، لافتا إلى أنه في عام 2001 كان الغرب يعتبر أفغانستان بؤرة إرهاب وحيدة في العالم، لكن بعد خوض عمليات عسكرية ضدها على مدار الـ13 عاما الماضية، اتسع نطاق العنف وأصبح يشمل أفغانستان والعراق وليبيا ومالي، قائلا: “أصبح لدينا نحو 15 بؤرة إرهابية بسبب سياستنا المتناقضة”.

واعتبر دو فيلبان أن تنظيم “داعش” “وليد مشوه ونتاج للسياسية الغربية المتغطرسة والمتقلبة”.

ورأى أن ما وصفه بـ”الحرب المتهورة” على العراق في عام 2003، قدمت الدعم والمساندة لنظام رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي، الذي استخدم “اللعبة الطائفية بين السنة والشيعة”.

وحذر من “صعود سريع لقدرات تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)؛ حيث كان عدد المنتمين إليها قبل بضعة أشهر يبلغ بضعة آلاف، أما الآن فعددهم يتراوح ما بين 20 و 30 ألفا، وذلك نتيجة للتناقضات لدينا”.

كما حذر من شن حرب في منطقة تعاني من “الإرهاب” وتشهد “أزمات هوية”، معتبرا ذلك بمثابة “صب للزيت على النار”، قائلا: “نحن بهذه الحرب نخوض مخاطرة توحيد العديد من الجماعات الإرهابية ضدنا، ونقدم لهم خدمات لم يكونوا يتوقعوها”.

وفي سياق انتقاده للسياسات الغربية القائمة على فتح بؤر جديدة للقتال، قال دو فيلبان: “الغرب سيشن حربا ضد الخلافة (التي أعلنها تنظيم داعش) في العراق وسوريا اليوم، وغدا سنفتح بؤرة أخرى للإرهاب، وسيكون علينا خوض حرب أخرى على الخلافة في ليبيا”.

وأضاف “كل حرب سنخوضها علينا أن نخوض أخرى لمعالجة عجزنا وعدم كفاءتنا في الرد على التهديدات الارهابية، ولذلك أرى أن قرار الرئيس الأمريكي باراك أوباما بتشكيل تحالف لشن حرب ثالثة سيكون سخيفا وخطيرا”.

وقتل 12 شخصًا، بينهم رجل شرطة و8 صحفيين، وأصيب 11 آخرون، الأربعاء الماضي، في هجوم استهدف مجلة “شارلي إبيدو” الأسبوعية الساخرة في باريس، حسبما قالت النيابة العامة الفرنسية.

تصريحات دوفيبان المهاجمة لسياسة أوروبا وأمريكا ليست الأولى، حيث سبق شن هجوم على سياسة بلاده وصمتها على المجازر التي ترتكبها إسرائيل في غزة، وكتب مقالا في صحيفة لوفيجارو الفرنسية وقتها يعبر عن قلقه من الحرب على القطاع.

وقال في مقاله: “إن من واجب فرنسا أن ترفع صوتها في وجه المجازر المرتكبة في غزة”، معتبرا إياها “صحوة ضمير” واجبة على فرنسا.

وأضاف دوفيلبان أنه يود القول لهؤلاء المذعنين لواقع الأمور والاستمرار الأبدي للصراع والحرب، بأنه حان الوقت للتحرك واتخاذ المواقف الحاسمة، حان وقت إعادة النظر في مواقف فرنسا المنحازة والمؤمنة بمنطق القوة، حان وقت كشف الادعاءات والأكاذيب ونشر الحقائق الكاملة لا أنصافها فقط.

وشدد دوفيلبان على أن الوعي المشوه وعدم فهم المصالح الحقيقية والخضوع لقانون الأقوى هو ما سيخنق صوت فرنسا، صوت الجنرال ديغول الذي هز العالم غداة حرب يونيو 1967، صوت جاك شيراك بعد الانتفاضة الثانية. وتساءل دوفيلبان: أي منطق ذلك الذي يفسر لنا دعوة فرنسا “ضبط النفس” بينما يقتل الأطفال عمدا؟ كيف نفهم موقف فرنسا الرافض لإجراء تحقيق دولي حول جرائم الحرب المرتكبة من الطرفين؟ كيف نفهم الموقف الفرنسي الذي كان أول المعبرين عنه رئيس الجمهورية والذي أيد دون تحفظ سياسة إسرائيل في الحفاظ على أمنها؟.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …