‫الرئيسية‬ عرب وعالم صراع خلافة الملك يهدد بانهيار السلطة في السعودية
عرب وعالم - يناير 5, 2015

صراع خلافة الملك يهدد بانهيار السلطة في السعودية

ربما للمرة الأولى بدأت أوساط عربية وغربية في الإعراب عن قلقها إزاء مستقبل النظام السعودي ، وذلك في ظل تحديات تواجه الساياسات الراهنة للمملكة ، في وقت يعاني فيه الملك عبد الله بن عبد العزيز من حالة صحية حرجة ، تدفع المملكة للحديث عن خليفته ، والسياسات التي سوف يتبعها ، ومدى التحديات التي تواجهه ، وخاصة على الصعيدين السياسي والاقتصادي . 

فللمرة الأولى، تخرج تصريحات تنتقد بشكل حاد السياسة المالية للرياض من شخصية بحجم الأمير السعودي الوليد بن طلال، والذي قال في تصريحات له: إن المملكة وصلت إلى نقطة الخطر بعد أن سحبت من رصيدها الاحتياطي النقدي لمواجهة العجز في الموازنة.

وشدد على ضرورة عدم تجاوز النفقات المحددة في الموازنة، خصوصا في ظل تدهور أسعار النفط.

وكتب طلال رسالة إلى وزير المال- نشرتها عدد من وسائل الإعلام- جاء فيها “وصلنا إلى نقطة الخطر وهي السحب من الاحتياطي لمواجهة العجز في الموازنة”.

وقال الوليد، وهو أبرز رجال الأعمال السعوديين: إنه كان على الرياض الانتباه إلى ضرورة عدم تجاوز النفقات المحددة في الموازنة، خصوصا في ظل تدهور أسعار النفط.

وذكر الأمير أن الفشل في السيطرة على النفقات أسفر عن سحب مبلغ 53 مليار دولار خلال عامين من الاحتياطي المالي للمملكة المقدر حجمه بحوالى 750 مليار دولار.

كما انتقد طريقة إدارة الاحتياطي المالي، خصوصا شراء سندات خزينة أمريكية وأوروبية تحقق عوائد لا تتجاوز 2,4 في المئة سنويا.

نمو اقتصادي سلبي

تصريحات الوليد بن طلال ليست وحدها التي حذرت من انهيار وشيك يقترب من النظام السعودي، فمنظمة “فريدوم هاوس الأمريكية” قالت- في تقرير لها- إن النظام السعودي يمر بواحدة من أكثر الصعوبات في تاريخه، خاصة في ظل رفض الأسرة الحاكمة أي إصلاح حقيقي على منظومة الحكم.

وأوضحت المنظمة- التي تتخذ من واشنطن مقرا لها- أن الأزمات في منظقة الشرق الأوسط باتت تؤثر بشكل سلبي على السعودية وأمنها القومي .

واستشهدت بالتقرير الذي أصدره المعهد الوطني الفرنسي للإحصاء والدراسات الاقتصادية مؤخرا عن الوضع المالي للسعودية، والذي حذر من ركود مالي غير مسبوق يحدث للسعودية للمرة الأولى في التاريخ، خاصة بعد النمو الاقتصادي السلبي والعجز في الميزانية، والذي دفع الحكومة إلى اعتماد خطة لزيادة إنتاج النفط واستخدام احتياطياتها من النقد الأجنبي.

وقالت، إن العجز يرافقه زيادة في المصروفات على الإنفاق العسكري، حيث زاد سبعة أضعاف خلال السنوات الأخيرة، كما أن المملكة خصصت هذا العام أكثر من 95 مليار دولار لمشاريع عسكرية مشتركة مع الولايات المتحدة وبريطانيا، بحسب التقرير.

صراعات مكتومة

ويرى مراقبون أن سياسات السعودية أثرت بشكل كبير على وضعها في الشرق الأوسط، خاصة في ظل دعمها للنظام العسكري في مصر، وكذلك صمتها على التمدد الحوثي الذي يتهم بتلقي دعما إيرانيا للسيطرة على اليمن، فضلا عن تواجدها في البحرين لوأد الاحتجاجات الشيعية، بجانب الاحتجاجات الكبيرة التي تشهدها المملكة الآن خاصة في المنطقة الشرقية.

التداعيات الاقتصادية ليست وحدها التي تهدد النظام السعودي، إلا أن إشكالية تعيين خليفة الملك عبد الله في ظل تدهور صحته، والصراعات المكتوبة التي تتحدث عنها دوائر غربية، تهدد أيضا منظومة الحكم في السعودية.

وبحسب موقع “بيزنس إنسايدر” الأمريكي، قال “إن المملكة العربية السعودية تواجه حاليا التحدي الأكبر في عملية نقل السلطة بين أفراد الأسرة الحاكمة، والتي لم تر مثله منذ 50 عاما، خاصة بعد تدهور صحة الملك عبد الله (90 عاما)”.

وقال التقرير، إن خليفة الملك من المفترض أن يكون الأمير سلمان، وهو ولي العهد الحالي البالغ من العمر 79 عاما، لكنه هو الآخر يعاني من مشاكل صحية، واضطر الملك في مارس الماضي لتعيين أصغر إخوته الأمير مقرن نائبا لولي العهد.

وأبرز الموقع تصريح أحد المسئولين السعوديين السابقين لـصحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، العام الماضي، اعتبر فيها أن مقرن ليس أميرا حقيقيا.

وأشار الموقع إلى أن الجيل الثالث من الأمراء به عدد كبير، ونسبة حدوث عدم اتفاق بينهم عالية، خاصة أن الأمير الذي سيصعد منهم إلى السلطة قد يعين إخوته ليصبحوا فيما بعد ملوكا من بعدهم، يعني تضييع الفرصة على أبناء عمومته الآخرين.

كما قال موقع الإذاعة الألمانية “دويتشه فيله”، إن أحد أهم الأسباب التي تبقي على ضبابية الأمر في اختيار خليفة الملك عبد الله، هو أن العائلة المالكة نفسها غير متفقة على أسلوب الحكم.

وأضافت- في تقرير لها- “من المعروف أن خلافات كانت قد ظهرت بين تكتلات مختلفة من أبناء عبد العزيز، في محاولات منها لتحقيق مكاسبها. فالسديريون، وهم أبناء عبد العزيز السبعة من أمهم السديرية ومن ضمنهم فهد وسلطان ونايف، كان معروفا عنهم تأثيرهم الكبير على مجريات المملكة وترتيب أمور العائلة”، وفي عام 2007 قرر الملك عبد الله إنشاء مجلس عائلي يقرر تولي العرش وولايته في حال مرض أو موت الملك أو ولي عهده، ولا يعرف حقا حتى الآن تأثير هذا المجلس على اتخاذ القرار أو على القرارات السياسية التي تخص المملكة، فالأمور تجري بسرية داخل البيت الملكي”.

وأوضح التقرير أن “كبر حجم الأسرة المالكة من أبناء وأحفاد واختلاف المصالح بينهم، يجعل من عملية الوصول إلى اتفاق حول شكل اختيار الملك وولي عهده عملية بطيئة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …