‫الرئيسية‬ اقتصاد السيسي يُقر بفشل صندوق “تحيا مصر” رغم ابتزاز رجال الأعمال
اقتصاد - ديسمبر 29, 2014

السيسي يُقر بفشل صندوق “تحيا مصر” رغم ابتزاز رجال الأعمال

أكد المشير عبد الفتاح السيسي- في تصريحات صحفية اليوم- أنه كان يهدف أن تصل حصيلة صندوق “تحيا مصر” المخصص لدعم الاقتصادي المصري إلى 100 مليار جنيه، إلا أن الصندوق لم يجمع طوال الأشهر الماضية سوى من 5 إلى 6 مليارات جنيه، وهو الأمر الذي اعتبره مراقبون بأنه اعتراف ضمني من السيسي بفشل الصندوق”، ويعكس كذلك حالة فقدان الثقة بين السيسي وحكومته من جانب، ورجال الأعمال والميسورين من جانب آخر.

ووفقا لحوار صحفي أجرته “الأهرام” مع المشير السيسي، اليوم الإثنين 29 نوفمبر 2014، فإن قيم السيسي الدينية منعته من إجبار رجال الأعمال على التبرع بالقوة لصندوق تحيا مصر، حيث أجاب السيسي على سؤال يتهم رجال الأعمال بالتقصير ناحية الصندوق، قائلا: “مش حاخد من جيب حد غصب عنه، ولا بسيف الحياء.. القيم الدينية تمنعنى من هذا.. وسننشط الصندوق فى الفترة المقبلة، والإعلام له دور كبير فى هذا”.

وبحسب مراقبين، فإن فشل السيسي في جمع أكثر من 5% من المستهدف له من صندوق تحيا مصر رغم مرور 6 أشهر على تدشينه، بهدف دعم الاقتصاد المصري، وكافة محاولات الضغط على رجال الأعمال، يعكس حالة فقدان ثقة رجال الأعمال وميسوري الحال في السيسي وحكومته.

كما أن تصريح السيسي يؤكد أن المليارات التي تم جمعتها الحكومة في دعم “مشروع قناة السويس الجديدة” كانت أغلبها من أموال متوسطي المال والبسطاء من المصريين الذين أغرتهم فائدة الـ12% التي أعلنت عنها الحكومة من عائد شهادات الاستثمار لقناة السويس.

ويستعرض “وراء الأحداث” في هذا التقرير أبرز محاولات الترهيب والترغيب، والضغط والاستجداء لرجال الأعمال من قبل السيسي وحكومته ووسائل الإعلام المؤيدة له، لحثهم على التبرع للصندوق طوال الأشهر الماضية لجمع الـ100 مليار التي أعلن عنها السيسي، إلا أنهم جميعا فشلوا في ذلك.

السيسي يكذب نفسه بـ”هاتدفع يعني هاتدفع”

واعتبر مراقبون أن مزاعم المشير السيسي اليوم في حواره مع “الأهرام” عن رفضه إرغام رجال الأعمال على التبرع لصندوق تحيا مصر، يعد مخالفة للواقع، وتكذيبا لتصريح سابق قال فيه السيسي لرجال الأعمال وميسوري الحال: “هاتدفع يعني هاتدفع”، في إشارة لصندوق “تحيا مصر”.

وكان السيسي قد خاطب القادرين ورجال الأعمال خلال تدشين مشروع محور قناة السويس، في مطلع أغسطس الماضي، قائلا «هتدفعوا يعني هتدفعوا، بقول أهو هتدفع يعني هتدفع، خلي بالك يعني إيه صندوق (صندوق تحيا مصر) أنا أشرف عليه؟»، وهي التصريحات التي اعتبرها العديد من المراقبين بمثابة تهديد واضح من السيسي للجميع بالتبرع في هذا الصندوق.

وأضاف السيسي “عارفين يعني إيه أنا أقول إن الصندوق ده أنا أُشرف عليه، يعني لو خدت جنيه مني يبقى ليك الكلام، لو متعرفونيش اسالوا الجيش أنا كنت بعمل إيه وقت ما كنت موجود في الخدمة، واسالوا المقاولين كنت بعمل إيه؟ محدش مكنش بيأخد حقه، بس أنا بأخد حقي وزيادة حبة، حبة لجيبي لا، حبة لمصر آخد”.

محلب يحذر بفتح الملفات القديمة

وفي محاولة لابتزاز رجال الأعمال وإرغامهم على التبرع للصندوق، حذر المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، في إحدى لقاءاته التلفزيونية، رجال الأعمال الرافضين للتبرع بفتح ملفاتهم القديمة.

وقال محلب، في لقاء سابق على قناة “النهار الفضائية”: “حدثنا ضمائر الشعب لجمع تبرعات للصندوق، ولكننا سنتخذ خطوات أكثر، وسنفتح الملفات القديمة لمن لم يدفع للوطن حقوقه”.

وتابع “أوجه كلمتي لكل مصري قادر، عليك أن تتبرع من أجل مصر فهي تحتاج إليكم.. فهناك مشروعات في حاجة إلى مئات الملايين لكي تبدأ عملها.

الإعلام يضغط على رجال الأعمال

وفي السياق ذاته، شنت وسائل إعلام مؤيدة للسلطة في مصر- خلال الفترة الماضية- هجوما عنيفا وضغوطا شديدة على رجال الأعمال والميسورين من أجل التبرع لصندوق “تحيا مصر”، حيث ذكرت مصادر صحفية أن السيسي حدد المبلغ الذي يريده منهم وهو مائة مليار جنيه.

وقالت المصادر، إن مطالبة السيسي رجال الأعمال بالتبرع مرارا وتكرارا، دون جدوى، جعله يعطى الإشارة لوسائل الاعلام أن تبدأ في لفت نظر رجال الأعمال إلى ما يمكن أن ينتظرهم من مصير في حال استمرار إصرارهم وعنادهم على عدم التبرع.

قائمة سوداء لتشهير الممتنعين

ووصل الأمر في بعض وسائل الإعلام إلى تهديد رجال الاعمال بملاحقتهم من بعض الحملات الشبابية، التي كان قد تم الدفع بها كغطاء سياسي، مثل حملة تمرد التي حملت اسم “حملة القائمة السوداء”، والتي يقال إنها بدأت في رصد ممتلكات رجال الأعمال ومشروعاتهم العلنية والسرية لتقديم ملفات بها للضرائب والأجهزة المختصة لملاحقتهم وأخذ حق الدولة منهم.

ولم يقف الأمر عند هذا فقط، بل أن صحفا قومية مثل “أخبار اليوم” بدأت- خلال الفترة الماضية- في حملة تبنتها لفضح من أسمتهم برجال الأعمال الذين لم يتبرعوا لمصر .

أعمال تخريبية للترهيب

وبحسب الدكتور ممدوح المنير، المحلل السياسي، عبر حسابه على فيس بوك، فإن هناك معلومات تؤكد بأن المحال والشركات التى أحرقت اليوم هى لرجال أعمال رفضوا المشاركة فى صندوق نهب مصر (تحيا مصر) الذى يشرف عليه السيسى؛ عقابا لهم على ذلك، مضيفا “الانقلاب يأكل أتباعه”.

وكانت بعض المحال والشركات لرجال الأعمال قد تم حرقها خلال الفترة الماضية، والتي كان آخرها حريق التهم معرض السلاب على طريق المقطم الأوتستراد، وأن الخسائر بالملايين بعد نشوب حريق كشفت عنه النيابة بأن هناك شبهة جنائية

استجداء الفقراء

وفي محاولة من رجال الإعلام لإنقاذ صندوق “تحيا مصر”، قام عدد من الإعلامين بالإعلان عن التبرع بنصف رواتبهم، ومنهم الإعلامية “لميس الحديدي، ومجدي الجلاد، وخيري رمضان، بجانب الإعلامي أحمد موسي مقدم برنامج “على مسئوليتي” بقناة صدي البلد”، ليصل حجم تبرعه 50 ألف جنيه.

وتابع الإعلام المصري دوره في استعطاف الشعب من أجل التبرع لصندوق “تحيا مصر”، حيث طالب الإعلامي خيرى رمضان الشعب المصرى بالتبرع لمصر.

رجال مبارك يدفعون ثمن عودتهم

واعتبر العديد من المراقبين أن ظهور الكثير من رجال الأعمال المحسوبين على نظام مبارك وفلوله للمشهد السياسي مرة أخرى، جاء في إطار ثفقة أجراها السيسي وحكومته معهم، تضمن السماح لهم بالعودة للعب دور سياسي مرة أخرى، في مقابل التبرع ودعم صندوق السيسي المسمى بصندوق “تحيا مصر”.

وبحسب المراقبين، فإن ما يثبت صحة تلك الدعاوى.. ما تردد بشأن إعلان أحمد عز، رجل الأعمال وأمين لجنة السياسات بالحزب الوطني المنحل، عن تبرعه بنصف ثروته لصالح صندوق تحيا مصر، كما أعلن رجل الأعمال الهارب حسين سالم أحد أبرز رجال مبارك، بالتبرع بطائرته الخاص والبالغ قيمتها 8 ملايين دولار لصندوق تحيا مصر، وذلك عقب براءته من قضية تصدير الغاز لإسرائيل في عهد السيسي.

وخلال مؤتمر صحفى سابق، أعلن كذلك ناصف ساويرس، رجل الأعمال المعروف والمتهم بعدة قضايا تهرب ضريبي، أنه سيتبرع بمبلغ 2.5 مليار جنيه التى دفعها لمصلحة الضرائب إلى صندوق “تحيا مصر”.

ساويرس وجمعة أمناء للصندوق

وفي محاولة للترويج للصندوق والحصول على دعم أكبر من رجال الأعمال، أصدر السيسي، الإثنين الماضي 22 ديسمبر، قرارًا جمهوريا يقضي بتعيين أعضاء بمجلس أمناء صندوق (تحيا مصر).

ونص القرار على أنه يضم لعضوية مجلس أمناء الصندوق عدد من رجال الأعمال والشخصيات الدينية، من بينهم الدكتور على جمعة مفتي الجمهورية السابق، ومحمد أبو العينين رجل الأعمال المعروف والمحسوب على رجال مبارك، ونجيب ساويرس رجل الأعمال المعروف.

فشل الصندوق نكسة كبرى للسيسي

وبرغم تأييده الكبير للمشير عبد الفتاح السيسي، من جانبه اعتبر الكاتب الصحفي عبد الحليم قنديل أن صندوق تحيا مصر لدعم الاقتصاد المصري إذا لم ينجح في جمع 100 مليار جنيه، سيكون ذلك بمثابة نكسة لحكم عبد الفتاح السيسي، حسب قوله.

وفي إطار تخوفه من فشل الصندوق في جمع المبلغ المطلوب، طالب الإعلامي عمرو أديب، أحد أكبر الداعمين للسيسي، بعدم انتظار أحد بالتبرع من رجال الأعمال، قائلا “لا بد من تشغيلهم فى أعمال ومشاريع فى استثمار البلد للاستفادة منهم، لافتا إلى أن رجال الأعمال لا يفهمون لغة العواطف والوقوف بجانب مصر”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …