‫الرئيسية‬ أخبار وتقارير ارتفاع الجاذبية والظلام الدامس.. من يطلق الشائعات؟
أخبار وتقارير - يناير 5, 2015

ارتفاع الجاذبية والظلام الدامس.. من يطلق الشائعات؟

أثارت موجة الشائعات العلمية التي تبرز من وقت لآخر حول كوارث تنتظر البشرية موجة من الأسئلة حول مصدرها والهدف من إطلاقها، في وقت تموج فيه الساحة السياسة بمزيد من التوترات حول العالم.

 ومن بين تلك الشائعات شائعة انعدام الجاذبية الأرضية، الأحد، لمدة ثلاث ثوان، مما يتيح للإنسان الفرصة للتحليق في الهواء، ومنها أيضا أن الأرض كانت علي وشك أن تغرق في ظلام دامس أيام 21-22-23 ديسمبر الماضى، بسبب حدوث عاصفة شمسية قوية تؤثر سلبا على محطات توليد الطاقة في العالم كله”.

وترصد وراء الأحداث عددا من تلك الشائعات في محاولة للبحث عن مصدرها.

شائعة انعدام الجاذبية

أفادت الأخبار أن هذه الظاهرة الفريدة تحصل مرة كل ألف سنة، وستحل يوم 4 يناير المقبل، وهي تعطي فرصة للتحليق في الهواء نتيجة انعدام جاذبية الأرض لمدة ثلاث ثوان كاملة.

وقالت هذه الأخبار إن إصطفاف كوكب المشتري وكوكب بلوتو في خط واحد سيجعل كتلتهما الكبيرة تسحب تأثير الجاذبية الأرضية عليهما، مما يضعفها بعض الشيء بالنسبة للسكان، وبذلك تسمح هذه الظاهرة لكل شخص بأن يشعر وكأنه يعيش حالة انعدام الوزن، حيث سيمكنه القفز عاليا بخفة غير معهودة.

مصدر الشائعة

والحقيقة أن أخبارا مثل هذه انتشرت أيضا مطلع العام الماضي على موقع يسمى News Hound، أما خبر هذا العام فقد ظهر على موقع باسم Daily Buzz Live، والذي نسب مصدر الخبر إلى تغريدة من وكالة ناسا.

ونشر موقع slate تكذيبا لهذا الخبر، وأفاد أن وكالة ناسا لم تغرد أبدا بخبر مثل هذا من قبل، وأن هذه النظرية(انعدام جاذبية الارض) من الناحية العلمية غير صحيحة تماما.

وأوضح الموقع إن الكواكب هي عبارة عن أجرام سماوية كبيرة الحجم لها قوة جاذبية كبيرة بالطبع، ولكن تأثيرها لا يمتد إلا لمن يقترب منها فقط، والفضاء بطبيعة الحال واسع وكبير جدا، ما يُضعف من تأثير جاذبية هذه الكواكب على سكان الأرض بشكل هائل، إلى حد أقل من تأثير رفرفة جناح الفراشة.

أيضا ادعى موقع Daily Buzz Live أن مصدر هذا الخبر هو باتريك مور، وهو كان عالم فلك حقيقي في المملكة المتحدة، ومُقدّم برنامج علوم في الإذاعة والتلفزيون، له شعبية هائلة، ومازال يعتبر رمزا من رموز العلم في إنجلترا.

وقد قال مور هذا الخبر بالفعل في الماضي البعيد، إلا أنه وكما يشير موقع Snopes.com، فقد كان الخبر بمثابة كذبة إبريل في عام 1976 على برنامجه الإذاعي.

معهد الفلك: لا أساس لها من الصحة

رئيس قسم الفلك: حقيقية .. ويتم تحريفها

من جهته، قال الدكتور أشرف لطيف تادرس، رئيس قسم الفلك بالعهد، إن ظاهرة انعدام الجاذبية لها جانب من الصحة، لكن تم تحريفها في الصحف العالمية.

وتابع أن “اصطفاف الكواكب، وهو السبب الذى نسبت إليه شائعة انعدام الجاذبية، هو ظاهرة فلكية عادية تحدث كثيرا وليس لها أى تأثيرات ضارة على كوكب الأرض، وترجع فائدتها فقط لقيمتها العلمية”.

وأشار إلى “وجود اصطفاف حالى للكواكب عطارد والزهرة والمريخ، ولكنه لا يؤثر على الأرض بهذا الشكل الموصوف لأنها تبعد ملايين الكيلو مترات عن كوكب الأرض فلا يظهر تأثيرها أبدا علينا لأنه ضعيف للغاية”.

ونفى تادرس ما تناقلته وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعى من أن سكان الأرض سيشهدون مساء بعد غد، الأحد، ظاهرة فريدة تتمثل في انعدام الجاذبية على كوكب الأرض في تمام الساعة السابعة و47 دقيقة مساء، وأنها نتيجة لاصطفاف كوكبي المشترى وبلوتو في خط واحد، مؤكدا أنه خبر مغلوط تماما لأن اصطفاف الكواكب يحدث كثيرا.

وأشار إلى أنه من المعروف أن أقوى تأثير جذبي يتم على الأرض يأتي من القمر والشمس، وهما أقرب الأجرام السماوية إليها، فيظهر تأثير جذب القمر علينا في ظاهرة المد والجذر التي تكون أقصاها عندما يكون القمر محاقا وعندما يكون بدرا، وذلك لاصطفافه مع الشمس باتجاه الأرض.

وختم بالإشارة إلى أنه ينتج عن هذا جذب الماء وارتفاعه مسببا ظاهرة المد والجذر على الأرض، ولا يشعر البشر بأي نوع من الطوفان أو انعدام الوزن.

شائعة الظلام الدامس

الشهر قبل الماضي، نسبت وسائل إعلام أمريكية الى وكالة الفضاء الأمريكية “ناسا” قولها أن الأرض ستغرق في ظلام دامس أيام 16 – 22 ديسمبر/كانون الأول المقبل، نتيجة حدوث توهجات شمسية شديدة.

مصدر الشائعة

من جانبه، قال عالم فلكي روسي ألكسندر كراسيلنيكوف: “طبعا هذه ليست سوى أكذوبة صحفية. لأنه أولا- لم يظهر على موقع “ناسا” أي شيء يشير إلى هذا الموضوع، إضافة الى أن ممثلي الوكالة نفوا هذا الأمر. ثانيا – ليس بمقدور الاضطرابات المغناطيسية أن تسبب “الظلام”. وثالثا – ليس بمقدور العلم حاليا التنبؤ بنشاط الشمس بدقة حتى ليوم واحد”.

وأضاف “يمكننا أن نفترض ما يمس هذه التوهجات، مثل ازدياد أو انخفاض النشاط الشمسي، ولكن دون تحديد تاريخ وقوع أو نهاية هذا الحدث أو ذلك”.

شائعة العاصفة المغناطيسية

في فبراير من العام الماضي، نقلت وسائل إعلام غربية تحذير علماء في وكالة ناسا من حدوث عواصف مغناطيسية شديدة في مطلع مارس من العام ذاته، وهو الأمر الذي لم يحصل.

وصدر عن وكالة ناسا تقريرا قالت فيه إن ما يمكن حدوثه خلال الأيام المذكورة، هو انطلاق البلازما من البقعة AR2192 التي تؤثر في كوكبنا منذ سنوات طويلة، لذلك يتوقع الخبراء تكرار انقطاع التيار الكهربائي خلال هذه الأيام، إضافة إلى حدوث اضطرابات في عمل الهواتف الخليوية وشبكة الإنترنت، وأنه سيكون بإمكان كافة سكان المعمورة مشاهدة الشفق القطبي.

لماذا يطلقون تلك الشائعات؟

من جانبه، حذر الدكتور حاتم عودة، رئيس المعهد القومى للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، من الشائعات المغلوطة التى تبثها بعض المواقع الإلكترونية، خاصة عند نهاية وبداية كل عام جديد نقلا عن موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”.

وقال إن تلك الشائعات المتعلقة بحدوث ظواهر فلكية غريبة وغير علمية تأتي دائما بهدف إثارة الدهشة لدى المواطنين.

وأكد عودة أن “علماء الفلك هم المخول لهم وحدهم الإعلان عن هذه الظواهر التى يتم حسابها بمعادلات حسابية معقدة وكذلك يتم متابعتها ورصدها”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …