أستاذ إعلام سياسي: حوار “مبارك ” استجداء للسيسي وتشويه للثورة وازدواجية في المعايير
في إطار تحليله للجزء الثاني من حوار الرئيس الأسبق المصري حسني مبارك مع صحيفة “الوطن” المصرية المنشور الأحد قال د. محمد عوض- أستاذ الإعلام السياسي بجامعة الزقازيق- إن مفردات ومضمون ردود مبارك سيطر عليها لغة النفاق والاستجداء، وتفخيم السلطة والدفاع عنها، وتجميل صورتها أمام الرأي العام، وأيضًا تبرير سلبياتها، وتضخيم التحديات التي تواجهها، والتي أرجع فيها تدهور البلاد للثورة ومحاولة لتشويهها؛ حيث قال مبارك:” دي بلد زي أي بلد..فيها مشاكل وأزمات، بعضها جزء من أوضاع العالم كله.. لكن لو نظرت لكل اللي بيحصل الآن، ستجده ناتجًا عن ارتباك جاء بعد يناير 2011″.
وأضاف لـ”وراء الأحداث”: “إن “مبارك” حين وصف السيسي بأنه رجل وطني ومخلص”، وأنه “يخوض حربًا عنيفة على كل المستويات؛ ” فإنه تحدث فيه بلغة الاستجداء للسلطة القائمة حيث إنه يعتقد بعد الانقلاب على الرئيس الشرعي المنتخب أن العجلة عادت لما كانت عليه، بإعادة إنتاج نظامه، ومن ثم لن يصيبه مكروه، وأنه آمن ومطمئن.
واعتبر “عوض” أنه “نوع من خطاب النفاق للسلطة على أمل أن يتم طي صفحة فساد واستبداد 30 عامًا في حق الشعب المصري ومقدراته بكل ما اشتملت عليه من تزوير انتخابات وتجريف للحياة السياسية، وسيطرة على ثورات البلاد لصالح حفنة صغيرة من الفسدة”، على حد وصفه.
امتداد لنظامه
ويرى “عوض” أن حوار مبارك يدل على قناعته بأن النظام الحالي هو امتداد لنظام وسلطة مبارك، ويبرر مواقفه السياسية والاقتصادية الآنية خاصة حين قال مبارك: “فقد تولى السيسي المسؤولية في فترة شديدة الصعوبة، وأنا أعرف أن لديه شجاعة وحكمة في إدارة الأمور.. ويكفي أنه وضع حياته ومصيره مع الناس، وأدعو الشعب كله للالتفاف حوله”؛ ليبدو وكأنه مقدر لدور السلطة وما تبذله من جهد.
ووصف “الخبير الإعلامي” هذه العبارات بـ”الإسقاط الممجوج” استجداءً للسلطة للتجاوز عما اقترفه بحق الشعب بتفخيمها وتعظيمها، وتصب في إطار سلطة قائمة لن تنال من أحد أفرادها المحسوب عليها الآمن الآن من المساءلة والمحاسبة”.
وأشار “عوض” إلى أنه من الغريب والمستهجن أن يُجرَى حوار مع رئيس خلعه الشعب، وما زال قيد الاتهام والمحاكمة ويخصص له هذه المساحة للدفاع عن نفسه ونظامه والتسويق للنظام الحالي، كما لو أنه ما زال رئيسًا، في وقت يعامل فيه النظام الشرعي ورموزه كمتهمون خلف حجرات زجاجية مغلقة مصمتة حتى لا يسمع حتى صوتهم.
الكيل بمكيالين
ويرى “عوض” نوعًا من الكيل بمكيالين وازدواجية المعايير في حديث مبارك عن تقييم فترة حكم “السيسي” بالقول: “إزاي عايزين نقيّم السيسي في 100 يوم.. لازم نديله فرصة كافية لعلاج الأزمات والمشاكل، ووضع حلول.. وكمان مدة رئاسته 4 سنوات، طيب إدوله سنتين وبعدين اتكلموا..”.
ذلك برأيه لأن نفس رجال مبارك وإعلامييه والأحزاب الموالية له لم تصبر على أول رئيس منتخب بإرادة شعبية جاء بانتخابات نزيهة حرة لأول مرة هو الرئيس مرسي، وتحالفت قوى سياسية ضد الرئيس وطالبته بكشف حساب للمائة يوم، بتحريض واضح ضده.
وعلق “عوض” على الجزء الخاص بالإخوان المسلمين، في حواره حيث قال مبارك:”حذرنا منهم كثيرًا.. ونعرف أنهم يسعون إلى السلطة.. و”عمر سليمان” قال لي إن مخطط “الإخوان” مع أطراف غربية شغّال جامد، وكنا نحاول حماية البلد، وأظن أن الناس شافت بعينها، وعرفت مَن هم “الإخوان”؟! بأنه خطاب ليس فيه مصداقية؛ لأن مبارك أكثر الناس علمًا بالإخوان، وكل أجهزته الرقابية والسيادية، تعلم أنهم بعيدون عما يلصق بهم خاصة بعد 30 يونيو 2013.
ويتناقض أيضًا مع ما أكدته أبحاث علمية ورسالة دكتوراه، معتبرة للباحث “هشام العوضي” بجامعة إكسفورد في بريطانيا عن “الإخوان وحكم مبارك” تكشف حجم الظلم والاضطهاد الذي تعرضوا له في حكمه، وأنهم الضحية، وقدموا في حكمه إيجابيات وخدمات لجميع القطاعات والصحة والتعليم.
وعن قول مبارك: “.. سعدت جدًّا بالتحالف والتنسيق بين مصر والسعودية والإمارات في مواجهة المخططات والمؤامرات التي تستهدف الدول العربية..” علق “عوض” بأن “مبارك يحاول مباركة أنظمة سياسية تحالفت ضد ثورات الربيع العربي خوفًا على كراسيها في محاولة للدفاع عنها”.
وكان قد أجرى الرئيس الأسبق حسني مبارك حوارًا نشر الأحد الجزء الثاني منه مع الصحيفة المصرية “الوطن” تناول فيه التعبير عن رأيه في العديد من القضايا خاصة الداخلية والمتعلقة بإشادته بالمشير السيسي نفسه وحكمته وشجاعته وفترة حكمه وأدائه والصعوبات التي تواجه نظامه وعلاقاته الإقليمية.
وعن دور “السيسي” في إنقاذ البلاد، وتقييم مبارك للإخوان المسلمين، والظروف الاقتصادية الداخلية؛ أثنى على مشروع قناة السويس وسرعة جمع أمواله من الشعب، ومواجهة “العنف” و”الإرهاب” و”التطرف” والحرب ضدهم وخطر “داعش”، وضرورة الحزم في مواجهة الإرهاب في سيناء؛ لأن طبيعة “الإرهاب” تحتاج إلى وقت، وجيشنا قادر على هزيمته”، على حد قوله.
الجدير بالذكر أن “مبارك” أشاد مبكرًا بنظام ما بعد 3 يوليو 2013.
ومبارك محبوس على ذمة قضية “قتل المتظاهرين” حيث قررت محكمة جنايات القاهرة مد أجل النطق بالحكم بقضية مبارك ونجليه علاء وجمال ووزير داخليته حبيب العادلي إلى 29 نوفمبر القادم لاستكمال التحقيقات في قضية قتل المتظاهرين في ثورة 25 يناير والمعروفه إعلاميًا بمحاكمة القرن.
وتم حل الحزب الوطني الذي كان يترأسه بحكم قضائي بعد ثورة 25 يناير بعد اتهامه بإفساد الحياة السياسية وتخريب البلاد بجميع القطاعات.
إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟
ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …