‫الرئيسية‬ عرب وعالم الاحتجاجات ضد فوز السبسي هل تشعل ثورة الياسمين ؟
عرب وعالم - ديسمبر 25, 2014

الاحتجاجات ضد فوز السبسي هل تشعل ثورة الياسمين ؟

مع تواصل الاحتجاجات الشعبية في عدد من البلدات التونسية؛ رفضا لفوز الباجي قائد السبسي (88)عامًا في الانتخابات الرئاسية التونسية، والذي يراه العديد من المواطنين التونسين وشباب القوى الثورية، يمثل انتصارا للثورة المضادة في تونس، وعودة لنظام زين العابدين بن علي، تساءل نشطاء ومراقبون حول إمكانية إحداث تلك الاحتجاجات تغيرا في المشهد التونسي، وإلى أي مدى ستنجح تلك الاحتجاجات في إعادة المشهد الثوري في البلاد.

وكان محتجون غاضبون من نتائج الانتخابات الرئاسية في محافظة سيدي بو زيد – مطلقة شرارة “ثورات الربيع العربي” ومسقط رأس الشهيد محمد بو عزيزي – قد أشعلوا، أول أمس الثلاثاء، الإطارات المطاطية، وأغلقوا الطرق الرئيسية في المدينة، مما دفع قوات الأمن لاستخدام الغاز المدمع لتفريقهم بالقوة، كما احتج مئات الشبان في تطاوين وبن قردان ودوز وقابس وقبلي؛ رفضا لفوز قائد السبسي، وأحرقوا الإطارات المطاطية، ودخلوا في مواجهات مع قوات الأمن.

وبحسب مصادر تونسية، فإن مجموعة من المحتجين قاموا، أمس الأربعاء أيضا، بإحراق مركز الحرس الوطني في منطقة “سوق الأحد” بولاية قبلي صباح، وجزء من مقر”المعتمدية”، كما قاموا بإحراق مقر حركة “نداء تونس” بعد اقتحامه والعبث بمحتوياته؛ وذلك احتجاجا على فوز السبسي بالانتخابات الرئاسية.

كما أن محتجين انطلقوا في عدة مدن تونسية، عقب إعلان لجنة الانتخابات، الإثنين الماضي، فوز الباجي قائد السبسي في جولة الإعادة لانتخابات الرئاسة، على منافسه المنصف المرزوقي؛ حيث أحرق المحتجون مقران أمنيان بمدينة الحامّة في محافظة قابس.

كما اقتحم محتجون، في اليوم نفسه، مقر حزب “نداء تونس” (الفائز بالانتخابات الرئاسية والتشريعية) بمدينة تطاوين، فيما فرقت قوات الأمن مظاهرة في مدينة بنقردان بمحافظة مدنين (جنوب شرق) المتاخمة لليبيا، كما اندلعت كذلك خلال الأيام الماضية، عدد من الاحتجاجات المنفصلة بمدينة دوز بمحافظة قبلّي بجنوب غرب تونس، ومدينة الحامة بمحافظة قابس (جنوب شرق)، أُحرقت خلالها ثلاثة مقار أمنية.

مراقبون يستبعدون
وتتباين آراء المراقبين بشأن الاحتجاجات الشعبية المتصاعدة في تونس؛ حيث يراها البعض أنها ربما تنذر بتجدد ثورة الياسمين مرة أخرى، على الثورة المضادة التي استطاعات السيطرة على مقاليد الأمور في تونس، إلا أن آخرين يستبعدون تجدد الثورة من جديد أو اشتعالها في تونس، خاصة وأن السبسي وحزبه قد استولوا على مقاليد الأمور في تونس بانتخابات ديموقراطية، رغم ما شابها من تجاوزات، وهو ما يصعب فكرة اندلاع الثورة من جديد.

النهضة يتجنب سيناريو مصر
ويعزز وجهة النظر المستبعدة لاندلاع الثورة في تونس ما يصفه البعض بتجنب “حزب النهضة التونسي بقيادة راشد الغنوشي، لسيناريو الأسود”؛ حيث ذكرت بعض الصحف والمواقع الخليجية أن خطة خليجية تقودها الإمارات والسعودية، تعمل حاليا على محاصرته سياسيا وتضييق الخناق عليه، وإبعاد رموزه عن تولية أية مناصب خلال الفترة المقبلة، وزيادة جرعة التشويه الإعلامي؛ بهدف استفزاز بعض المناصرين له، ما قد يدفع السلطة التونسية لتصنيفهم على اعتبار أنهم منظمة إرهابية، على غرار ما جرى مع جماعة الإخوان المسلمين في مصر.

وكان رئيس حركة النهضة التونسية “راشد الغنوشي” قد دعا في وقت سابق أهالي مدينة “قابس والحامة” بالجنوب الشرقي لتونس، الذين تظاهروا ضد إعلان فوز قائد السبسي، إلى الاحتفاء بالأجواء التي جرت فيها الانتخابات، بدلا من التظاهر والاشتباك مع قوات الأمن؛ احتجاجا على فوز رئيس “نداء تونس” الباجي قائد السبسي.

وحاول “الغنوشي” – في تسجيل صوتي – تلطيف الأجواء العامة في البلاد؛ حيث اعتبر أن “الثورة التونسية هي الوحيدة التي تمكنت من الوصول إلى انتخابات ديمقراطية، على العكس من باقي الثورات العربية الأخرى”.

كما دعا “الغنوشي” المترشحين الاثنين في الانتخابات الرئاسية إلى القبول بنتائج الانتخابات هما وأنصارهما.

السبسي يحذر
من جهة أخرى، أعلن قائد السبسي، اليوم، تخليه عن منصب رئيس حزب “نداء تونس” خلال يومين، محذرا في الوقت نفسه من مخاطر في الداخل تهدد الدولة.

وقال في كلمة له أمام عدد من قياديي حزبه والسياسيين الداعمين لحملته الانتخابية، “إن هناك جهات أرادت منذ البداية تعطيل المسار الديمقراطي والانتخابي لكنها لم تفلح”، ولم يوضح هذه الجهات.

وأضاف “أن هناك تهديدا آخر من الداخل، وصفه بأنه “أخطر وأدهى وأمر، ولا بد أن نبقى في حالة يقظة”، وقال “إذا نجحت هذه المحاولات سيذهب كل ما فعلناه أدراج الرياح”.

وأعلن أنه يستعد حاليا لتشكيل الحكومة المقبلة خلال يومين، ودعا قياديي حزبه ومسانديه من السياسيين إلى التفكير في المرحلة المقبلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …