‫الرئيسية‬ أخبار وتقارير تسريبات: الجهات الأمنية تختار مرشحي قوائم برلمان 2015 الداعمة للسيسي
أخبار وتقارير - ديسمبر 18, 2014

تسريبات: الجهات الأمنية تختار مرشحي قوائم برلمان 2015 الداعمة للسيسي

كشفت تسريبات عن مصادر سياسية مطلعة مع عدد من المؤشرات، عن تدخل جهات أمنية وسيادية ومستشارين لرئاسة الجمهورية في إدارة العملية الانتخابية بمصر، واختيار قوائم المرشحين لبرلمان 2015، الذي قال مقربون من المشير السيسي “إنه سيكون “الظهير السياسي” له، وذلك بشكل مباشر لضمان عدم تحوله إلى منصةٍ لمعارضة الرئاسة، وذلك وسط انتقادات وتململ من قوى حزبية لغياب الشفافية ومؤشر للتزوير وحسم نتائج المقاعد مسبقا لأشخاص بعينهم.

وقالت المصادر، التي رفضت ذكر اسمها، إن هذا التدخل المباشر جاء لضمان برلمان، ومن ثم حكومة موالية للسيسي، على اعتبار أن دستور 2014 يمنح صلاحيات كبيرة لرئيس الحكومة القادمة، والتي سيشكلها الحزب أو الائتلاف الفائز بالأغلبية، والمقرر عقدها قبل نهاية مارس المقبل.

وكشف مصدر سياسي مطلع أن “الجهات الأمنية تختار مرشحي القائمة، دون مشاركة من الأحزاب، وتضع شروطًا في صفة المرشح، وهي إما أن يكون قانونيا أو سياسيا، أو من أساتذة الجامعات”، وأن يكون مواليا للسلطة الحالية والمجلس العسكري.

وقال: “إن كمال الجنزوري، الذي يشغل منصب المستشار الاقتصادي للرئيس عبد الفتاح السيسي، يجري حاليا مشاورات مع القوى السياسية والأحزاب للانضمام إلى قائمة “الدولة” الانتخابية، وأن الاجتماعات تجري بمقر وزارة التخطيط، وأن جهات سيادية أقنعت المهندس نجيب ساويرس، مؤسس حزب المصريين الأحرار، بالانضمام لقائمة الجنزوري”.

ظهير سياسي لا معارض

وفور فوز السيسي بالرئاسة، كشفت تهاني الجبالي، نائب رئيس المحكمة الدستورية العليا سابقًا في 11 يونيو الماضي، أن “جهات سيادية نسقت معها لبحث تشكيل قوائم انتخابية تهيمن على برلمان 2014 وتكون “ظهيرا” للسيسي”، وقالت “إنها “مكلفة- من هذه الجهات- بإعداد أربع قوائم تقود إحداها حتى الفوز برئاسة البرلمان، كما أنها ستنسق للخوض مع تحالفها للمنافسة على معظم المقاعد الفردية”.

ومع فشل “تهاني”، ووقوع تضارب وخلافات بين المتطوعين لقيادة هذا الظهير السياسي الموالي للسيسي، بدأت تظهر أسماء مختلفة، منها “تيار الاستقلال والجبهة المصرية”، واستقر المطاف على الجنزوري لخبرته السياسية كي يجمع هذه الائتلافات المتعارضة في المصالح.

كما أعلنت أحزاب- أسسها عسكريون فور تولي السيسي الرئاسة في منتصف يونيو 2014- عن سعيها لتشكيل ظهير سياسي للسيسي، وقال صموئيل عشائي، المدير الإعلامي لمكتب اللواء مراد موافي مدير المخابرات السابق: إن موافي سوف يقود أكبر تحالف سياسي لدعم السيسي في البرلمان وتوفير المساندة له، وأنه سيقود تحالفًا سياسيًا يضم 8 أحزاب سيتحدون.

ويقول مراقبون، إن تصارع العسكريين على رئاسة أحزاب والإعلان عن دعمهم للسيسي، أثر بالسلب على صورة الانتخابات المقبلة، لهذا صدرت إشارات رئاسية ضمنية لهذه الأحزاب العسكرية بالتواري، وظهر الجنزوري في الصورة كموحدٍ للائتلافات بدلا من رئيس المخابرات السابق.

تدخل رأس الدولة

وقد ظهرت أيضا مؤشرات عن حجم تدخل رأس الدولة، ممثلا في بعض رجال الاعمال وأبرزهم ساويرس، ونواب سابقون للحزب الوطني، اشترطوا “كوتة” في البرلمان المقبل، وجرى ترشيح بعضهم بالفعل على قوائم “تيار المستقبل”.

أيضا لوحظ لعب بعض مستشاري الرئاسة دورا حزبيا في إدارة انتخابات مجلس النواب، مثل مستشار الرئيس للشئون الأمنية ومكافحة الإرهاب اللواء أحمد جمال الدين، ومستشار الرئيس للشئون الاقتصادية كمال الجنزوري، وبعضها كان علانية تحت سمع وبصر الإعلام وباجتماعات يعلن عن نتائجها في تشكيل تحالفات وقوائم انتخابية.

ويعد ممارسة الاثنين لدور سياسي وحزبي مخالف للدستور، الذي أوجب حيادية أجهزة الدولة تجاه جميع الأحزاب وليس دعم بعضها وتهميش البعض الآخر.

وشملت لقاءات للجنزوري وجمال الدين منفردين عددا من الأحزاب وقيادات التحالفات السياسية وأحزاب أسسها قيادات عسكرية ولواءات؛ لمحاولة التقريب بينها والتوسط للصلح أحيانا، وأصبح “الجنزوري يوصف بـ”عراب البرلمان” ومهندس الظهير السياسي للسيسي بمجلس النواب.

وقد انتقدت قيادات حزبية تخشى خسارة مقاعدها في البرلمان المقبل، تدخلات الجنزوري بتشكيل القوائم، مثلما صرح أنور السادات رئيس حزب الإصلاح والتنمية، في 14 ديسمبر الجاري، الذي قال: “إن تحالف الجنزوري يسعى للاعتماد على نواب سابقين وجدد يدعمون الدولة”.

واعتبر “السادات” “أنَّ تشكيل الجنزوري قائمة انتخابية- وهو مستشار للرئيس عبد الفتاح السيسي للشئون الاقتصادية ويباشر عمله من هيئة الاستثمار- يثير الشكوك، مرجحًا أن تسود حالة من التأييد المطلق للنظام في حالة نجاح هذا التحالف”.

ولم يقتصر دور “الجنزوري” و”جمال الدين” على عقد لقاءات بقيادات التحالفات وتشكيل القوائم، فاللواء أحمد جمال الدين هو مؤسس “جبهة مصر بلدي” ومنسقها العام، ولم يعلن تخليه عن هذا المنصب للآن- وهي الجبهة التي تحولت بعد ذلك لحزب سياسي هو حزب “مصر بلدي” بقيادة اللواء قدري أبو حسين، والذي يعد المكون الرئيسي لتحالف الجبهة المصرية، الذي يرأسه المرشح الرئاسي السابق أحمد شفيق، ويرشح أسماء من أعضاء الجبهة للقوائم.

وخلال حفل تكريم اللواء أحمد جمال الدين في 20 نوفمبر الماضي- أي بعد توليه منصب مستشار الرئيس للشئون الأمنية بأسبوعين- قال مصدر مطلع “إنه بذل جهدًا خلال الحفل لرأب الصدع وإنهاء الخلافات بين قيادات تحالف الجبهة المصرية، وذلك بعد رفض أحزاب الغد والمؤتمر المشاركة في قائمة “الجنزوري” الانتخابية، لافتًا إلى رفض أحمد جمال الدين أي انتقادات للجنزوري.”

وأعلن “الجنزوري”، مستشار الرئاسة، قيادة تحالف لتشكيل قائمة وطنية موحدة لخوض الانتخابات، انضم لها بالفعل معظم أحزاب “تيار الاستقلال” وتحالف الجبهة المصرية.

وعقد “الجنزوري” لقاءات بقيادات عسكرية أسست أحزابا سياسية، منهم مؤسس حزب “مصر العروبة” ورئيس الأركان الأسبق للجيش المصري الفريق سامي عنان، الذي التقى الجنزوري بمكتبه لمدة تقارب الثلاث ساعات في نهاية أكتوبر الماضي.

وتناول اللقاء رغبة الفريق عنان في مشاركة حزبه بقائمة الجنزوري الوطنية، التي يُعدها من عدة تحالفات وائتلافات انتخابية، وذلك بعد تنسيق مشترك بين الطرفين واتصالات عديدة بينهما على مدار الأيام الماضية لإجراء ذلك اللقاء.

وبحسب مراقبين، يسعى “عنان” من خلال حزبه إلى القيام بدور مماثل للجنزوري، في جمع القوى الشعبية والسياسية، مستغلاً في ذلك علاقاته بالقبائل العربية والكثير من عائلات الصعيد وغرب الدلتا.

وينسق “الجنزوري” أيضا بقوة مع حزب الحركة الوطنية، أبرز أحزاب ائتلاف الجبهة المصرية الذي أسسه الفريق أحمد شفيق.

ورغم نفي الجنزوري أي علاقة للرئيس السيسي بـ”القائمة الوطنية”، إلا أن “الجنزوري” مستشار الرئيس، كان حاضرا في كل المناسبات الوطنية وحاضرا بحفل تنصيبه، ويرافقه بشكل دائم بالصف الأول، ما يفسره مراقبون بأن الجنزوري يستكمل دعمه بتشكيل هذه القائمة.

معارضون للجنزوري

وقد أعلن تحالف الوفد المصري، ومن قبله أحزاب “المؤتمر والغد والتجمع” رفض الانضمام لقائمة الجنزوري، على خلفية “غياب الشفافية” وعدم معرفتهم من يقوم باختيار المرشحين في القائمة، وأن جهات سيادية أقنعت المهندس نجيب ساويرس بالانضمام لقائمة الجنزوري.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …