سر الأزمة..”بن كيران “متجاهلا “خلفان” :”الأخ من الشرطة؟”
تلوح في الأفق أزمة جديد عبارة للقارات بين الإمارات والمغرب بسبب تصريحات متبادلة بين رئيس الوزراء المغربي وقائد شرطة دبي “ضاحي خلفان”، بعد أزمات مشابهة مع كل من الأردن والكويت؛ بسبب نقد نائب مراقب إخوان الأردن ونائب البرلمان الكويتي مبارك الدويلة للإمارات وولي عهدها لمواقفهم من الإخوان والإسلام السني، بعد توقع من “خلفان” بما أسماه “سقوط إخوان المغرب خلال عام”.
وهاجم رئيس الحكومة المغربية وأمين عام حزب العدالة والتنمية، عبد الإله بن كيران، نائب قائد شرطة دبي، ضاحي خلفان، ووصفه بـ”المتخرِّص في الغيب”، الذي يتقمص دور “العرافات”، أو “الذي يصدّق كلام العرافات”، وأضاف: “قابل استقبالنا وكرمنا له بهذا المستوى من التعريض بنا”، قائلاً: “رفعت أمره إلى الملك حتى لا أسيء للعلاقات المغربية – الإماراتية”.
فيما قالت مصادر إعلامية مغربية إن تصريحات خلفان ربما تؤشر لأمر آخر هو تدخل الإمارات بأموالها في الانتخابات المغربية المقبلة لإسقاط حزب بن كيران، مثلما اتهمها معارضون تونسيون بالتدخل في انتخابات برلمان ورئاسة تونس الأخيرة.
وبدأت القصة- بحسب جريدة “أكادير 24 أنفو” المغربية، التي تفسر هجوم ضاحي خلفان على رئيس الحكومة عبد الإله بن كيران- بمعاملة عبد الإله بن كيران لخلفان ببرود وإهمال في حفل أقامته سفارة الإمارات بالرباط بمناسبة عيدها الوطني 43 في ديسمبر الماضي، وهو الحفل الذي حضره بن كيران إلى جانب عدد من وزراء العدالة والتنمية.
ففي أثناء الحفل، قدم السفير الإماراتي المعتمد بالرباط العصري سعيد الظاهري، عددًا من الشخصيات الإماراتية الحاضرة، وكان من بينهم ضاحي خلفان، ولكن بنكيران تعامل مع خلفان ببرودة “ما جعل ضاحي خلفان يتضايق من معاملة بن كيران؛ لدرجة شعر من خلالها نوعًا من التهميش”، بحسب الصحيفة المغربية.
وعندما لاحظ السفير تجاهل بن كيران لخلفان سارع ليقدم خلفان له ويشرع مكانته داخل الهرم الأمني بإمارة دبي، وبعد أن علم بنكيران بأن خلفان يعد من الشخصيات المهمة في الإمارة الخليجية، أطلق بنكيران قفشاته المعروفة بالقول حرفيًّا لخلفان: “الأخ من الشرطة؟.. يا هَلاَ يَا هَلاَ”، وضحك؛ ما جعل نائب رئيس الشرطة بإمارة دبي ينقبض، ويرجع للخلف، وعلى وجهه “ابتسامة دبلوماسية” باهتة.
وقد أظهرت الصورة التي تجمع بين بن كيران والسفير الإماراتي يمينًا وهما يتبادلان أطراف الحديث تجاهل ضاحي خلفان وبقاءه على الهامش يستمع وسط نظرات فسرت على “أنه غير مرتاح شيئًا ما ومتضايق بعض الشيء”، وهو ما يفسر هجوم ضاحي خلفان على بن كيران لاحقًا، وأنه يتوقع سقوط الحكومة التي يقودها حزب العدالة والتنمية هذه السنة، ثم عاد وأضاف تغريدات أخرى تهاجم الحزب وتتهم قيادته.
وقال بن كيران، في كلمة له أثناء الملتقى الوطني الأول لكتاب شبيبة حزب العدالة والتنمية: إن “أحدهم تكلم في تويتر بالسوء عنا، عمومًا، المستقبل في علم الله، وهذا الشخص إما أنه يقوم بدور العرافات، أو الذي يصدق كلام العرافات، أو أن هذا الرجل يحلم، وعلى كل حال هذا هو التخرّص في الغيب والمستقبل”.
وتابع بن كيران متوجهًا بكلامه إلى شبيبة حزبه: “لا أخفيكم، الإمارات دولة صديقة، والعلاقات بين الملك محمد السادس وبين أمراء الإمارات علاقات قوية ومتينة، وتكاد تكون علاقة عائلية، لذلك فهذه القضية رفعت أمرها إلى الملك”.
وأضاف بن كيران أن “المستقبل بيد الله، وهو وحده من يعرف، ومن غير المقبول من هذا الرجل الذي استقبلناه وأكرمناه أن يقول عنا هذا الكلام، وأن يسيء إلينا”.
وتساءل بن كيران في حديثه إلى شبيبة حزبه: “هل قائد شرطة في الإمارات معروف بخرجاته أزعجكم لهذا الحد؟ هل أنتم مهزوزون؟ فليواصل كلامه، اتركوا المتخرصين، ولا تلتفتوا إلى كلامهم”.
وأكد بن كيران على أن “الإمارات دولة صديقة، والعلاقات بين جلالة الملك وأمراء الإمارات تكاد تكون عائلية، والسياسة الخارجية للمغرب هي سياسة جلالة الملك، وهو يأخذ برأيي، وأنا أقول له رأيي، فالسياسة الدولية ليست لعبًا”.
أيضًا ربط بن كيران بين تصريحات ضاحي خلفان الأخيرة، وبين الزيارات التي قام بها عدد من رموز المعارضة السياسية المغربية، حيث وصف تلك الزيارات بـ”الزيارات المشبوهة” لثلاثة من زعماء المعارضة، حيث وصفهم بأحد “العفاريت، حتى لا أقول إبليس”، أو “ستالين” آخر الزمان، الذي يوهم أهل فاس ببناء “برج إيفل”، أو “المنبوذ” الذي يرفضه حزبه.
ووصف كلام ضاحي خلفان بـ”الكلمة الخبيثة”، مستشهدًا بالآية، “وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ”، وخاطب شبيبته بالقول: “أنتم الكلمة الطيبة، وأنتم الأصل الثابت الذي يؤتي أكله”.
وقال بن كيران إن “الخصوم استعملوا كل الوسائل لإفشال التجربة وإسقاط الحكومة، لكنهم لم ينجحوا؛ لأن الحكومة التي يقودها نجحت خلال ثلاث سنوات في القيام بواجبها، ونتائجها الإيجابية الآن ظاهرة للعيان”، مشددًا على أن: “المغرب اليوم نجح في كسب الرهان، وهو في طريقه نحو مزيد من النجاح الحقيقي”.
وشدد بن كيران- في رده الضمني على خلفان- على أن حزبه سيفوز في الانتخابات القادمة، وقال: “الراجح أننا سنفوز في الانتخابات القادمة، لا أقول هذا الكلام من باب العاطفة، ولكن بناء على ما حققناه على الأرض، وما أسمعه من إعجاب دولي وعربي وإسلامي في النموذج المغربي”.
وتابع بن كيران: “إخوانكم يخضعون لضغوط، وهناك من يضغط بالأكاذيب والبهتان، كذاك الكلام الذي تم الترويج له بأن بن كيران والعنصر يريدان تعويض أوزين باها بصفته وزير دولة، ليس صحيحًا، قولي لقد مات بن كيران روحًا وبقي جسدًا، استيقظوا من حلمكم بن كيران لم ينته، واستعدوا لكابوس آخر”.
وقال: “لسنا حزبًا حاكمًا، نحن حزب يقود حكومة، وعندما نتكلم نزرع، وعندما نموت نسقي، نحن لا نخاف إن متنا أو قتلنا، لا نتمنى الموت، لكنا يقينا لا نخافه، سنستمر سلمًا لأمتنا، من أجل تحقيق الأفضل لهذا الشعب ومصالحه الحقيقة”.
إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟
ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …