مباراة بطعم دماء الشهداء
في مفارقة هي الأولى من نوعها أقيمت اليوم – السبت- مباراة “المصري” البورسعيدي و”الأهلي” بعد 1074 يومًا على “مجزرة” بورسعيد التى راح ضحيتها 72 من جمهور الأهلى.
وأقيمت مباراة اليوم – التي انتهت بالتعادل الإيجابي بهدف لكل فريق – في ظل غياب القصاص العادل لدماء شهدء تلك المجزرة، واستمرار محاكمة المتهمين بارتكاب المجزرة داخل أروقة المحاكم؛ وفقا لتصريحات أهالي الشهداء ، حيث تواصل محكمة الجنايات اليوم الاستماع لدفاع الـ 73 متهمًا في القضية والذين من بينهم 9 من القيادات الأمنية و3 من مسؤولي النادي المصري، وآخرون من شباب ألتراس النادي المصري والشباب البورسعيدي.
ورغم احتجاجات أهالي شهداء “مجزرة بورسعيد” المتصاعدة ضد إقامة المباراة في الوقت الذي لم يتم فيه القصاص العادل لذويهم وأبنائهم الشهداء، إلا أن إدارة الفريقين والاتحاد المصري لكرة القدم تجاهلا كافة الدعوات وأعلنا عن تحديد موعد “مبارة المصري والأهلي” وهو اللقاء المؤجل من الأسبوع الـ14 ضمن فعاليات الدوري الممتاز، على أرض ملعب الجونة بالغردقة.
تاريخ المجزرة البشعة في عهد المجلس العسكري
ووقعت مجزرة “بورسعيد” داخل ستاد بورسعيد مساء الأربعاء 1 فبراير 2012 (في الذكرى الأولى لموقعة الجمل التي وقعت بميدان التحرير للثوار) وذلك عقب مباراة كرة قدم بين فريق المصري البورسعيدي والأهلي، وراح ضحيتها أكثر نحو 72 شهيدًا من شباب ألتراس أهلاي.
وتعد مجزرة بورسعيد هي أكبر كارثة في تاريخ الرياضة المصرية، ووصفها كثيرون بالـ”مذبحة” أو الـ”مجزرة”؛ حيث تم استبعاد أن يكون وقوع هذا العدد من الضحايا في أعمال شغب “طبيعية”، واتهمت اطراف عدة بالتخطيط لتك المجزرة، من بينهم قيادات أمنية وإدارية بمحافظة بورسعيد وعشرات من شباب التراس المصري، حيث تم تقديمهم جميعًا للمحاكمة بعد تشكيل لجنة تقصي حقائق من قبل برلمان الثورة الذي قامت المحكمة الدستورية بحله في 2012.
وتعددت الاتهامات السيساسية آنذاك ضد لمجلس العسكري الذي كان يدير شؤون البلاد وقت المجزرة، ولوازرة الداخلية، حيث اعتبر العديد من شباب الألتراس أن المجزرة ضد شباب ألتراس أهلاوي، تعد انتقامًا للثأر القديم منهم؛ بسبب مشاركتهم الواسعة في أحداث ثورة 25 يناير 2011.
إعدام المتهمين في عهد الرئيس مرسي
وفي عهد الرئيس محمد مرسي وتحديدًا في مارس 2013 قضت محكمة جنايات بورسعيد بإعدام 21 متهمًا في تلك القضية، بينما عاقبت 5 متهمين بالسجن المؤبد لمدة 25 سنة و10 متهمين بالسجن 15 سنة من بينهم مدير أمن بورسعيد السابق عصام سمك.
كما عوقب 5 متهمين بالسجن لمدة 10 سنوات، ومتهمان بالسجن لمدة 5 سنوات، وحصل 28 متهمًا على البراءة، من بينهم نائب مدير أمن بورسعيد ومدير أمن النادي المصري.
ووقعت أحداث شغب وعنف في محافظة بورسعيد عقب النطق بهذا الحكم ما أسفر أيضا عن مقتل قرابة الـ32 ممن حاولوا اقتحام سجن بورسعيد لتهريب وإخراج المتهمين.
قبول الطعن على الحكم واستمرار المحاكمة في عهد السيسي، وفي السادس من فبراير 2014 قضت محكمة النقض بقبول الطعون المقدم من دفاع المتهمين الـ34 المحكوم عليهم بالإعدام والسجن المؤبد، وإعادة المحاكمة في القضية والمعروفة إعلاميًا بـ”مذبحة بورسعيد”، وهو الأمر الذي أثار جدلاً واسعًا آنذاك.
وبينما اعتبر البعض قبول الجنايات للطعن قرارًا سياسيًا من النظام القائم، مؤكدين أن هناك غيابًا تامًا للعدالة في مصر، ومتوقعين أن المرحلة القادمة ستزداد اشتعالاً، رأى البعض الآخر أن قبول الطعن أمر طبيعي، خاصة في القضايا المعروفة بقضايا الشيوع، والتي يكون أعداد المتهمين والمجني عليهم كثيرين.
أهالي الشهداء: نريد القصاص العادل
ويواصل العديد من أهالي شهداء تلك المجزرة عمل وقفات احتجاجية للمطالبة بالقصاص العادل لذويهم وأبنائهم الشهداء، حيث نظم عدد من أعضاء رابطة مشجعي النادي الأهلي، “أولتراس أهلاوي”، وأهالي شهداء مذبحة بورسعيد، العديد من الوقفات، كان آخرها سلسلة بشرية على جانبي الطريق أمام النادي الأهلي، الأربعاء الماضي 7 يناير؛ وذلك للمطالبة الفريق بالانسحاب وعدم خوض مباراته مع فريق المصري البورسعيدي المقرر لها اليوم السبت باستاد الجونة.
كما تقدم العديد منهم بمذكرة إلى محمود علام، مدير النادي الأهلي، للمطالبة بعدم لعب المباراة لحين الانتهاء من القضية والقصاص للشهداء.
وبحسب محيي الدين عبد الرحمن والد الطفل أنس، أحد أصغر شهداء المجزرة، فإن خصومة أهالي شهداء جماهير الأهلي لبورسعيد ليست دائمة، لكنها مشروطة بصدور حكم نهائي في القضية، وتقديم إدارة النادي المصري اعتذارًا عن الحادث، الذي وقع في عقر داره.
الأهلي يتحدى أهالي الشهداء بـ”مؤمن زكريا”
وكانت حالة من الغضب الشديد قد سيطرت على أهالي شهداء مذبحة بورسعيد بعد قرار الجهاز الفني للقلعة الحمراء باستدعاء “مؤمن زكريا” لاعب الفريق الجديد للانضمام إلى معسكر الأحمر للسفر إلى الجونة، استعدادًا لمواجهة المصري البورسعيدي اليوم السبت.
وتعود حالة الغضب إلى أن “مؤمن زكريا” كان ضمن فريق المصري خلال مباراة المذبحة وسجل في شباك الفريق الأهلاوي، وهو ما أثار غضب أهالي الشهداء الذين كانوا ينتظرون استبعاد اللاعب احترامًا لمشاعرهم وهو ما تجاهلته إدارة القلعة الحمراء.
إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟
ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …