‫الرئيسية‬ أخبار وتقارير العيد فى مصر.. بين المنتجعات والمعتقلات
أخبار وتقارير - أكتوبر 2, 2014

العيد فى مصر.. بين المنتجعات والمعتقلات

خاص- وراء الأحداث
“إحنا بنستني العيد عشان ناخد زيارة زيادة لبابا في السجن”.. هكذا بدأت الطفلة مرام صبرى، ذات الـ 12 عاما، حديثها وهي تصف مشاعر العيد في أسرتها التي فقدت عائلها بين آلاف المعتقلين في سجون النظام الحالي.
تحدثت الطفلة- لـ”وراء الأحداث”- لتصف كيف كان عيد الفطر الفائت فرصة للحصول على إذن تلقائي بزيارة استثنائية زائدة لأسرة كل معتقل، حسبما أخبرهم المحامي الخاص بوالدهم.
قضت مرام وأمها يوم العيد في طابور الزيارة أمام سجن القناطر المركزي المختلط بوسط البلاد، ذلك الطابور الذي فقدت فيه المعتقلة المحكومة بالمؤبد رشا منير، زوجها محمد عابدين قبل شهور.
لا يختلف الوضع كثيرا بين أسرة مرام وآلاف الأسر المصرية التي يقبع أبناؤها في السجون؛ بتهم سياسية وأخرى جنائية ذات خلاف سياسي.
الإحصاء الأخير لمؤسسة ويكي ثورة (غير حكومية) وثقت أسماء 41 ألف معتقل ومطارد مصري من قبل السلطات التي يصفها معارضوها بأنها جاءت بشرعية انقلاب عسكري.
لم يعد غريبا إذن لكاميرا متجولة أن تلتقط من أمام قطاع السجون مئات العائلات التي تنتظر دورها في حجز موعد زيارة صبيحة العيد في الأقسام والسجون.

وللمقابر أيضا روادها..
يأخذ العيد أشكالا أخرى في حياة المصريين، لكن هذه المرة في مقابر آلاف الشهداء والقتلى الذين سقطوا برصاص الشرطة والجيش، يقول آباؤهم “إنهم شبان لم يرتكبوا جريمة سوى كونهم مناهضين للسلطة الحاكمة في البلاد”.
هكذا تمتلئ المقابر بآلاف الأسر المصرية التي تحيي فيها ذكرى سقوط أبنائهم قتلى برصاص النظام خلال المسيرات التي لم تنقطع منذ عام كامل؛ رفضا للسلطة الحالية التي يصفونها بالانقلاب العسكري.
يشار هنا إلى أن المؤسسة سابقة الذكر (ويكي ثورة) قد وثقت أسماء 4200 قتيل سقطوا منذ أحداث الثالث من يوليو، أغلبهم برصاص الشرطة والجيش.
ويقول أهالي القتلي: إن السلطات تجبرهم على توقيع شهادات بانتحار لأبنائهم قبيل استخراج تصاريح الدفن وتسليم الجثث إلى ذويها.

وذكرى السادس من أكتوبر أيضا..
ويتصادف أن يجتمع ذكرى عيد الأضحى مع احتفالات السادس من أكتوبر، الذي جاء ساخنا للغاية من الناحية السياسية إبان العام الماضي.
بدا حاضرا في المشهد المصري ذلك التناقض بين أجواء احتفالات العيد لدى شرائح مصرية، وأخرى تقضي عيدها أمام المصالح الحكومية لاستخراج بطاقات معايدة للسجناء أو زيارات للقبور.
وربما هذا هو الذي حدا بالفنان المصري أمير عيد أن يخرج ذلك المشهد عبر أغنية لفريقه “كايروكي”، بعنوان “ناس بترقص وناس بتموت”.

مشهد متكرر..
يتكرر هذا المشهد مع كل احتفالية في حياة الشعب المصري، الذي انتقلت تبعات أحداث الثالث من يوليو لتتجاوز أسوار السياسة وتصل إلى العلاقات الاجتماعية والمناسبات الوطنية.
يبرز مشهد الانقسام إذن كل عام بنفس الحدة التي لا تزداد مع الأيام إلا بريقا، في ظل إصرار الشباب المصري على إكمال مسيراته الرافضة للنظام الحالي، وإصرار الداخلية في الوقت نفسه على مواجهة تلك المسيرات بالرصاص الحي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …