هل تخطو تركيا مثل قطر بعد أنباء مصالحة مرتقبة مع مصر؟
توقعت صحف خليجية ومراقبون أن تخطو تركيا نحو مصالحة أخري مع مصر على غرار المصالحة القطرية، بيد أن مصادر سياسية ودبلوماسية استبعدت ذلك معتبرة أن المصالح القطرية الخليجية مع مصر تختلف عن المصالح التركية، كما أن تركيا ديمقراطية تتخذ قرارها بحرية بعكس دول الخليج التي لا تستشير شعوبها.
طالب نائب رئيس الوزراء التركي بولند أرينج بضرورة إزالة التوتر مع مصر وعقد مصالحة بين البلدين، في تصريحات هي الأولى من نوعها، فيما كشفت مصادر إعلامية عن ضغوط خليجية على أنقرة لوقف الهجوم على المشير عبد الفتاح السيسي وعدم وصف الأحداث في مصر بـ”الانقلاب العسكري” وتطبيع العلاقات مع القاهرة.
جاءت تصريحات بولند في توقيت ذي دلالة خاصة أنه جاء بعد إعلان المصالحة المصرية القطرية بعد عامين من التوتر برعاية سعودية بعد الضغوط التي مارستها دول الخليج على قطر.
أرينج الذي تحدث لفضائية الجزيرة التركية كان حذرًا في تصريحه حول عودة العلاقات حين قال “قد تكون مصر هي التي يجب أن تقدم على خطوة أولاً”، إلا أنه قال “لكن علينا تحقيق ذلك”.
وأوضح أرينج أن رد فعل بلاده إزاء “الانقلاب الذي وقع في مصر” قد يكون مختلفًا من الناحية الديمقراطية، مشيرًا إلى أن مصر شهدت مرحلة انتقالية عقب ذلك، وأن بلاده تعتبرها “غير صحية”.
وأضاف: “أجريت انتخابات ووصل السيسي إلى الحكم.. تركيا تقول حتى الآن إنها لا تقبل مبدئيًّا الإطاحة بشخص وبحكومة منتخبين عن طريق الانقلاب”.
وأفاد أن هناك وضعًا قائمًا، والعالم بأسره تقبله، “فالسيسي اليوم يمكنه زيارة أمريكا والبلدان الغربية، وفي هذا الخصوص، علينا أن نقيم علاقاتنا مع مصر على أرضية سليمة بسرعة، قد تكون مصر هي التي يجب أن تقدم على خطوة أولًا، لكن علينا تحقيق ذلك”.
الخليج كلمة السر
تصريحات أرينج ألمحت إلى أن السبب الرئيسي في تغير وجه نظر بلاده تجاه مصر يعود إلى دول الخليج، بسبب الفتور في العلاقات التي حدثت بين أنقره وتلك الدول، وهو ما يؤكد أن الفتور في علاقات بلاده مع دول الخليج سيزول وستتغير العلاقات بسرعة، قائلاً: “لدينا علاقات عريقة وعميقة وتاريخية، من غير الممكن أبدًا أن نكون بعيدين عن بعضنا، وأن نتصرف ببرود إزاء بعضنا البعض”.
وأفاد أنهم شعروا ببرود في العلاقات بين قادة بعض البلدان والحكومة التركية بسبب بعض القضايا في الآونة الأخيرة منها الأحداث في سوريا ومصر، وفلسطين وغزة، أو فيما يتعلق بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مضيفًا: “هذا وضع غير عادي، ويجب إزالته حتمًا”.
وأكد أهمية الإمارات العربية المتحدة ودول الخليج الأخرى بالنسبة لتركيا، مشيرًا إلى أنها لا تتحرك على نفس المستوى مع تركيا، كما يبدو، من وجهة نظر مختلفة إزاء الأحداث في مصر، وأن هناك مخاوف ووجهات نظر مختلفة، مضيفًا: “علينا تعزيز صداقتنا مع بلدان الخليج بطريقة ما”.
ومضى قائلاً: “وباختصار تركيا بحاجة، على صعيد السياسة الخارجية، إلى علاقات صداقة طيبة تستند إلى التفاهم المتبادل، على الأخص مع مصر ودول الخليج والكويت وجميع البلدان في الشرق الأوسط”.
وفي رده عن سؤال يتعلق بدعم الدول الخليجية للسيسي باستثناء قطر، قال أرينج إنَّ اختلاف وجهات النظر، يجب أن لا يكون سببًا في بعدنا عن بعضنا البعض، ومواقفنا التي اتخذناها قائمة من مفهومنا للديمقراطية، ومحمد مرسي هو رئيس منتخب، تعرض للانقلاب من قبل السيسي الذي كان قائدًا للأركان العامة، ومعين من قبل الرئيس مرسي نفسه، ونحن كحكومة نؤمن بالديمقراطية، ولا يمكن أنَّ نقبل بذلك.
وثانيًا نحن لا نستطيع أن نقبل زجَّ الناس في السجون بمحاكمات ملفقة، وإصدار أحكام إعدام لأكثر من ألف شخص، ورفضُنا هذا نابع من وجداننا، فنحن في تركيا عانينا من مثل هذه الممارسات، فحكومات منتخبة كان يُطاح بها بقوة العسكر، وتحظر الأحزاب، وكنا ضحايا لذلك ففي حياتي السياسية أغلق الحزب الذي أنتمي إليه 4 مرات، ولا يمكن لنا أن نرضى أن يعاد المشهد ذاته في بلد آخر.
وعلى الرغم من كل ذلك فنحن نتمنى أن لا تسوء الأوضاع أكثر مع الدولة والحكومة المصرية، ومن أجل هذا لتوضع كل المؤاخذات التي لدينا جانبًا ولنتعامل دولة لدولة وحكومة لحكومة، فنحن في حالة تضامن مع الشعب.
معركة تركيا
وكانت تقارير إعلامية أكدت أن الدول الخليجية بدأت استعداداتها لخوض معركة جديدة لدعم المشير عبد الفتاح السيسي ضد دولة تركيا ورئيسها رجب طيب أردوغان، خاصة بعد دعوة المملكة العربية السعودية لاجتماع عاجل بالرياض لوقف ما اسمته التدخل في الشأن العربي.
فبعد معركة قطر والضغط الخليجي الكبير على الدوحة وعملية سحب السفراء التي انتهت باتفاق في الرياض لحل الإشكاليات الخليجية وإتمام المصالحة المصرية القطرية وإغلاق فضائية الجزيرة مباشر مصر والتي كانت تسبب إشكالاً كبيرًا في العلاقات بين البلدين، واللقاء المرتقب بين السيسي وأمير قطر، بدأت الدول الخليجية فصول معركة جديدة، سيكون عنوانها تركيا التي تدهورت علاقتها مع مصر بشكل كبير بعد الانقلاب.
يأتي ذلك بعد الهجوم الشديد الذي يشنه الرئيس التركي في كافة المحافل الدولية رفضًا للسيسي والانقلاب العسكري الذي قام به في الثالث من يوليو على أول رئيس مدني منتخب والذي كرَّس سيطرة العسكر على مقاليد الأمور في مصر.
وكان مصدر خليجي مطلع- بحسب صحيفة الشرق الأوسط- أكد أن دول الخليج بدأت تحركًا سريعًا وفعليًّا فور انتهاء أعمال قمة مجلس التعاون في الدوحة، الأسبوع الماضي، لما أسماه التصدي لأي اختراقات أو محاولات دولية للتدخل في الشأن المحلي الخليجي والشأن العربي”.
وأوضح المصدر أن تحرك دول الخليج بدأ بعد قمة الدوحة بتحديد اجتماع عاجل لعدد من المسؤولين والمختصين في دول الخليج، يتوقع أن تحتضنه العاصمة الرياض خلال الأيام المقبلة، لصياغة تصور وإطار عمل عام لوقف أي محاولة تقودها أي دولة للتدخل في الشأن الداخلي الخليجي، الذي تعده دول الخليج خطًّا أحمر لا يمكن تجاوزه أو السماح به.
وأبدت دول الخليج امتعاضها وقلقها من تدخل الدول الإقليمية في شأن العالم العربي وانتشار الإرهاب والتطرف.
ولم يخف أنور قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي، تخوفه من الدور التركي الذي وصفه في تصريحات صحافية سابقة بأنه “مقلق وغير مقبول”.
وقال مسؤول بأمانة مجلس التعاون الخليجي للصحيفة إن تصريحات الوزير الإماراتي جاءت بعد تدخل بعض الدول الإقليمية في الشأن العربي – العربي، مستشهدًا بتدخل تركيا في الشأن المصري الذي عده تدخلاً في السياسة العربية التي لا تقبلها دول الخليج.
وقال المصدر: “إن الأيام المقبلة قد تشهد موقفًا خليجًا موحدًا لوقف مثل هذه المحاولات التي تقودها دول مجاورة للتدخل في الشأن العربي”.
ويرفض الرئيس التركي الانقلاب العسكري الحادث في مصر، الأمر الذي أثَّر على العلاقات بين الدولتين؛ حيث هاجم في آخر لقاءاته مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قبل أسبوعين الانقلاب في مصر والقفز على السلطة من قبل العسكريين، مؤكدًا أن مرسي هو الرئيس الشرعي لمصر.
واعتبر أردوغان خلال مؤتمر صحفي جمعه مع بوتين في العاصمة التركية أنقرة أن مرسي هو الرئيس الشرعي لمصر، مشيرًا إلى أنه وصل إلى السلطة عبر وسيلة ديمقراطية هي الانتخابات.
وقال إن الانقلابيين العسكريين في مصر وصلوا إلى السلطة عبر وسائل غير ديمقراطية وغير شرعية، كما هاجم خلال لقائه مع بابا الفاتيكان الشهر الماضي استقباله للمشير عبد الفتاح السياسي بالفاتيكان، وقال: “للأسف أنا أشعر بخيبة الأمل؛ فالعالم صار يسكت عن المجازر التي تحدث في سوريا والعراق، بل ويؤيد الانقلابات العسكرية أيضًا – في إشارة إلى اللقاء الأخير بين بابا الفاتيكان والسيسي.
كما هاجم أردوغان في كلمته باجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة الدول الغربية الداعمة للانقلاب العسكري في مصر والتضيحة بالتجربة الديمقراطية الوليدة في البلاد، وقال خلال كلمته: “من اكتفوا بمجرد المشاهدة والصمت، ولم يكن لهم أي ردة فعل حيال قتل الأطفال والنساء، والانقلاب بالسلاح والدبابات على الأنظمة المنتخبة من قبل الشعب.. مشاركون صراحة، وعلانية في هذه الجرائم الإنسانية”.
إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟
ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …