‫الرئيسية‬ ترجمات ودراسات بدء جولة الإعادة في الانتخابات الرئاسية التونسية
ترجمات ودراسات - ديسمبر 21, 2014

بدء جولة الإعادة في الانتخابات الرئاسية التونسية

فتحت مكاتب الاقتراع في تونس أبوابها أمام الناخبين للإدلاء بأصواتهم في جولة الإعادة للانتخابات الرئاسية التي يتنافس فيها المرشح المستقل والمحسوب على تيار الثورة محمد المنصف المرزوقي، والمرشح المحسوب على النظام القديم الباجي قائد السبسي مؤسس حزب نداء تونس، وسط مخاوف من تأثير المال السياسي على نتائج الانتخابات.

ووصل المرشحان لجولة الإعادة بعد أن حصل باجي قائد السبسي، الذي كان رئيسا للبرلمان في عهد بن علي، على 39 في المائة من الأصوات في الجولة الأولى في، نوفمبر الماضي، في حين حصل الرئيس الحالي المنصف المرزوقي على 33 في المائة.

وفتحت مكاتب الاقتراع أبوابها الساعة الثامنة بالتوقيت المحلي، حيث تمتد فترة التصويت لمدة عشر ساعات، باستثناء عشرات المكاتب التي خصصت لها الهيئة العليا المستقلة للانتخابات توقيتا استثنائيا، في حين يستمر التصويت بالخارج ثلاثة أيام، بدأت الجمعة وتنتهي اليوم.

وتعد الانتخابات الرئاسية المرحلة الأخيرة من “الفترة الانتقالية” التالية لثورة يناير 2011 التي أطاحت بنظام زين العابدين بن علي، وشهدت تلك الفترة انتخابات المجلس التأسيسي في 2011 الذي وضع دستورا جديدا للبلاد، مطلع العام الجاري، ثم انتخابات تشريعية، الشهر الماضي، ينتظر أن تسفر عنها مطلع العام المقبل حكومة ائتلافية منبثقة من أغلبية برلمانية بقيادة حزب نداء تونس.

ودعي إلى الانتخابات الرئاسية نحو 5.3 ملايين ناخب، بينهم 389 ألفًا يقيمون بالخارج ويتوزعون على 43 دولة.

وسيحكم الرئيس الجديد تونس لولاية من خمس سنوات قابلة للتجديد مرة واحدة، وفق الدستور التونسي الجديد الذي صادق عليه المجلس التأسيسي مطلع العام 2014.

ولا يمنح الدستور سوى صلاحيات محدودة لرئيس الدولة، لكن الاقتراع العام يمنحه وزنًا سياسيًا كبيرًا.

ويرى نشطاء أن فوز السبسي بالانتخابات الرئاسية بعد فوزه بالانتخابات التشريعية قبل أسابيع، بمثابة اغتيال لثورة الياسمين وعودة لنظام حكم زين العابدين بن علي، رغم التطمينات العديدة التي أطلقها السبسي من عدم رغبته في حكم البلاد بشكل منفرد.

وعبرت أوساط سياسية ونشطاء عن مخاوفها من التحضير لأكبر عملية شراء للأصوات خاصة بين صفوف الجبهة الشعبية (القوة الثالثة في الانتخابات) لتصعيد السبسي رئيسًا للبلاد.

وكان “محمد عبّو”، الأمين العام لحزب “التيار الديمقراطي”، طالب الحكومة بفتح ملف تمويل الأحزاب والسياسيين، وخاصّة التمويل الأجنبي، مشدّدا على أنه “من الضروري اعتبار الأموال التي تُرصد من الخارج لشخصيات سياسية موضوع تجريم”.

كما أن المرزوقي أعرب منذ إعلان ترشحه للانتخابات عن خشيته من “دخول المال الفاسد بقوة لإفساد هذا الاستحقاق الانتخابي”.

وكان إهداء الإمارات للسبسي سيارتين فارهتين مصفحتين، الأولى هي عبارة عن (مرسيدس إس 550 موديل 2012)، أما الثانية فهي من نوع (تويوتا لاند كروزر – استيشن موديل 2013)، مثيرًا للعديد من علامات الاستفهام، ويفضح مدى تدخل الإمارات في لعبة الانتخابات التونسية.

وأثارت تلك الـ”هدية” الثمينة من الإمارات لرئيس حزب “نداء تونس”، ضجة في الوسط التونسي، واعتبرها نشطاء وحقوقيون “رشوة سياسية”، ومخالفة للقانون التونسي، كما أن زيارة رجل الأعمال المصري الداعم للانقلاب على أول رئيس منتخب في مصر وأحد أهم مموليه نجيب ساويرس لتونس ولقائه مع السبسي لتهنئته بفوز حزبه في الانتخابات، ودعم “العلاقات الثنائية”- على حد وصفه- زادت تلك المخاوف.

من جانيه، قال المرشح المستقل للرئاسة والرئيس المنتهية ولايته المنصف المرزوقي، عقب الإدلاء بصوته صباح اليوم: إن بلاده حققت “نقلة سلمية” بتنظيم انتخابات تشريعية ثم رئاسية عقب ثورة 2011 التي أطاحت بحكم الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي، معربا عن أمله في أن يتسم اقتراع اليوم بالنزاهة، وعن استعداده لتهنئة خصمه قايد السبسي إذا فاز.

وفي تصريحات صحفية، عقب خروجه من مركز اقتراع القنطاوي بمحافظة سوسة (وسط)، ذكر المرزوقي “حققنا نقلة سلمية وأتممنا المرحلة الانتقالية بسلام، وحققنا جميع أهداف المرحلة الانتقالية (بعد الثورة)، وكتبنا الدستور، وأنجزنا الانتخابات في آجالها وهي انتخابات حرة، والآن نتمنى أن تكون نزيهة، وواجب أن تكون نزيهة”.

وكان المرزوقي أول من دخل مكتب الاقتراع لدى افتتاحه في الثامنة صباحا، حيث كان أول المقترعين.

وأضاف المرزوقي: “رسالتي اليوم لجميع التونسيين: قوموا بواجبكم الانتخابي، ومستقبلنا مرهون بهذه الانتخابات بسلام وتآخٍ وبحرية تامة ونزاهة كاملة، وبطبيعة الحال اللعبة الديمقراطية تقتضي أن نقبل جميعنا بنتيجة الصندوق وبكل روح رياضية، وعلى الذي ينتصر أن يعتبر نفسه رئيس كل التونسيين”.

وتابع: “أنا مستعد لتهنئة خصمي إذا فاز، وأنتظر أن يقوم بتهنئتي إذا ما فزت، وأن نضع أيدينا في يد البعض بعد هذه الانتخابات التي صار فيها بعض الوجع، وهذه طبيعة المراحل الديمقراطية وطبيعة الانتخابات.”

وتابع المرزوقي “ولما نقارن مستوى العنف الموجودة في بلدان أخرى فهو لا يقارن، فنحن شعب مسالم، وانتخاباتنا كانت مسالمة، وبعض الكلمات من هنا وهناك لا يجب أن تنسينا أن نضع أيدينا في يد البعض، ونعمل من أجل الوطن، وإن شاء الله تتواصل مسيرتنا سلمية وحضارية.”

يذكر أن المرزوقي تعرض لمحاولة تهجم من أنصار منافسه الباجي قايد السبسي في انتخابات الدور الأول للرئاسة التونسية، الشهر الماضي، حين توجه ظهرا للتصويت في مكتب الاقتراع نفسه. وجرت عملية التصويت هذه المرة في أجواء هادئة.

من جهته، دعا رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات شفيق صرصار، المرشحين إلى الامتناع عن التصريح بأي نتائج قبل أن تعلن الهيئة النتائج بشكل رسمي، وإلى التعهد بقبول تلك النتائج وعدم التشكيك فيها.

وذكرت الهيئة الانتخابية أنه يمكن أن تُعرف النتائج قبل منتصف ليل الإثنين، على أن تُعلن الهيئة اسم رئيس تونس الجديد في أقصى تقدير الأربعاء المقبل.

من جهة أخرى أصيب، مساء أمس السبت، جندي تونس، مكلف بحراسة مركز اقتراع بمنطقة عين زينة في محافظة القيراون، وسط البلاد، إثر إطلاق مجهولين النار من سيارة، على دورية تحرس المركز، حسب شهود عيان.

وحسب الشهود، لاذت السيارة بالفرار، في حين تقوم وحدات من قوات الأمن والجيش بعملية تمشيط للمكان والجبال المحاذية. وأفاد الشهود أيضا بأنه تم نقل الجندي إلى مستشفى قريب.

ولم تعلن على الفور أي جهة مسئوليتها عن الحادث، غير أن فيديو منسوب لتنظيم “داعش”، توعد قبل أيام بتنفيذ اغتيالات سياسية وعمليات في تونس، فضلا عن إدانة العملية الانتخابية بشدة، وهو ما ساهم في زيادة وتشديد الإجراءات التأمينية الخاصة بالعملية الانتخابية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …