الإعلام و”البوليساريو” يقودان علاقات مصر والمغرب إلى المجهول
جاءت التطورات التي شابت علاقة المغرب بالنظام المصري الجديد، لتحرك المياه التي ظن داعمو المشير عبد الفتاح السيسي أنها ركدت واستقرت، خاصة بعد التطبيع المفاجئ الذي شهدته العلاقات المصرية القطرية مؤخرا، بتدخلات خليجية مباشرة.
حيث تسبب الإعلام المصري في إحداث خرق جديد في العلاقات المصرية المغربية، في وقت ليس لدى النظام المصري رفاهية خسارة أي طرف عربي، في وقت يخوض فيه معركة طاحنة مع جماعة الإخوان المسلمين، بدأت يوم 3 يوليو 2013، ولم تنته حتى الآن.
وجاءت اللغة التي تحدثت بها القناتان الأولى والثانية المغربية، لوصف ما حدث بمصر بأنه انقلاب، ووصفهما السيسي بأنه “قائد الانقلاب” بمصر، ومحمد مرسي بـ”الرئيس المنتخب” للمرة الأولى، رغم العلاقات الجيدة التي ربطت المغرب بمصر، منذ انتخاب المشير السيسي رئيسا، وإرسال ملك المغرب رسالة تهنئة رقيقة للسيسي، هنأه خلالها على “الثقة التي حظي بها من الشعب المصري في الانتخابات الرئاسية، التي أجريت في مايو 2014”.
شاهد تقرير القناة الأولى
شاهد تقرير القناة الثانية
ويرجع مراقبون، التغير المغربي نحو مصر، بأنه انعكاس طبيعي لعدد من العوامل، على رأسها الإهانات المتكررة من جانب وسائل إعلام مصرية للشعب المغربي، كانت بدايتها ما قالته المذيعة أماني الخياط، بأن أهم دعائم اقتصاد المملكة من “الدعارة”، وأن “البلاد لديها ترتيب متقدم بين الدول المصابة بمرض الإيدز، وتهكمت بأن ذلك يتم تحت حكم الإسلاميين”.
وهي تصريحات لم تعالجها إقالة المذيعة – التي انتقلت إلى محطة فضائية أخرى براتب أكبر- ولا اعتذار الخارجية المصرية، التي اعتبرت تصريحات المذيعة المصرية “لا تمثل إلا صاحبتها”.
شاهد تصريحات أماني الخياط
كما جاء التغير الإعلامي المغربي، في رد واضح على الهجوم على الملك محمد السادس؛ بسبب زيارته لتركيا، والتي تضمنت زيارة عائلية ودية من الملك وأسرته للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي يعتبر مجرد ذكر اسمه كفيلا بانطلاق منصات الهجوم الإعلامي المصري، فضلا عن زيارته في منزله.
وتسبب الهجوم الإعلامي على ملك المغرب في غضب مغربي شديد؛ بسبب المكانة التي يتمتع بها الملك في نفوس الشعب المغربي.
وإلى جانب دور الإعلام في صنع الأزمة؛ يرجع مراقبون سبب التوتر المغربي المصري إلى الأنباء التي تم تداولها مؤخرا، حول نية الحكومة المصرية الاعتراف بجبهة “البوليساريو” مقابل إمداد الجزائر لمصر بالغاز؛ للتغلب على النقص الشديد الذي تواجهه مصر في مصادر الطاقة، والذي كان أحد أسباب انقلاب الغضب الشعبي، الذي تم استثماره لإسقاط الرئيس المصري السابق محمد مرسي.
حيث أكدت تقارير صحفية “موافقة السلطات الجزائرية على تزويد السوق المصري بدفعات من الغاز الطبيعي المميع، بأقل من نصف الثمن الذي تزود به الأسواق الدولية الأخرى، مقابل اعتراف الحكومة المصرية بـ”البوليساريو” والدفاع عن استقلالها، وفقا لما أوردته جريدة الشروق الجزائرية.
مصر ترد بزيارة وتصريحات إعلامية
الجانب المصري، لم يفوت الفرصة لكي يرجع الهجوم المغربي إلى تدخل إخواني في الإعلام المغربي، أدى إلى نشر هذه التقارير؛ حيث أشار الكاتب مصطفى بكري “المقرب من السلطات المصرية” إلى أن “تقرير القناة مدسوس من قبل جماعة الإخوان.. الجماعة اخترقت الإعلام، خاصة في مصر”.
شاهد تصريحات مصطفى بكري
وهي التصريحات التي رفضها القيادي بحزب “العدالة والتنمية” خالد الرحموني، الذي أشار إلى أنه “لا وجود لتنظيم الإخوان المسلمين بالرباط، حتى يتم الاتصال بهم، لافتعال أزمة بين مصر والمغرب”.
وأضاف خالد الرحموني، القيادي بحزب “العدالة والتنمية”، في تصريحات خاصة لوكالة الأناضول: “حكاية التنظيم الدولي للإخوان المسلمين وهم يسكن في أوهام الانقلابيين، ومحاولة إقحام الإخوان المسلمين في التقرير التليفزيوني الرسمي المغربي، استمرار لخطاب الشيطنة والاغتيال المعنوي للإخوان، بعد الاغتيال المادي لهم من طرف الانقلابين في مصر”.
وتابع “التصريحات التي تقول بتدخل الإخوان المسلمين لافتعال أزمة بين المغرب ومصر، عارٍ من الصحة والمسئولية، وكل ما في الأمر أن التقريرين وصفا جزءا مما وقع في مصر بالضبط”.
في حين أعلن دبلوماسي مصري، عن زيارة مرتقبة لوزير الخارجية، سامح شكري، إلى المغرب؛ لوأد الأزمة الأخيرة بين البلدين.
لافتا إلى تكليف الوزير للسفير المصري في الرباط، أحمد إيهاب، “ببذل الجهود والمساعي بالتعاون مع المسئولين المغاربة لمحاولة وأد الأزمة”.
اقرأ أيضا
تلفزيون المغرب الرسمي يصف 3 يوليو بالانقلاب ومرسي بالرئيس الشرعي
إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟
ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …