معركة “إدلب”.. خسارة فادحة لبشار ومرحلة جديدة لتوحد الفصائل السورية
نجحت الفصائل السورية المسلحة في توجية ضربة قوية لنظام بشار الأسد وقواته بعد سيطرتها على معسكري وادي الضيف والحامدية، أكبر معسكرين لقوات النظام في ريف إدلب (شمال سوريا)، بعد معارك استمرت يومين.
معركة إدلب حاول النظام بكل قوته منع سقوط المعسكرين فيها باستخدام المدفعية والطائرات إلا أنه لم ينجح بعد أن استطاعت الفصائل المعارضة السيطرة على المعسكرين؛ وتحرير أكثر من 20 حاجز حولهما، وكذلك تدمير عشرات الدبابات واغتنام آليات ثقيلة وكميات هائلة من الذخائر، فضلا عن قتل أكثر 50 عنصراً من قوات النظام.
ويأتي تحرير المعسكرين بعد أكثر من سنتين من الحصار، تخللتها 4 محاولات لاقتحامهما، استخدمت خلالها الفصائل السورية الأنفاق؛ لتفجير الحواجز المحيطة بهما.
محاولة النظام لمنع سقوط المعسكرين يأتي للأهمية الاستراتيجية لهما ، حيث يوجد فيهما أكبر خزانات وقود “كروسين”، وكميات كبيرة من السلاح والذخيرة، إلى جانب موقعهما الاستراتيجي، وقربهما من الطريق الدولي، وقيام قوات النظام فيهما بقصف قرى وبلدات ريف إدلب.
وقد أدت السيطرة على المعسكرين إلى إفشال خطة قوات النظام؛ الهادفة للتقدم باتجاههما من ريف حماه الشمالي، بعد أن تمكنت من السيطرة على مدينة مورك، ومتابعة الطريق باتجاه حلب، وفرض حصار عليها.
توحد الفصائل في عملية إدلب
واللافت في عملية تحرير معسكري إدلب هوالتوحد الذي اتسمت به المعركة بين الفصائل السورية، حيث أكد المتحدث الرسمي باسم المعركة أبو بكر في تصريحات صحفية أن الفصائل الرئيسية التي شاركت في المعركة هي جبهة النصرة، وحركة أحرار الشام، وبعض الفصائل المنضوية تحت الجيش الحر، مشيرا إلى أن المعركة تم التخطيط لها من زمن، وطلبت جبهة النصرة المشاركة فيهان وتم التنسيق بينها وبين أحرار الشام وبعض فصائل الجيش الحر.
يشار إلى أن النظام حاول خلال تسعة أشهر إرسال إمدادات وتعزيزات لمنع سقوط وادي الضيف، ولكن ذلك كلفه أكثر من 150 بين دبابة وآلية دُمرت جميعها على طريق مدينة مورك بريف حماة الشمالي.
وشكلت معركة إدلب تطور عسكري ملحوظ في صالح المعارضة المسلحة وأول اختراق كبير لجيش النظام سيتبعه-بحسب أوساط سياسية ونشطاء- تغييرا كبير خاصة للأهمية الاستراتيجية للمعسكرين والارتفاع المعنوي للثورا وكذلك قد تكون مدخلا لتصحيح العلاقة بين فصائل المعارضة المسلحة والتي كان بينها تباينات كبيرة.
من جانبه يقول الخبير العسكري والإستراتيجي أسعد الزعبي في تصريحات صحفية، إن سيطرة المعارضة على معسكري وادي الضيف والحامدية تشكل منعطفا مهما على الأرض، بالنظر إلى أن هذين المنطقتين تمثلان عقدة الطرق المهمة وعقدة الإمداد لقوات النظام، الذي حاول عبثا خلال مراحل كثيرة رفع الحصار الذي فرضته المعارضة عليهما منذ عام ونصف العام لكنه فشل.
وأضاف أن قوات المعارضة استخدمت كل وسائل التكتيك العسكري، واستغلت عنصر المفاجأة في تحقيق هذا الانتصار، معتبرا أن هذا التقدم للمعارضة يمثل خسارة كبيرة جدا للنظام، ومن الصعوبة أن يعوضها بعمليات في أماكن أخرى.
وبشأن انعكاسات هذا الانتصار على الوضع السياسي، يرى الزعبي أنه “دقّ آخر مسمار في نعش مبادرة دي ميستورا التي كانت المعارضة تخجل من رفضها”، معتبرا أن تقدم المعارضة يعطي دفعة كبيرة للسياسيين لرفض المبادرات والحلول السياسية التي تتجنب رحيل النظام.
وكان مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان دي مستورا اقترح على مجلس الأمن يوم 3 نوفمبر الماضي خطة تجميد الصراع في بعض مناطق سوريا، والبدء بمدينة حلب لقيمتها الرمزية بين السوريين.
من جانبه، قال الكاتب والباحث السياسي السوري عمر كوش في تصريح صحفي إن هذين المعبرين يشكلان أهم معبرين إستراتيجيين في إدلب، مشيرا إلى أن السيطرة عليهما تمت باستخدام عنصر المباغتة والتجمع الكثيف للمقاتلين عبر الوحدة بين العديد من الفصائل وليس فقط جبهة النصرة والجماعة الإسلامية، وبالتالي المغزى تم بوحدة المقاتلين وعنصر المفاجأة.
ويؤكد كوش أن هذا الانتصار يقدم درسا كبيرا لفصائل المعارضة بأنه عندما توحدت تحت قيادة مشتركة وتخطيط مشترك ولهدف واحد، استطاعت السيطرة على منطقة بهذه الأهمية الإستراتيجية، في حين أنهم لم يفلحوا في ذلك على مدى عامين لعدم توافر الوحدة.
200 ألف قتيل
من جهة أخرى، رفعت الأمم المتحدة تقديراتها لعدد القتلى في سوريا منذ مارس 2011 إلى مائتي ألف بدلا من مائة ألف في فبرايرالماضي، فضلا عن نحو خمسة ملايين طفل بحاجة إلى مساعدة عاجلة.، وفي هذه الأثناء جدد مجلس الأمن مطالبته بوقف القتال بين النظام وكتائب المعارضة المسلحة.
وقالت مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية فاليري آموس في جلسة لمجلس الأمن أمس الاثنين حول الأوضاع الإنسانية في سوريا, إن النظام السوري والمعارضة ينتهكان القانون الدولي الإنساني.
واتهمت المسؤولة الأممية النظام باستخدام البراميل المتفجرة في المناطق المكتظة بالسكان، وبشكل خاص في حلب وحماة وإدلب وريف دمشق ودير الزور ومناطق أخرى، وذلك خلال الأشهر الخمسة الأولى بعد القرار 2139، مضيفة أن منظمة هيومن رايتس ووتش وثقت أكثر من 650 موقعا رئيسيا لحقت بها أضرار نتيجة استخدام البراميل المتفجرة.
وفي هذه الأثناء، جدد مجلس الأمن الدولي مطالبته النظام السوري وقوات المعارضة المسلحة بإنهاء الصراع بينهما، مؤكدا أن “الحل السياسي هو السبيل الوحيد للخروج من الأزمة” في سوريا.
وفي تصريحات للصحفيين بمقر الأمم المتحدة في نيويورك مساء أمس الاثنين، قال الرئيس الدوري لمجلس الأمن السفير شريف محمد زيني -مندوب تشاد الدائم لدى الأمم المتحدة- إن “أعضاء مجلس الأمن طالبوا طرفي الصراع في سوريا بوضع نهاية للنزاع بينهما”.
وأكد رئيس مجلس الأمن على “دعم كافة ممثلي الدول الأعضاء بالمجلس دي مستورا بتجميد الصراع في بعض مناطق سوريا، والبدء بمدينة حلب” (شمال غرب).
إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟
ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …