خبراء الامارات للنوايا الحسنة أصبحوا خبراء الأمم المتحدة !
نفى المكتب الإعلامي للأمم المتحدة، في بيان صحفي أصدره مؤخرا، صحة ما تداولته وسائل إعلام من أنباء مغلوطة، حول منح المنظمة للقب “سفراء النوايا الحسنة”، أو منح جوازات سفر وامتيازات الأمم المتحدة، لشخصيات ومشاهير في الفترة الأخيرة.
وكان خبر مغلوط عن اختيار المذيع وائل الإبراشي سفيرا للنوايا الحسنة قد أثار جدلا كبير في الأوساط الإعلامية عقب الكشف عن عدم صحة هذا الخبر، مما أثار تساؤلات حول كيفية اختيار الأمم المتحدة لسفرائها، وما هي المعايير التي تطبقها في الاختيار.
وزعمت وسائل إعلام مختلفة، اختيار الإبراشي سفيرا للنوايا الحسنة من المنظمة العالمية، ولم ينف الإبراشي بنفسه صحة هذه المعلومة، أو توضيح الحقيقة، على الرغم من تعدد المنابر الإعلامية التي يظهر عبرها، وحقيقة الأمر أنه تم اختيار منظمة إماراتية محلية للإبراشي سفيرا للنوايا الحسنة لها وليس للأمم المتحدة.
وفي هذا السياق أكد المكتب الإعلامي للأمم المتحدة، في بيان له، “أنه عادة ما يتم نقل أنباء مغلوطة من جانب أفراد، وأحيانا منظمات تدعي أنها أعضاء أو جزء من منظومة الأمم المتحدة. مشددا على أن اختيار سفراء النوايا الحسنة للأمم المتحدة يتم وفقا لمعايير صارمة جدا، وعندما تقرر المنظمة اختيار سفير جديد فإنها تعلن ذلك دائما من خلال قنوات الاتصال الرسمية لها، ولا يخول لأي فرد أو أي منظمة أخرى التحدث باسمها”.
ولم تحدد الأمم المتحدة في بيانها هذه المعايير أو المواصفات التي يجب توافرها في الشخص الذي تمنحه لقب سفير النوايا الحسنة.
ويُذكر أن المنظمة العالمية للسلم والرعاية والإغاثة الإماراتية- التي كرمت الإبراشي- هي منظمة إنسانية أهلية (غير حكومية)، وتقع في الإمارات، وهي عضو استشاري في المجلس الاقتصادي والاجتماعي للمنظمات غير الحكومية التابع للأمم المتحدة، ولم توضح المعايير التي تقوم من خلالها باختيار سفرائها للنواية الحسنة.
وأكد مكتب الأمم المتحدة- في بيانه الصادر 18 ديسمبر- أن شراكة المنظمات غير الحكومية مع إدارة الشئون الاقتصادية والاجتماعية، أو إدارة شئون الإعلام ( (DPI، أو حصولها على مركز استشاري في المجلس الاقتصادي والاجتماعي (ECOSOC) لا يمنحها الحق أو التفويض للتحدث باسم الأمم المتحدة أو الادعاء بأنهم أعضاء في المنظمة، فعضويتها تقتصر فقط على الدول ذات السيادة، بحسب البيان.
وشدد المكتب على أنه يجب على المنظمات غير الحكومية، بما فيها تلك المسجلة لدى إداراتها سالفة الذكر، التي تدعي أنها أعضاء بالأمم المتحدة، أو تحاول التحدث أو التصرف باسم المنظمة، مثل تعيين سفراء للنوايا الحسنة أو جمع تبرعات خيرية أو لنشاطات وغيره، أن تجتنب القيام بمثل هذه الأعمال اللاشرعية؛ باعتبارها احتيالا يعاقب عليه القانون.
وعن اختيار الأمم المتحدة لفنانين ونجوم كسفراء للنوايا الحسنة، قالت شبكة “إيرين” الإعلامية التابعة لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية “أوتشا”، إن الأمم المتحدة أدركت حجم الاهتمام العالمي والموارد الذي يمكن لشخصيات معروفة أن تجلبه لدعم القضايا التي يختارون مساندتها. وبدأت في استخدام المشاهير للترويج لأعمالها وجمع الأموال في عام 1954 بتعيين الفنان الأمريكي داني كاي، أول سفير للنوايا الحسنة لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف).
وفي نفس السياق، أشار “مارك ويلر” من جامعة لندن متروبوليتان في ورقته البحثية التي صدرت في 2012 بعنوان “دبلوماسية المشاهير” إلى كيفية تطوير استخدام الأمم المتحدة لسفراء النوايا الحسنة من “الانسجام المبهر”، على حد وصفه، لنجوم مثل داني كاي وأودري هيبورن، إلى سفراء النوايا الحسنة المنشغلين أكثر بالسياسة، والذين تسببوا في إشكاليات في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، مثل ريتشارد جير، الذي انتقد الأمم المتحدة على “عدم اعترافها بالتبت”.
وفي تصريح لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين)، أكد ويلر أن “الصعوبة تكمن في الخروج عن نطاق السيطرة أحيانا. وفي الواقع، قد يسيء المشاهير إلى القضايا التي يدعمونها، مثل [المطربة] جيري هاليويل، التي طُلب منها التحدث عن الأمراض التي تنتقل عن طريق الاتصال الجنسي [لمصلحة صندوق الأمم المتحدة للسكان] وانتهى بها الأمر خارج حدود معرفتها بالكامل”.
وأكدت ماريسا بوكانوف، التي ترأس قسم علاقات المشاهير والشراكات في مكتب اليونيسف في نيويورك، أنه “إذا استخدمت الشخص الخطأ لدعم القضية الخطأ، ستكون كمن ينصب له فخا لكي يفشل”.
وقالت “ماري فينسنت باسديلوب”، التي تدير برنامج السفير العالمي في منظمة أوكسفام: إن “الأهداف الرئيسية لاستخدام المشاهير هي الوصول إلى جمهور لا تصل إليه المنظمة في الظروف العادية، وإقناعهم بالاهتمام بقضية ما مضيفة “أنها نقطة دخول أساسية للناس، وبعد ذلك لدينا أوراق السياسات والإجراءات على جميع المستويات الأخرى”.
إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟
ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …