‫الرئيسية‬ أخبار وتقارير الطلاب يربكون السلطة الحالية.. والقمع يؤجج المظاهرات
أخبار وتقارير - أكتوبر 22, 2014

الطلاب يربكون السلطة الحالية.. والقمع يؤجج المظاهرات

نعم السلطة الحالية مرتبكة .. وارتباكها عنوانه: الطلاب .. استخدمت كافة الوسائل في العام الفائت، واستنفرت كافة القطاعات الأمنية والسياسية، والقطاعات المعاونة، من اليوم الأول، وحتى بعد الامتحانات الدراسية.

في 15 سبتمبر الماضي، عنونت الأهرام المسائي: “الرئاسة والحكومة تواجهان: “إرهاب الجامعات” .. وهو دال على أمرين:
أولهما: تشويه صورة الطلاب.
والثاني: استخدام وسائل الإعلام، في خلط ذهن القارئ، بين حرية التعبير، والاتهام بالإرهاب.

وتحدث التحقيق عن الإجراءات الصارمة، التي اتخذتها وزارة التعليم العالي، بتوجيهات الرئاسة والحكومة، ومنذ انتهاء الدراسة في العام الماضي، بإقامة الجامعات للسدود الخرسانية لتفصل بين الكليات، وأجلت الدراسة هذا العام لأبعد مدى، وحرمت الطلاب من السكن في المدن الجامعية، واستعانت بطلاب مساعدين للأمن؛ للتجسس على زملائهم، من المشاركين في المظاهرات، ثم وقعت الحكومة مذكرة تفاهم مع شركة أمنية -تحمي الرئيس نفسه- حولها الطلاب إلى “‫#‏فالكون_طلعت_سوسن‬”، واستعانوا بـ”عوض” في مطاردة الطلاب “الأمنجية” أو “العصافير”.

الدولة أنزلت ما تملكه من أجهزة أمنية؛ بداية من الصاعقة والفرق الخاصة و777 ، مرورًا بعسكر الأمن المركزي الملثمون، ومن هم بلباس مدني، ومن يرفعون أكمام قمصانهم السوداء، لنفس المسافة التي رفعها لاعبو ساحل العاج في كأس العام بكوريا واليابان، وصولًا حتى مدرعات الجيش، والسيارات الجيب “الكاكي”، و”برايهات” الشرطة العسكرية الحمراء، التي احتلت بوابات الجامعات.

كل هذه الاجراءات، وتأتي فتجد عاصفة طلابية، يكاد يحولها العنف إلى إعصار مدمر، فهذه قراءة لآخر العناوين: “قوات الجيش تنتشر بشكل مكثف في ميدان الحصري، بمدينة السادس من أكتوبر، بعد قطع الطلاب لطريق المحور”.

و”طالب الإسكندرية” قضى نَحْبَه، متأثرًا باصابته بطلقات خرطوش، في الرأس والرقبة، في اشتباكات الطلاب وقوات الأمن في كلية الهندسة الأسبوع الماضي”، و”مشهد مظاهرات، اليوم، في جامعة بني سويف، أذهل سلطة الانقلاب”.

و”طالبات أزهر كفر الشيخ، ينددن باعتقال الطلاب، وحبس الحرائر”، و”قوات الأمن تحاصر كلية الفنون الجميلة بالإسكندرية، بعد وقفة الطلاب؛ تنديدًا بمقتل الطالب: عمر شريف”، و”العثور على قنبلة بجامعة عين شمس، تزامنا مع مظاهرات الطلاب”.

وكان ختامها :”قوات الأمن تقتحم 6 جامعات، وتشتبك مع الطلاب داخل الحرم الجامعي، وتعتقل العشرات منهم”.

ولم يبق أمام السلطة الحالية، سوى غلق الجامعات نهائيًّا بـ”الضبة والمفتاح” كما يقول المثل الشعبي، والروائي السكندري، يوسف زيدان، الذي طالب بغلق الجامعات لمدة عامين.

سيناريوهات السلطة
طرح يسري العزباوي، الباحث في مركز الأهرام، للدراسات السياسية والاستراتيجية، التابع لمؤسسة “الأهرام”، ثلاثة سيناريوهات لمستقبل الحراك الطلابي في الجامعات:
الأول: “إرهاق الطلاب للنظام، مما يدفعه لإجراءات تعسفية بحق الطلبة، ومواجهة أكثر عنفًا”.
والثاني: “لجوء الدولة لسيناريو السعي لمصالحة مع الإخوان، تعود على إثرها الجماعة للمشاركة السياسية”.
أما السيناريو الثالث -حسب العزباوي: فيشمل خطة لإشغال الطلاب، عبر تقديم موعد الامتحانات، والتشديد في حضور المحاضرات، إلى جانب تسيير مظاهرات مؤيدة للنظام.

واستبعد العزباوي، في تصريحات لقناة “الجزيرة” تقارب القوى الثورية والإخوان، لدعم الحراك الطلابي، قائلًا :”إن القوى الثورية لا تثق في الإخوان، وتؤمن أن الجماعة تسعى من الاحتجاجات لتحقيق مكاسب ذاتية، مما سيضعف قوة الحركة الطلابية”.

الطلاب: لا حوار
قال أحمد البقري، نائب رئيس اتحاد طلاب مصر: “بالأمس كانت دعوة وزير الداخلية للحوار مع الطلبة.. واليوم يرتقي عمر إلى الله شهيدًا.. فأي رد أبلغ من ذلك يا بشر”.

وأضاف على “فيس بوك”: “العسكر يقتلوننا ثم يدعوننا للحوار.. لا حوار مع ميت يا سيسي .. فقد متنا جميعًا يوم مات أحدنا.. وليس لنا من مطلب سوى القصاص منك، ومن وزير داخليتك”.

وتابع: “ارتقى عمر إلى السماء، يشكوا إلى الله كل من تخاذل في نصرته، والقصاص لدمه، أو نسيان العهد، والقصاص لدماء كل المقتولين ظلمًا، في عهد الخائن وزبانيته”.

كانت قوات أمن الانقلاب، اقتحمت جامعة الإسكندرية، وأطلقت قنابل الغاز والخرطوش على الطلاب، وحاصرتهم داخل قسم الميكانيكا، بكلية الهندسة، وأصيب العديد من الطلاب؛ من بينهم الطالب “عمر عبد الوهاب”، الذي توفي، اليوم، متأثرًا بجراحه.

قدمت السبت
تواصلت مظاهرات الطلاب في الجامعات المصرية؛ تنديدًا باعتقال زملائهم، وبالإجراءات الأمنية غير المسبوقة، ولا سيما مع اعتقال العشرات من الطلاب، بعد اقتحام قوات الأمن ست جامعات؛ وهي: جامعة الأزهر بمدينة نصر شرقي القاهرة، وجامعات عين شمس، والمنيا، والمنصورة، وبني سويف، وقناة السويس.

فقد خرجت في جامعة القاهرة، مسيرات للتنديد بالإجراءات، التي يصفها الطلاب بالقمعية، التي تمارسها السلطات ضد طلاب مصر، داخل الجامعات.

وطالب المحتجون بمحاكمة الرئيس عبد الفتاح السيسي، وجميع المتورطين في قتل المتظاهرين، منذ “انقلاب 3 يوليو”، كما ردد الطلاب هتافات تطالب بما أسموها: “عودة المسار الديمقراطي”.

كما اندلعت اشتباكات بين الطلاب وقوات الأمن في معظم الجامعات، وأطلق الأمن قنابل الغاز لتفريق الطلاب في بعض الجامعات، بينما أعلنت وزارة الداخلية أنها اعتقلت 29 طالبًا.

وتكدس الطلاب في طوابير طويلة أمام بوابات الجامعات، مع دخول الأسبوع الثاني للدراسة؛ بسبب تشديدات أمنية، فرضتها شركة الحراسات الخاصة الجديدة “فالكون”، التي تقوم بتأمين الجامعات.

وقال المتحدث باسم حركة “طلاب ضد الانقلاب” أحمد ناصف: “إنهم سينطلقون في أسبوع ثوري بكل الجامعات، للتأكيد على أن الحراك الطلابي متواصل، ولا يمكن للقمع أو الاعتقالات، التي شملت أكثر من 235 طالبًا، في الأسبوع الماضي، أن تثنيهم عن مظاهراتهم”.

ويطالب الطلاب: بالإفراج عن زملائهم المحبوسين، وعودة المفصولين من الدراسة إلى جامعاتهم، ورفع القبضة الأمنية عن الجامعات، وإسقاط حكم الرئيس السيسي، وعودة الشرعية؛ متمثلة في الرئيس المعزول محمد مرسي.

نشطاء رافضون
وعلق عدد من النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، على القمع الأمني بحق الطلاب، وقال الشاعر والناشط السياسي، عبدالرحمن يوسف -تعليقًا على تلك الإجراءات الأمنية: “لم يستطيعوا دخول ‫#‏كليات_القمة‬ بالتعليم، فاقتحموها بالسلاح !”
فيما قال المستشار وليد شرابي: “في عصور الاحتلال لم يدخل المحتل الجامعات، ولكن خرجت له مظاهرات الطلاب، فأي عصرتعيشه مصر؟!!.

وأعرب الداعية الإسلامي “عصام تليمة” عن اندهاشه، من تصريحات الانقلابيين، التي تدعو الطلبة للالتزام بدراستهم فحسب، في الوقت الذي لا يلتزم فيه الجيش بوظيفته فحسب.

وقال خلال تدوينة له عبر صفحته على موقع”فيس بوك”: “يطالبون الطلاب بأن يتفرغوا للعلم فقط ويتركوا السياسة، طيب مش تطلبوا الأول من الجيش يتفرغ لوظيفته، ويترك السياسة، ولا أنتم عندكم عور في العقل!!.

أما أبو معاذ، فقال: “الطلبة فــ مصر، بيخشوا المدرسة والجامعة علشان ياخدوا الشهادة، السيسي فهم الموضوع غلط، وبينولهم الشهادة برضه،‫#‏الله_يرحمك_يا_عمر‬”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …