‫الرئيسية‬ أخبار وتقارير إقالة التهامي.. أسباب صحية أم تسريبات أم نصائح هيكل بتغيير وجوه الانقلاب؟
أخبار وتقارير - ديسمبر 21, 2014

إقالة التهامي.. أسباب صحية أم تسريبات أم نصائح هيكل بتغيير وجوه الانقلاب؟

تضاربت التكهنات في مصر حول أسباب إقالة المشير عبد الفتاح السيسي لأستاذه السابق في المخابرات الحربية محمد فريد التهامي، الذي عينه رئيسا للمخابرات العامة، والذي كان أستاذا للسيسي في المخابرات الحربية بعد أن عزله الرئيس محمد مرسي.

حيث أكد خبراء أمن ومحللون أن إقالة التهامي وتعيين وكيل الجهاز خالد فوزي ترجع لأسباب صحية، حيث يعالج “التهامي” من شهرين في الخارج، فيما قال نشطاء ومحللون: إنه بسبب التسريبات التي صدرت من مكتب السيسي وبثتها قناة “مكملين”، بينما قال مراقبون وصحفيون: إن السبب هو نصيحة هيكل الأخيرة للسيسي بثورة داخل نظامه وتغيير الوجود.

وعلى غير العادة أُعلن الخبر، أمس السبت، بواسطة صحيفة مصرية مقربة من المؤسسة العسكرية هي صحيفة “الوطن”، التي يملكها رجل الأعمال محمد الأمين، ما أثار تساؤلات حول عدم صدور قرار رسمي بالإقالة، والاكتفاء بتسريب الخبر لهذه الصحيفة.

وأصدر السيسي قرارا رئاسيا بتعيين رئيس جهاز الأمن القومي اللواء خالد فوزي، رئيسًا لجهاز المخابرات العامة، خلفًا للواء محمد فريد التهامي، وقام الرئيس الجديد للجهاز، اليوم الأحد، بأداء اليمين بقصر الرئاسة.

ظروف صحية

وأكد اللواء سامح سيف اليزل، ضابط المخابرات السابق، في مداخلة هاتفية على قناة “سي بي سي”، مساء السبت، أن “التهامي” يعاني من ظروف صحية صعبة منذ شهرين ويعالج بالخارج، وأن استبعاد اللواء محمد فريد التهامي من رئاسة المخابرات جاء بسبب ظروفه الصحية فقط، مستبعدًا أن يكون قد تمت إقالته لأسباب أخرى تختلف عن ظروفه الصحية.

إلا أن مصادر صحفية لفتت إلى أن التهامي كان في مهمة خارجية، وقالت “كان التهامي في رحلة عمل للمملكة العربية السعودية، الأسبوع الماضي، والتقى فيها ولي العهد الأمير سلمان ووزير الدفاع ومدير المخابرات”.

وقال مصدر أمني- تعقيبا علي إعلان القرار بواسطة وسيلة إعلامية خاصة لا ببيان رسمي- إن “إعلان الخبر بشكل رسمي هو شأن رئاسي وفقا لأولويات سياسية”، ولم تصدر مؤسسة الرئاسة حتى الآن أي تصريح رسمي بشأن هذا الأمر.

التسريبات ونصيحة هيكل

بالمقابل كتب نشطاء وصحف موالية لحزب الحرية والعدالة يقولون، إن عزل التهامي جاء بسبب التسريبات التي خرجت من مكتب السيسي مؤخرا وبثتها قناة مكملين، وقالوا إنه “كبش فداء” هذه التسريبات، كما اعتبرت الكاتبة الصحفية نادية أبو المجد أن الإطاحة بالتهامي لها علاقة بتسريبات مكتب الرئيس السيسي الأخيرة، مشيرة إلى أن الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل هو من أشار على السيسي بذلك.

وكتبت أبو المجد- في تغريدات متتابعة على “تويتر” تقول- “التخلص من رئيس المخابرات العامة اللواء التهامي، اليوم، وكان مرسي قد أقاله وأعاده السيسي ربما يكون ثورة من السيسي ضد النظام كما نصحه هيكل”.

وأضافت، في تغريدة أخرى، “عراب الانقلاب هيكل نصح السيسي بأن يثور على نظامه.. وكدة”، وتابعت: “الإطاحة برئيس المخابرات العامة وعلاقته بالتسريبات عن تزوير مكان احتجاز د. مرسي اللي قال عنها النائب العام المتورط في التسريبات “الملفقة” وكدة”.

فيما رجح الدكتور سيف عبد الفتاح، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، الخبر المتداول عن إقالة اللواء محمد فريد التهامى رئيس المخابرات العامة المصرية، وتعيين اللواء خالد فوزي رئيس جهاز الأمن القومي، بأن رئيس المخابرات المقال “كان فاسدا” في جهاز الرقابة الإدارية.

وأضاف عبد الفتاح- أثناء مداخلة هاتفية لفضائية “الجزيرة مباشر مصر” مساء السبت- أن التهامي وجهت له تهم فساد في عهد الرئيس محمد مرسي.

واللواء فريد التهامي- الذي عزله الرئيس السابق محمد مرسي من رئاسة جهاز الرقابة الإدارية وأحاله إلى التقاعد بتهمة الفساد والتستر على أموال مبارك، وعين بعد سويعات من الانقلاب العسكري على رأس جهاز المخابرات العامة- هو صاحب فكرة توجيه تهمة “التخابر مع حماس” لمرسي، وحسب تقرير نشرته صحيفة النيويورك تايمز، كان صمام الأمان وضابط منظومة الفساد لدولة مبارك.

وكان الرئيس السابق عدلي منصور قد أصدر قرارا بتعيين اللواء فريد التهامي رئيسا لجهاز المخابرات العامة، في 5 يوليو 2013، بعد إقالة مرسي له، وفي حال تعيين مدير مخابرات جديد، جرى العرف على أن يتم اختيار واحد من ثلاثة، وهم “مدير المخابرات الحربية أو مدير الرقابة الإدارية أو أقدم وكيل في المخابرات العامة”.

ويعد تعيين وكيل أول الجهاز اللواء خالد فوزي خلفًا للواء محمد فريد التهامي، رئيس جهاز المخابرات العامة الحالي، هي الحالة الثانية التي يتم فيها تعيين مدير مخابرات من داخل الجهاز، حيث كانت المرة الأولى في عهد الرئيس السابق محمد مرسي، حينما عين اللواء محمد رأفت شحاتة خلفًا للواء مراد موافي، حيث كان “شحاتة” يعمل في الخدمة السرية للمخابرات العامة وقتها، ومسئولا عن ملف فلسطين.

 

4 براهين علي سيناريو التسريبات

وقد حدد مراقبون 4 براهين تؤكد على وجود العلاقة القوية بين تسريبات مكتب السيسي وبين إقالة تهامي اليوم، حيث نعرضها كالآتي:

أولا: تخمينات عمرو أديب

وبحسب مراقبين فإنه من المعروف أن الأجهزة الأمنية والمخابراتيه في مصر دأبت منذ فترة طويلة على إستباق أي قرار سياسي هام، ببعض التخمينات والتصريحات من قبل مذيعين وصحفيين موالين للسلطة، وهو ماحدث تماما مع الإعلامي “عمرو أديب” حيث تنبأ “أديب” بإقالة رئيس جهاز المخابرات منذ أسبوعين تقريبا.

وقال أديب في برنامجه “القاهرة اليوم” الذي يذاع على قناة “اليوم” الفضائية “إن الضابط الذي قام بتسجيل هذه التسريبات “مشي” ولن يقوم بالتسجيل مرة أخرى وهذه آخر حاجة يعملها”.

ومن المعروف أن عمرو أديب لن يدلي بتصريحات كهذه من فراغ، وأنه من المؤكد أن أجهزة سيادية أخبرته بذلك.

ثانيا: تحويل القضية للنيابة العسكرية

ويعد إحالة المستشار هشام بركات النائب العام لـ “أوراق التحقيقات” في قضية “تسريبات “مكتب السيسي” إلى النيابة العسكرية للتحقيق فيها في التاسع مع شهر ديسمبر الجاري, دليلا آخر على وقوف تلك التسريبات وراء الإطاحة بـ”التهامي” حيث أن النائب العام في بداية الأمر وصفها بالمزورة والملفقة، ولم يمضي يومين إلا وأحال أوراق القضية للنيابة العسكرية، ليتم بعدها بعشرة أيام إقالة رئيس المخابرات العامة.

ثالثًا: هيكل يعترف بصحة التسريبات

وكان الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل وهو أحد أبرز المقربين للسيسي قد أدلى بتصريحاتفي لقائه مع “لميس الحديدي” اعتبرها العديد من المراقبين أنها بمثابة تأكيد من على صحة “تسريبات مكتب السيسي”.

وكان هيكل قد صرح قائلا “في ظل الفوضى أستطيع أن أقول أن “الكل يسجل” لافتاً إلى أن اشرف مروان جاء له بجهاز يمكنه من التجسس على المكالمات ولكنه رفضه، وتابع وقتها تدخل الجيش لحماية الشعب ضد ميليشيات مسلحة، ولم يكن هناك دستور، وبالتالي فلا تهمني الاجراءات، من يريد الصالح العام لا يهمه شكل الاجراء.

وتابع قائلا “الذي لفت نظري في التسريبات – بصرف النظر مفبركة ام لا – هو أن هناك أناس يتصرفون بمنطق القانون بالرغم من أنه لم يكن هناك دستوراً حينها”.

وأشار مراقبون إلى إحتمالية أن يكون هيكل قد نصح السيسي بتغيير “رئيس مخابراته العامة” بغض النظر عن كونه المسؤل عن خروج تلك التسريبات أم لا، ومن المعروف أن السيسي دائما مايستجيب لنصائح “هيكل”

رابعا: إقالة التهامي وهو خارج البلاد

كما أشار المراقبون إلى أن الدلاله الرابعة على أن إقالة “التهامي” كانت بسبب تسريبات مكتب السيسي وليس كما تدعي مصادر أمنيه أن الإقالة بسبب ظروف صحية هي ” إقالة التهامي وهو خارج البلاد” حيث كان رئيس المخابرات العامة في مهمة رسمية منذ حوالي اسبوع إلى المملكة العربية السعودية والتقى هناك بعدد من المسؤلين السعودين، ماينفي زعم الأقاويل بإنه إقالته لأسباب صحية.

من هو رئيس الجهاز الجديد؟

واللواء خالد فوزي، رئيس جهاز المخابرات العامة الجديد، تخرج في نهاية سبعينيات القرن الماضي من سلاح المشاة، ثم التحق بجهاز المخابرات العامة برتبة نقيب، ويتدرج في مناصب الجهاز حتى صار مديرًا لهيئة الأمن القومي خلفًا للواء مصطفى عبد النبي، وقد عمل مستشارًا لرئيس الجهاز المقال منذ 3 أشهر، وكان مشرفًا على قضايا التجسس التي أعقبت ثورة 25 يناير، من أبرزها قضية إيلان جرابيل “الجاسوس الإسرائيلي” بميدان التحرير.

وعين الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك التهامي رئيسا لهيئة الرقابة الإدارية في 21 مارس 2004، وعقب ثورة 25 يناير وتولي الرئيس مرسي الرئاسة عزله، ونشرت صحف معلومات على لسان ضابط بجهاز الرقابة الإدارية، عن اتهام التهامي بالتستر على جرائم مبارك ورجاله، وعدم كشف أي من مخالفاتهم؛ ردا للجميل وحفاظا على المنصب لأطول فترة ممكنة، من خلال إقصاء وإبعاد الهيئة عن دورها الرئيسي في مكافحة الفساد والمفسدين.

حيث أقاله الرئيس “محمد مرسي” من منصبه كرئيس لهيئة الرقابة الإدارية، في 2 سبتمبر 2012، وعقب انقلاب الثالث من يوليو، كلفه المستشار “عدلي منصور” برئاسة المخابرات العامة المصرية، خلفا للواء محمد رأفت شحاتة في 5 يوليو 2013 .

التهامي صاحب فكرة سحق الإسلاميين

وسبق أن كشف تقرير لصحيفة “نيويورك تايمز”، في أكتوبر العام الماضي، عن أن اللواء محمد التهامي الذي عينه السيسي رئيسا لجهاز المخابرات العامة عقب الانقلاب مباشرة، هو مُعلَم وأستاذ الفريق السيسي، حيث كان التهامي هو رئيس المخابرات الحربية قبل السيسي وهو من رشحه لهذا المنصب.

ونقل مراسل صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية في القاهرة ديفيد كيركباتريك (DAVIDKIRKPATRICK) عن دبلوماسيين غربيين ومصريين مقربين من حكومة الانقلاب قولهم “إن التهامى برز كأحد أكبر المحرضين على الحملة القاتلة على الإسلاميين الرافضين للانقلاب وأنصار الرئيس، في محاولة لسحق جماعة الإخوان”.

وأشار مراسل “نيويورك تايمز” ديفيد كيركباتريك- في تقرير نشره 30 أكتوبر 2013 تحت عنوان :(Ousted General in Egypt Is Back, as Islamists’ Foe ) أو (عودة الجنرال المخلوع عدو الإسلاميين) في تقرير عما أسماه “أحد أقوى الجنرالات المصريين في عهد السيسي مدير المخابرات العامة محمد التهامي”- إلى أنه “أكثر المدافعين عن الحملة القمعية القاتلة الحالية” .

ونقل مراسل نيويورك تايمز، عن مسئولين غربيين اجتمعوا مع الجنرال التهامى وغيره من كبار مسئولي الحكومة التي يقودها الجيش، قولهم: “إنه كان الأكثر تشددا وعدو الإصلاح الأول”، وأضاف الدبلوماسي الغربي: “تحدث كما لو أن ثورة 2011 لم تحدث أبدا”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …