‫الرئيسية‬ اقتصاد تراجع أسعار النفط يقلص المساعدات العربية لمصر ويدخلها في أزمة اقتصادية جديدة
اقتصاد - ديسمبر 15, 2014

تراجع أسعار النفط يقلص المساعدات العربية لمصر ويدخلها في أزمة اقتصادية جديدة

مع الانخفاض الحاد الذي تشهده أسعار النفط، والخسارات المتوالية لأسواق الأسهم الخليجية والمصرية، يواجه الاقتصاد المصري أزمة جديدة تضاف إلى نكباته التي يعاني منها، في ظل تقليص المساعدات الخليجية لمصر، مما يمهد لتعثر الاقتصاد المصري من جديد، والذي اعتمد بشكل كبير على المنح الخليجية منذ 30 يونيو والإطاحة بالرئيس المنتخب د. محمد مرسي.

وتوقعت وكالة التصنيف الائتمانى «موديز» هبوط إيرادات دول الخليج بنحو 220 مليار دولار خلال 2015، على أساس احتساب أسعار النفط عند مستوى من 80 إلى 85 دولارًا للبرميل، فى الوقت الذى سترتفع فيه المصروفات بواقع 11 مليار دولار، ما يزيد من احتمالات تراجع المساعدات الخليجية لدول الجوار وبينها مصر.

وحذر صندوق النقد الدولى، من أن استمرار انخفاض أسعار البترول على المدى المتوسط، سيُلحق أضرارًا بالغة باقتصادات دول الخليج، وعلى رأسها السعودية والإمارات والكويت، ويقلص من تقديمها لمساعدات خارجية لبعض دول الجوار ومن بينها مصر.

وشهد عام 2014 تراجعًا شديدًا في المساعدات العربية المقدمة لمصر، مقارنة بالعام الماضي، خصوصًا المساعدات النقدية؛ حيث استبدلت دول الخليج بالمساعدات النقدية موادا بترولية، في ظل تراجع أسعار النفط، فبحسب تقارير وزارة المالية، فإنَّ المساعدات الخليجية خلال الأشهر الأربعة الأولى من العام المالي الحالي، أي من يوليو حتى أكتوبر 2014، لم تتجاوز في مجموعها 151 مليون جنيه فقط، مقارنة بالمساعدات المقدمة خلال العام الماضي، والتي بلغت خلال السنة المالية 2013 / 2014 نحو 16.7 مليار دولار (بما يعادل 117مليار جنيه)، وذلك بحسب البيان المالي الخاص بالموازنة المصرية الحالية 2014 / 2015.

وكشف مصدر مسئول بوزارة التعاون الدولى-رفض نشر اسمه- في تصريحات إعلامية، أن “هناك مخاوفا خليجية من إعلان مساعدات نفطية أو مالية جديدة لمصر، خلال الفترة الحالية؛ بسبب الهبوط المفاجئ فى أسعار النفط”، مضيفا أن “دولا خليجية عبرت – فى أكثر من لقاء رسمى – عن مخاوفها من هبوط الموازنات، خاصة فى الكويت والإمارات، لكن السعودية ليست لديها نفس المخاوف، ومن المتوقع أن تستمر فى دعم مصر؛ لأنها تمتلك احتياطيا نقديا يصل إلى 275 مليار دولار”، بحسب المصدر.

من جانبه، قال مدحت يوسف، نائب رئيس هيئة البترول سابقًا والخبير البترولي – في تصريحات إعلامية- إن “انخفاض أسعار النفط عالميًا، سيؤثر بالتأكيد على السعودية التي تنتج يوميًا 12 مليون برميلا، رغم أنها الدولة الأكثر قوة وتأثيرًا في “أوبك”.

وقد تراجعت أسواق الأسهم الخليجية بشكل حاد في اليوم الأول من التداولات، الأحد 14 ديسمبر؛ لتراجع أسعار الخام إلى مستويات دنيا جديدة؛ حيث انخفضت أسعار النفط دون مستوى 60 دولارا، وهوت مؤشرات البورصة المصرية على نحو حاد لدى إغلاق تعاملات، أمس 14 ديسمبر.

وقد خسر رأس المال السوقى لأسهم الشركات المقيدة بالبورصة المصرية نحو 21.3 مليار جنيه، ليصل إلى 486.6 مليار جنيه، وتمثل خسارة، أمس، رابع أكبر خسارة يومية فى تاريخ البورصة المصرية، والأكبر منذ عامين.

وأعلنت الكويت، اليوم، عن تقليص عزمها الإنفاق بنسبة 17 في المئة العام المقبل، مع توقعات بخسائر تتجاوز 30 مليار دولار سنويا؛ بسبب استمرار انخفاض أسعار النفط.

ونقلت مراسلة “راديو سوا” الأمريكي عن مصادر كويتية، قولها “إن تراجع النفط الكويتي إلى 57 دولارا للبرميل، يقف وراء عزم الحكومة تقليص الإنفاق في الموازنة المقبلة التي ستضعها وزارة المالية، في نيسان/ إبريل 2015″، مشيرة إلى أن عائدات النفط تمثل 94 % من إيرادات ميزانية السنة الماضية في الكويت.

وأشار توماس فريدمان، في مقال له بصحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، اليوم 15 ديسمبر، إلى انخفاض السعر العالمي للنفط، حيث عرض “فريدمان” رسالة الخبير الاقتصادي “فيل فيرلاجير” التي يقول فيها “انخفاض سعر البترول، هو وسيلة تستخدمها بعض الجهات مثل المملكة العربية السعودية، من أجل مواجهة تهديدات الطلبات الكثيرة والمتزايدة على النفط، وحتى تتمكن من السيطرة على أكبر قسم في السوق العالمي للبترول”.

وأضاف فيرلاجير “استمرار نقص سعر النفط العالمي، يؤخر من بيع واستخدام مصادر الطاقة صديقة البيئة، والوقود النظيف، واستخدام الطاقة الشمسية وغيرها”.

وأكد “فريدمان” أن انخفاض أسعار النفط العالمي، بإمكانه أن يتسبب في أزمة كبيرة؛ حيث أنه قد يؤدي إلى سرعة نفاده، وهذا عكس ما تدعو إليه منظمة الطاقة العالمية، والتي تؤكد على ضرورة ترشيد استهلاك النفط، والغاز، حتى لا ينتهى قبل أن يحصل العالم على مصدر دائم للطاقة.

وكانت مجلة “فورين بوليسى” قد حذرت في تقرير لها، أواخر شهر أكتوبر، من عدم قدرة دول الخليج العربى على مواصلة تقديم المساعدات لجيرانها فى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مثل مصر والمغرب، مشيرة إلى أن تراجع أسعار النفط يقوض “المساعدات الخارجية السخية التى تضخها السعودية والإمارات وآخرون لمصر والأردن والمغرب؛ من أجل الحفاظ على اقتصاداتهم، ودرء شبح حكومات غير صديقة غارقة فى الأيديولوجية الإسلامية”، بحسب وصف المجلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …