“دويتش فيله”: الأسرة الحاكمة بالسعودية تشيخ وضبابية حول أسلوب الحكم
قالت إذاعة صوت ألمانيا “دويتش فيله”، إن “دخول ملك السعودية عبد الله بن عبد العزيز المستشفى، الأربعاء، أثار تساؤلات كثيرة حول كبر سن أصحاب القرار من الأمراء أبناء عبد العزيز الأحياء وأحفاده، ممن يرغبون بالوصول إلى العرش، في بلد أضحى ثلثا مواطنيه تحت سن الخامسة العشرين”.
وأوضحت “دويتش فيله”- في تقريرها المنشور 2 ديسمبر- أن “أحد أهم الأسباب التي تبقي على ضبابية الأمر أن العائلة المالكة نفسها غير متفقة على أسلوب الحكم. فمن المعروف أن خلافات كانت قد ظهرت بين تكتلات مختلفة من أبناء عبد العزيز، في محاولات منها لتحقيق مكاسبها.
فالسديريون، وهم أبناء عبد العزيز السبعة من أمهم السديرية ومن ضمنهم فهد وسلطان ونايف، كان معروفا عنهم تأثيرهم الكبير على مجريات المملكة وترتيب أمور العائلة”.
وذكرت “دويتش فيله” أن كبر حجم الأسرة المالكة من أبناء وأحفاد واختلاف المصالح بينهم يجعل من عملية الوصول إلى اتفاق حول شكل اختيار الملك وولي عهده عملية بطيئة. ورغم أن السعودية مملكة حكم مطلق، إلا أن كثيرا من القرارات التي تؤخذ تأتي بالاتفاق بين الأمراء، وهذا يعني أن الأسرة تتحمل مسئولية القرارات أيضا. ولعل اختيار أول حفيد لعبد العزيز لعرش المملكة مسألة معقدة بسبب عدد أحفاده الكبير واختلاف توجهاتهم.
ورغم أن اغلب أصحاب القرار من أبناء وأحفاد عبد العزيز قد طعنوا في السن، إلا أن المملكة السعودية شابة من حيث أعمار مواطنيها. إذ إن ثلثيهم يصل معدل أعمارهم إلى 25 عاما”.
وأشارت “دويتش فيله ” إلى أنه في عام 2007، قرر الملك عبد الله إنشاء مجلس عائلي يقرر تولي العرش وولايته في حال مرض أو موت الملك أو ولي عهده. ولا يعرف حقا حتى الآن– بحسب الإذاعة الألمانية- تأثير هذا المجلس على اتخاذ القرار أو على القرارات السياسية التي تخص المملكة، فالأمور تجري بسرية داخل البيت الملكي.
ولفتت الإذاعة الألمانية إلى ما وصفته بـ”التوترات الداخلية التي تؤثر على المجتمع السعودي”، منها أسلوب تطبيق الشريعة وحقوق المرأة والمشاركة بالقرار السياسي، وهي قضايا تناقش على صفحات التواصل الاجتماعي بوضوح، خاصة من قبل جيل الشباب الطامح للتغيير.
وأشارت “دويتش فيله” إلى التاريخ المرضي لملك السعودية، حيث دخل الملك عبد الله بن عبد العزيز المستشفى في العاصمة الرياض، الأربعاء الماضي، لإجراء بعض الفحوصات الطبية، بعد أن عانى مما وصفه مصدر سعودي من صعوبات في التنفس.
ونتيجة لدخول الملك المستشفى، هبط مؤشر البورصة السعودية، لكن أسعار النفط لم تتأثر على الفور.
وخضع الملك عبد الله- الذي يبلغ من العمر 91 عاما- في السنوات القليلة الأخيرة لجراحة في الظهر، حيث أجرى- في نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2012- جراحة استمرت 11 ساعة في الرياض، كما خضع لجراحة مشابهة، في أكتوبر/ تشرين الأول عام 2011، وخضع لجراحة في الظهر مرتين في الولايات المتحدة عام 2010، وأمضى فترة نقاهة دامت ثلاثة شهور خارج السعودية.
واختار الملك عبد الله أخاه الأمير سلمان، الذي يصغره بنحو 13 عاما، وليا للعهد في يونيو/ حزيران عام 2012، بعد وفاة ولي العهد الأمير نايف بن عبد العزيز. واختار في وقت سابق هذا العام الأمير مقرن بن عبد العزيز ليصبح وليا لولي العهد. وكلهم أولاد الملك عبد العزيز، الذي يعتقد أن عددهم يتجاوز الأربعين من عدد لا يعرف من الزوجات.
أما عدد أحفاد عبد العزيز فهو كبير جدا أيضا، بل أن بعضهم أكبر سنا من أصغر أبناء عبد العزيز نفسه. ويرغب بعضهم في الوصول إلى العرش، لكن هناك بقية من أولاد الملك المؤسس ما زالوا على قيد الحياة، الأمر الذي يبقي على مسألة وصول جيل جديد إلى السلطة أمرا غير واضح المعالم.
إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟
ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …