صحيفة فرنسية: إعلام الغرب بدأ يفرض رقابة على الرسومات المسيئة للإسلام
قالت صحيفة “سليت” SLATE الفرنسية، إن العديد من وسائل الإعلام البريطانية والأمريكية فرضت رقابة على الرسومات المسيئة للإسلام بعد الهجوم الدموي ضد مجلة شارلي إيبدو، رغم إعراب الصحفيين من جميع أنحاء العالم عن تضامنهم مع الصحيفة الساخرة.
وفي حين أشادت بعض الصحف الغربية بعمل مجلة شارلي إبدو من خلال نشر مجموعة مختارة من رسوماتها، بما في ذلك تلك التي هي على الأرجح مسيئة، فضل آخرون الامتناع عن نشر مثل هذه الرسومات، كما قامت عدة وسائل إعلام أمريكية وبريطانية، في مقالاتها المنشورة، بعدم إظهار الرسومات المسيئة للإسلام.
ونشرت الصحيفة البريطانية اليومية الديلي تلغراف صورة لامرأة وهي تحمل العدد المثير للجدل من مجلة شارلي إبدو، والذي نشر فيه رسومات مسيئة للإسلام، إلا أن الصحيفة البريطانية قامت بتنقيط الرسم تمامًا حتى لا يظهر لقرائها، ثم تمت لاحقًا إزالة الصورة من موقعها.
وفضل الناشرون إظهار صورة لمدير تحرير المجلة وفنان رسومها ستيفان شاربونييه، المعروف باسم شارب، وهو يحمل صحيفته، كما حرصوا على أن يكون الرسم الموجود على الصفحة الأولى غير مرئي. وكان الرسم بعنوان المحصنون 2، لحاخام وهو يدفع إمامًا على كرسي متحرك.
أما بالنسبة للصحيفة الأمريكية نيويورك ديلي نيوز، فقد نشرت صورة لشارب، وهو يحمل مجلته وبها رسم مسيء للنبي محمد، مع جعل الرسم غير واضح تمامًا.
في عام 2012، عندما نشرت مجلة شارلي إبيدو الرسومات الكاريكاتورية المسيئة للنبي محمد، نشرت الصحيفة الأمريكية نيويورك ديلي نيوز تقريرًا عن الموضوع مع صورة لشارب وهو يمسك المجلة التي بها الرسم بعنوان المحصنون 2 مع عدم إظهار الإمام، في حين كان رسم الحاخام واضحًا.
وقالت وكالة أسوشيتدبرس: “نحن لم نوزع أية صورة فيها رسوم مسيئة للنبي محمد، وسياستنا خلال السنوات الأخيرة هي عدم نشر الصور الاستفزازية عمدًا”.
وبعد هذا البيان، استنكرت الصحيفة المحافظة واشنطن إكزامينور ما أسمته “المعايير المزدوجة” لوكالة اسوشيتد برس قائلة: “إذا كانت هناك رقابة على الرسوم المسيئة للإسلام، فلماذا الاستمرار في بيع الصور المسيئة للسيد المسيح للفنان الأمريكي أندريس سيرانو؟”.
وبعد فترة وجيزة من هذه المقالة، محت وكالة أسوشيتد برس هذه الصورة المثيرة للجدل من مجموعة صورها.
كما قررت أيضًا معظم شبكات التلفزيون الأمريكية الرئيسة، بما في ذلك CNN وNBC عدم إظهار الرسومات التي من شأنها أن تصدم بعض الحساسيات.
وهذا هو أيضًا النهج المعتمد في صحيفة نيويورك تايمز، التي أوضحت أنه “وفقًا لقواعد الصحيفة، فنحن لا ننشر عادة الصور التي يتم إنشاؤها عمدًا من أجل صدم المشاعر الدينية.
وبعد أن فكرنا مليا في هذه المسألة، اعتبر محررو الصحيفة أن وصف هذه الرسوم من شأنه أن يعطي للقراء المعلومات الكافية لفهم الأحداث”.
وبعيدًا عن الإجراءات الأمنية، فإن هذا الموقف ربما يعكس أيضًا حقيقة أن بعض الناشرين يرون أنه لا داع من نشر مثل هذا النوع من الرسوم المسيئة، وحتى إن نشرها يعتبر “غباء”، بحسب ما كتبه كاتب عمود صحيفة فاينانشال تايمز.
استسلام أمام التطرف
ويرى البعض أن هذه الرقابة الذاتية تعتبر شكلًا من أشكال الاستسلام أمام التطرف، في حين يرى البعض الآخر أن هذا التوجه فيه الكثير من الواقعية، فما الداعي من إلقاء الزيت على النار؟ هذا الموقف الذي يقترب من ردة الفعل الرسمية للبيت الأبيض عندما نشرت شارلي إبيدو رسومات مسيئة للإسلام سنة 2012.
وأعلن المتحدث باسم الرئيس باراك أوباما أنه إذا كان من حق الصحفيين نشر أشياء جارحة، فإن ذلك لا يعتبر بالضرورة فكرة جيدة، قائلًا: “تحدثنا عدة مرات حول أهمية حماية حرية التعبير، وهو حق منصوص عليه في دستورنا، وبعبارة أخرى نحن لا نشكك في حق نشر مثل هذه الأشياء، وإنما فقط نشكك في اتخاذ القرار بنشرها”.
إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟
ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …