“أفاعي سجن القناطر” تطارد حرائر ضد الانقلاب
يبدو أن سمعة سجن القناطر القديمة التي برزت إبان تصوير أحد أبرز أفلام السينمائية المصرية “حب في الزنزانة” عام 1983م، قد عادت من جديد للظهور في الواجهة، لكن هذه المرة عبر جزء أكثر بشاعة وديراماتيكية.
ْ
“زنازين في الزنزانة” .. هكذا كشفت الفتيات المعتقلات في سجن القناطر علي ذمة قضايا رأي لمناهضة النظام الحالي، والتي تعرف في سجلات السجن باسم القضايا السياسية.
ْ
تقول والدة إحدى الطالبات المعتقلات من جامعة الأزهر -والتي فضلت عدم الكشف عن اسمها حرصا علي سلامة ابنتها- إن الطالبة المعتقلة خرجت إليهم في الزيارة الأسبوعية تحمل علي وجهها فزعا لم يكن باديا من قبل.
ْ
وقالت والدة الطالبة إن ابنتها أخبرتها أنهن ينمن وسط الزنزانة في نبطشيات حراسة دورية من أجل انتقاء شر ثعابين بدأت في الظهور عبر شقوق الزنازين وحماماتها.
ْ
وحكت الطالبة لوالدتها كيف أن حريقا شب بحديقة السجن أسفرت عن هروب الحشرات والزواحف إلي العنابر المجاورة لها.
ْ
وقالت الطالبة إن ثعبانا كبيرا تمكنت الفتيات من قتله في عنبر الإيراد – التحقيق أكبر عنابر السجن والذي يضم زنازنة المعتقلات السياسيات.
ْ
وأكدت أن دقائق مرت قبل أن يسمعن صراخ السجينات الجنائيات في الزنزانة المجاورة قبل أن يكتشفن أنهن قتلن ثعبانا آخر لا يقل ضخامة عن ثعبانهن.
ْ
ْ
موقف إدارة السجن
ْ
إدارة سجن القناطر، حسب تصريحات أهالي الطالبات المعتقلات، تجاهلت الأمر تماما، رغم مطالبة الفتيات بإثبات ما جرى عبر محضر رسمي.
ْ
وقالت طالبة إنها حين اشتكت لضابط بالسجن عن خطر تعرضهن لسم الثعابين القاتلة، أجابها: “لما يبقي حد منكم يموت هنبقي نعمل محضر”، حسب الطالبة.
ْ
ورغم أن إدارة السجن قد سمحت للفتيات الجنائيات بنشر مادة “الشيح” الطاردة للثعابين، إلا أن حرمان زنزانة السياسيات من الشيح، في ظل انتشار الفئران، التي تعد الوجبة الأشهي للثعابين، تجعل تلك الزنازين عرضة لاستقبال مزيد منها.
ْ
ْ
طالبة تحكي..
ْ
من جهة أخرى، كشف الطالبة الأزهرية المفرج عنها مؤخرا، دارين مطاوع، أنها كانت محبوسة في ذات العنبر -عنبر التحقيق- الذي ظهرت فيه الثعابين.
ْ
ووصفت دارين شكل الزنزانة بأنها تضم نافذة علي الطراز القديم الضخم الذي يستوعب نصف الجدار، مؤكدة أن الجنائيات قد حطمن “الشيش” الخاص به في الاعتداء الشهير علي الفتيات السياسيات مطلع يونيو الماضي، فيما عرف وقتها بمجزرة سجن القناطر.
ْ
وتتابع دارين القول بأن النافذة لم يعد لها حائلا سوى قطبان الحديد الواسعة التي تسمح بمرور الزواحف بأريحية تامة.
ْ
وتستأنف القول بأن مقلب قمامة السجن يقع تماما بجوار تلك النافذة، مؤكدة أن وجود ثعابين في الزنزانة أمر متوقع إثر وجود كل المقومات التي تسمح بذلك.
ْ
موقف حقوقي..
ْ
إلي ذلك، أدان المرصد المصري للحقوق والحريات انتشار الثعابين في عنابر السياسيات بسجن القناطر.
ْ
وأكد بيان صادر عن المرصد، بثه ناشط حقوقي مختص بالنظر في قضايا الفتيات المعتقلا عبر صفحته بالفيس بوك: “انتشار عدد كبير من الثعابين في العنابر المتاخمة لحديقة سجن القناطر إثر اشتعال النار في أشجارها الأسبوع الماضي ما أدى لهروب الثعابين إلى العنابر”.
ْ
وحسب الناشط الحقوقي، فقد “قتلت السجينات الجنائيات ثعبانا في عنبر 9 المجاور للحديقة .. قبل أن يظهر ثعبان آخر في عنبر الفتيات السياسيات المجاور (عنبر الإيراد – التحقيق) واللاتي صرخن حتي حضرت سجينة جنائية وقامت بقتله”.
ْ
وأكد أن الفتيات اشتكين “عبر رسالة مسربة، وصلت إليه نسخة عنها، من أن إدارة السجن تجاهلت إثبات الأمر في محاضر رسمية أو تمشيط الزنازين.. بينما اكتفى أحد الضباط بالرد علي إحدي طالبات الأزهر اللاتي اشتكين له تهديد الثعابين لحياتهن بالقول: لما حد منكم يموت هنبقي نعمل محضر”.
ْ
وقال إنه “لم يتثن للطالبات المعتقلات معرفة مدى سُمية الثعابين أو درجة فتكها نظرا لانعدام الخبرة حيال هذا الأمر.. لكنهن أكد وجود الفئران بعدد كبير داخل العنابر .. وهي الطعام المفضل لدي الثعابين التي بالطبع ستنتشر في العنابر بحثا عنها”.
ْ
وبحسب رسالة الطالبات .. فإن الفتيات المعتقلات تنمن حاليا في شكل نبظشيات متبادلة .. ويحرصن علي البقاء قي منتصف الزنزانة بعيدا عن الثقوب التي تملأ الحوائط .. كما غدت عملية دخول الحمام قطعة من الرعب والمغامرة.
ْْ
جدير بالذكر أن الفتيات السياسيات المعتقلات في سجن القناطر يجرى حبسهن في عنبرين رئسيين هما عنبر العسكري وعنبر التحقيق..
ْ
وفور حصول مجزرة القناطر، تم ترحيل أغلب فتيات عنبر العسكري إلي سجون أخري، بينما تم توزيع الباقيات علي زنازين الجنائيات مع وعد لهن بالعودة فور الانتهاء من ترميم العنبر.
ْ
ولكن وبعد الانتهاء من إعادة ترميم عنبر العسكري.. امتنعت إدارة السجن عن إعادة الفتيات إلي عنبرهن النظيف نسبيا .. حتى تم القبض علي مجموعة سناء سيف فتم وضعهن في العنبر .. بينما بقيت معتقلات جامعة الأزهر في حضرة الجنائيات.
ْ
ويشار إلي أن عدد الفتيات المعتقلات في سجن القناطر يبلغ حاليا 34 فتاة من أصل 47 فتاة علي مستوى الجمهورية .. لتصبح المعتقلات السياسيات في مصر أكبر عددا من الأسيرات الفلسطينيات البالغ عددهن 15 أسيرة.
إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟
ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …