“سامراء” تعيد شبح الصراع الطائفي للعراق
معارك متواصلة تشهدها مدينة سامراء العراقية ذات الأهمية الاستراتيجية والدينية لدى الشيعة، بين قوات تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام “داعش” من جهة، وقوات الجيش العراقي وميليشيا الحشد الشعبي من جهة أخرى، فيما أثارت دعوات المرجع الشيعي مقتدى الصدر للجهاد لصد الهجوم على سامراء، المخاوف من عودة الصراع الطائفي بشكل عنيف في العراق والذي راح ضحيته الآلاف.
وكان تنظيم “داعش” قد أعلن قبل يومين السيطرة بالكامل على مدينتي مكيشيفة والمعتصم قرب سامراء في محافظة صلاح الدين (شمالي العراق)، بينما قالت وزارة الدفاع العراقية “إنها شرعت في إرسال تعزيزات إلى المنطقة، لصد هجوم محتمل على مدينة سامراء واستعادة الأراضي التي سيطر عليها التنظيم، فيما أمر زعيم التيار الصدري “مقتدى الصدر: مليشيا تابعة له بالتأهب لمحاربة تنظيم الدولة الذي يسعى للسيطرة على مدينة سامراء، حيث يوجد مرقد اثنين من أئمة الشيعة”.
وقال مكتب الصدر “إن مقتدى الصدر أمر مقاتلي سرايا السلام بأن يكونوا على أهبة الاستعداد لتلبية نداء الجهاد خلال 48 ساعة، والانتظار إلى حين صدور تعليمات أخرى”.
وتعتبر مدينة سامراء من أهم المدن الاستراتيجية في العراق وتبعد 120 كلم شمال بغداد، وتسكنها عشائر عربية سنية، لكن وجود مرقد “الإمامين العسكريين” فيها جعلها قبلة لملايين الزوار الشيعة سنويا، الذين يتوافدون عليها لأداء طقوسهم الدينية بمرقد الإمامين المقدسين لدى الشيعة، علي الهادي والحسن العسكري، فضلا عن أهميتها الاستراتيجية حيث تؤمن السيطرة عليها الطرق إلى تكريت والموصل وبيجي.
وترى أوساط سياسية عراقية أن تدهور الأوضاع في سامراء ومحيطها بسبب تصاعد المواجهات المسلحة بين مقاتلي تنظيم الدولة والقوات العراقية وميليشيات الحشد الشعبي، سيؤدي إلى تكرار الصراع الطائفي الذي عاشه العراق بعد تفجير مرقدي الإمامين العسكريين عام 2006، ووصف نشطاء دعوة الصدر للجهاد في سامراء بأنها تحد سافر للحكومة العراقية بقيادة حيدر العبادي.
وتخضع المناطق الصحراوية القريبة من سامراء من ناحية الشرق والغرب لسيطرة تنظيم الدولة، في حين يسيطر الجيش العراقي على الطريق المؤدي من الجنوب إلى سامراء، كما يسيطر التنظيم على بلدتي المعتصم والإسحاقي الواقعتين على الطريق نفسه.
ويرى قادة عسكريون في الجيش العراقي أن تنظيم الدولة يخطط إما لشن هجوم مباشر على سامراء أو الدخول في حرب استنزاف لصرف انتباه القوات الحكومية عن معارك تدور في الشمال للسيطرة على مدينة تكريت.
ميدانيا، يتوسع تنظيم داعش في السيطرة على المناطق التي حررتها مقاتلو العشائر، حيث أعلن الشيخ نعيم الكعود، أحد شيوخ عشائر الأنبار، أن “داعش” أعاد السيطرة على 15 قرية في الأنبار كان مقاتلو العشائر قد حرروها سابقا، كما أعلنت مصادر في عشيرة البونمر أن مسلحي “داعش” أسروا 35 شابا من مقاتلي العشيرة بعد معارك في منطقة المحبوبية قرب هيت غرب المحافظة، واقتادوهم إلى ساحة الإعدامات وسط هيت.
يذكر أن “داعش” كان قد أعدم العشرات من أبناء هذه العشيرة التي تقاتل التنظيم منذ أشهر، في المقابل أعلن التحالف الدولي عن تنفيذ 5 غارات جوية استهدفت منشآت مدنية ومعسكرات تابعة للجيش العراقي يستخدمها تنظيم داعش كمقرات رئيسية له في قضاء البعاج، غرب الموصل، كما أعلنت مصادر أمنية عراقية في محافظة الأنبار لوكالة الأنباء الفرنسية عن بدء عملية أمنية واسعة لتحرير قضاء هيت (70 كم غرب الرمادي) من عناصر “داعش”.
من جهة أخرى، أعلنت الحكومة الألمانية عن توصلها، الخميس 11-12، إلى اتفاق بشأن الحصول على تفويض من البرلمان الألماني (بوندستاغ) لقيام الجيش الألماني بمهمة في العراق، ومن المقرر أن يبت البرلمان الألماني قريبا في التفويض الذي يتعلق بقيام الجيش الألماني بمهمة تدريبية موسعة في العراق.
ووفقا لتصريحات وزارة الدفاع الألمانية، تعتزم الحكومة الألمانية إرسال نحو 100 جندي إلى إقليم كردستان العراق، وقال متحدث باسم الوزارة “من الممكن أن يتم تسليح الجنود لحماية أنفسهم”.
وكان الجنرال الأمريكي جيمس تيري قد أعلن، الإثنين الماضي، أن دولا أعضاء في الائتلاف الدولي ضد الدولة الإسلامية الذي يضم نحو 60 دولة، على استعداد لنشر نحو 1500 رجل في العراق لتعزيز محاربة التنظيم المتطرف.
مختارات
ووفقا لتقدير وزارة الخارجية الألمانية، ستستغرق محاربة تنظيم “الدولة الإسلامية” أعواما كثيرة.
وقال مارتن شافر، المتحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية، إن مشاركة البرلمان الألماني في اتخاذ قرار بشأن مهمة الجيش الألماني في العراق “مفيدة من الناحية السياسية وصائبة من الناحية القانونية”.
وتابع شافر “من خلال إرسال 100 جندي ألماني إلى العراق، سيتم توسيع مشاركة الجيش الألماني في مهمة التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية؛ لمواجهة تنظيم “الدولة الإسلامية”.
تجدر الإشارة إلى أن مشاركة الجيش الألماني في العراق تقتصر حتى الآن على إرسال أسلحة وبعض المدربين إلى هناك لأجل تدريب البشمركة على استخدام البنادق. ومن المقرر أن تقتصر مهمة الجيش الألماني على منطقة شمال العراق الكردية والتي تتسم حاليا بأنها آمنة إلى حد ما مقارنة بأماكن أخرى من العراق.
وإلى جانب المقاتلين الأكراد (البشمركة)، من المقرر أن يقوم الجيش الألماني مستقبلا بتدريب المسيحيين والإيزيديين على الأسلحة أيضا.
إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟
ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …