‫الرئيسية‬ عرب وعالم انقلاب المغرب على السيسي يشعل معركة قرصنة إلكترونية
عرب وعالم - يناير 6, 2015

انقلاب المغرب على السيسي يشعل معركة قرصنة إلكترونية

دشن نشطاء مغاربة حملة أطلقوا عليها “دعس” لردع وسائل الإعلام المصرية التي يعتبرونها تطاول على المغرب عن طريق قرصنة مواقعها، في تصاعد كبير للأزمة بين القاهرة والرباط التي جاءت على خلفية تقارير إعلامية مصرية تهاجم الشعب المغربي وكذلك دعم النظام المصري لجبهة البوليساريو.

وأعلنت الحركة مسؤوليتها عن قرصنة عدد من المواقع والصحف المصرية من بينها صحيفة الوفد، التي اتهمت من جانبها الإخوان المسلمين بشن هجوم إلكتروني على موقعها أسفر عن توقفه.

“سلمولي على فرعون”

وقال النشطاء المغاربة في تصريحات لهم عبر صفحتهم على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” ردا على اتهامات صحيفة الوفد: “نحن لسنا من “الإخوان، ولا ننتمي لأي جهة رسمية، ولا لأي حزب سياسي، بل شباب مغاربة ندافع عن بلدنا بوسائلنا المتاحة لنا، وهي “دعس” المواقع الإلكترونية المعادية للمملكة، والتي تصل أحيانا إلى درجة “الدعش”، حتى لا يتطاول أحد على المغرب”.

وهدد القراصنة بعد اختراق الموقع الإلكتروني لصحيفة الوفد، بأنهم سيهاجمون مواقع مصرية “مهمة” إذا استمرت حملة إهانة المملكة المغربية، حيث قالوا “في قبضتنا عدة مواقع مصرية مهمة، وسيكون اختراقها في التوقيت المناسب”.

وأفاد بيان القراصنة أن “الحكومة المغربية جاءت عن طريق الانتخابات الشرعية، وأن الشعب أراد، وله ما أراد”، مشيرا أن “ما شهدته مصر في 30 يونيو ليس بثورة، وإنما انقلابا، قبل أن يؤكد المصدر بالقول “المغرب دولة ذات سيادة، وسلمولي على فرعون”.

وكان القراصنة الذي يطلقون على أنفسهم”قوات الردع المغربية” قد وجهوا رسالة إلى الإعلام المصري، حيث كتبت على موقع جريدة الوفد “نحن لسنا انقلابيين، الحكومة سوف تستمر لما تبقى من مدتها في الحكم، ولو أعيد انتخابها مرة ثانية فسوف تبقى في الحكم، هذه هي الديمقراطية يا معشر الانقلابيين”.

خلفيات انقلاب المغرب على السيسي

من جهة أخرى، واصلت وسائل الإعلام المغربية تناولها للأزمة المتصاعدة بين البلدين، حيث نشرت صحيفة “هسبريس” الإلكترونية المغربية تقريرا لها عن خلفيات الانقلاب المغربي على النظام المصري وقائده عبد الفتاح السيسي، خاصة في ظل تزامن هذا التوتر زيارة الملك محمد السادس إلى تركيا ولقاءه بالرئيس رجب طيب أرودغان المعروف برفضه للنظام المصري الحالي وعدم اعترافه بشرعيته.

ونقل التقرير عن الكاتب والباحث في العلوم السياسية عبد الرحيم العلام قوله إن الانقلاب المغربي يمكن فهمه إذا تم استحضار التأثير التركي على المغرب فضلا عن موقف مصر من قضية الصحراء الغربية، مؤكدا أن تلك القضية تقوي التقارب بين الرباط وأنقره، خاصة في ظل التقارب المصري واتفاق الدولتين الأخيرتين مع الرؤية الروسية والصينية لقضايا المنطقة، وهو ما أدى إلى التقارب التركي المغربي واستعداد أنقره للتضحية بعلاقتها مع الجزائر التي تدعم السيسي في مصر وحفتر في ليبيا وكذلك روسيا الداعمة لنظام بشار الأسد.

وأوضح التقرير أن المغرب أيضا ضاق ذرعاً بالتقارير التي ينجزها الإعلام المصري حول المغرب، من قبيل الدعارة وانتقاد السياسات الملكية والموقف من قضية الصحراء، لافتا إلى أن النظام المغربي أراد أن يوجه تحذيراً للقائمين على الاعلام في مصر “بأنه يمكن أن يطالهم ما يطال المغرب”.

إلغاء زيارة الإمارات وتحويلها لتركيا

وكشف التقرير أن الملك المغربي نقل زيارة كانت مقررة إلى الإمارات العربية المتحدة وحولها إلى تركيا دون أن يكون ذلك مقررا”، قائلا: “إن البعض اعتقد بأن المغرب يقوم بوساطة بين دول الخليج من جهة وتركيا وقطر من جهة ثانية، لكن هذا الأمر يعتريه بعض النقاش، إذ أن المغرب سارع إلى إعادة علاقاته المقطوعة من إيران العدو اللدود للسعودية وكذلك الإمارات التي تدعم نظام بشار الأسد”.

وأشار التقرير إلى أن السيناريو المرجح بقوة عن الانقلاب المغربي، هو علاقة مصر بالجزائر وتأثير ذلك على الموقف من قضية الصحراء، حيث شدد على التقارب الملفت بين القاهرة والجزائر، “الجيواستراتيجية تؤكد بأن الطبيعي هو قيام تحالف بين مصر والجزائر وروسيا وإيران”، حيث تؤيد طهران نظام السّيسي، لأنّه أزاح مرسي المؤيد للثورة السورية، أما علاقة مصر بدول الخليج “فهو أمر قد يكون طارئا ومؤقتا نظرا لتوافق المصالح خاصة العداء المشترك لجماعة الإخوان المسلمين”.

وأوضح أن التقارب الجزائري المصري أثمر عودة القاهرة إلى حظيرة الاتحاد الإفريقي بعد أن جمّد الأخير عضويتها في الاتحاد بسبب ما اعتبرها “انقلابا عسكريا”، مضيفا أن هذه العودة جاءت بضغط كبير من النظام الجزائري، إلى جانب التغطية الكبيرة التي يقوم بها الإعلام المصري لقضية الصحراء من خلال بعثات صحفية وتقارير ومقابلات مع شخصيات سياسية من جبهة البوليساريو.

وكان مراقبون أكدوا أيضا أن سبب التوتر المغربي المصري يعود إلى الأنباء التي تم تداولها مؤخرا، حول نية الحكومة المصرية الاعتراف بجبهة “البوليساريو” مقابل إمداد الجزائر لمصر بالغاز؛ للتغلب على النقص الشديد الذي تواجهه مصر في مصادر الطاقة، والذي كان أحد أسباب انقلاب الغضب الشعبي، الذي تم استثماره لإسقاط الرئيس المصري السابق محمد مرسي.

حيث أكدت تقارير صحفية “موافقة السلطات الجزائرية على تزويد السوق المصري بدفعات من الغاز الطبيعي المميع، بأقل من نصف الثمن الذي تزود به الأسواق الدولية الأخرى، مقابل اعتراف الحكومة المصرية بـ”البوليساريو” والدفاع عن استقلالها، وفقا لما أوردته جريدة الشروق الجزائرية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …