‫الرئيسية‬ أخبار وتقارير الاستخبارات الإسرائيلية: انشغال الجيش المصري بالشأن الداخلي عزز وضعنا الجيواستراتيجي
أخبار وتقارير - ديسمبر 10, 2014

الاستخبارات الإسرائيلية: انشغال الجيش المصري بالشأن الداخلي عزز وضعنا الجيواستراتيجي

كشف التقدير الاستراتيجي للاستخبارات الإسرائيلية الأخير عن أن “انشغال الجيش المصري بالشأن الداخلي عزز وضع إسرائيل الجيواستراتيجي”، بحسب صحيفة “يديعوت أحرونوت” التي قالت إنها “اطلعت على تفاصيل هذا التقدير”.

وقال التقرير الذي نشرته الصحيفة تحت عنوان: “الوضع الجغرافي الاستراتيجي لإسرائيل في الشرق الأوسط يتحسن”، إن “الموساد أطلع الحكومة السياسية الأمنية على التطورات الأخيرة في المنطقة، وفقدان سوريا لأسلحتها الكيميائية، وأحوال الشؤون الداخلية لمصر، وتحركات حزب الله، مبشرًا بتطورات على الساحة المصرية والسورية لصالح إسرائيل”.

وسبق لنفس الصحيفة الإسرائيلية أن احتفت في مايو الماضي بتصريحات للرئيس المصري السيسي، قال فيها إن “إسرائيل في خطر من دون الجيش المصري”، مشيرة في تقرير بعنوان:Israel in danger without Egypt’s army in Sinai, says al-Sisi، أن “مصر تمنع أي هجمات على إيلات ورفضها أي عدوان على إسرائيل انطلاقًا من سيناء بواسطة الجماعات الإرهابية هناك”.

وقال التقرير الذي أعده “أتيلا سومفالفي” إن “مجلس الوزراء الأمني المصغر الذي عقد مؤخرًا في مقر الموساد لاستعراض التقرير السنوي عن الوضع الجغرافي الاستراتيجي لإسرائيل في الشرق الأوسط، اطلع على تحسن وضع إسرائيل في الشرق الأوسط خلال العام الماضي، وخاصة في ضوء التطورات في المنطقة، بما في ذلك فقدان سوريا لقدرات كيميائية وبالستية، والصراعات الداخلية في لبنان بين حزب الله والفصائل الأخرى، وتوقف تطوير الجيش المصري نتيجة لانشغال حكام مصر الحاليين بالشؤون الداخلية”.

وقال التقرير إنه “بعد نزع السلاح من أكثر من 50٪ من الأسلحة الكيميائية في سورية، تقدر المصادر الاستخبارية أن إذا كان الجيش الإسرائيلي يحتاج في الماضي إلى أكثر من أسبوع للوصول إلى دمشق في حالة الحرب، فالجيش الإسرائيلي سوف يكون الآن قادرًا على الوصول إلى العاصمة السورية في خلال يوم واحد!”.

ولكن التقدير الاستراتيجي اعترف أنه: “نتيجة لحالة من الفوضى في سوريا، ونمو الجماعات الإرهابية القوي، فسوف يشكل هذا خطرًا على الاستقرار الإقليمي لإسرائيل، خصوصا مع نمو خطر حزب الله اللبناني أيضًا ودعم جمهورية إيران الإسلامية له، وهي أساسًا أخطر عدو لإسرائيل بسبب برنامجها النووي”.

السيسي حسّن البيئة الاستراتيجية لإسرائيل

وسبق أن أجمع معلقون “إسرائيليون” على أن تنصيب المشير عبد الفتاح السيسي رئيسًا لمصر، وتواصل بقاء بشار الأسد على كرسي الرئاسة في سوريا، يحسن البيئة الاستراتيجية لإسرائيل بشكل غير مسبوق.

وقال المعلق العسكري عمير رايبوبورت: “إن أهم ما يثير حماس محافل التقدير الاستراتيجي في تل أبيب لتتويج السيسي رئيسًا، حقيقة أن هذا التطور سيضمن ليس فقط تواصل مظاهر الشراكة الاستراتيجية بين تل أبيب والقاهرة، التي تكرست بعد الانقلاب على الرئيس محمد مرسي، بل إنه سيؤدي إلى تعزيز هذه الشراكة وتطورها”.

وفي مقابلة سابقة أجرتها معه الإذاعة العبرية أشار “رايبورت” إلى أن: “محافل التقدير الاستراتيجي في تل أبيب، ترى أن العوائد الإستراتيجية التي ستجنيها إسرائيل من وجود السيسي في الحكم ستسمح لها بالتفرغ لمواجهة تحديات استراتيجية كثيرة”.

ونقل رايبورت عن هذه المحافل الاستخبارية الاستراتيجية، قولها إن “الحرب التي لا هوادة فيها التي يشنها السيسي على الجماعات الجهادية في سيناء وحرصه على تقليم أظافر حركة حماس يصب في صالح إسرائيل”.

وأعاد رايبوبورت للأذهان حقيقة أن “إسرائيل” خططت لاستثمار مليارات الدولارات في تعزيزات أمنية لحماية الجبهة الجنوبية (مع مصر) بعد ثورة 25 يناير وخلع الرئيس الأسبق حسني مبارك، تحسبًا لحدوث تدهور أمني خطير على الحدود، ثم وفرت هذه المبالغ بسبب قيام السيسي بحماية هذه الجبهة من ناحية مصر.

وشدد رايبوبورت على أن أهم “عائد استراتيجي تنتظره إسرائيل من حكم السيسي، هو حقيقة تأكدها أنه لن يدفع نحو تطوير الجيش المصري؛ حيث إن إسرائيل ستكون مطمئنة إلى ثبات ميزان القوى الاستراتيجي الكاسح لصالحها”.

وكان وزير الخارجية الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، قد طالب بعد انتخاب الرئيس محمد مرسي بتدشين ثلاث فرق عسكرية جديدة، والدفع بها إلى الحدود مع مصر، وإعادة بناء قيادة المنطقة الجديدة، كما طالب بتطبيق خطط تقشف اقتصادية لتمكين “تل أبيب” من تمويل متطلبات تعزيز القوة العسكرية تحسبًا لحرب مقبلة مع مصر بعد مجيء مرسي والإخوان للسلطة.

وفي السياق ذاته، نوه رايبوبورت إلى أن “نجاح بشار الأسد في البقاء بعد ثلاث سنوات من الثورة ضده يمثل بشرى سارة، بالنسبة لإسرائيل”، وأكد أن التطورات التي شهدتها سوريا “أخرجت الجيش السوري من دائرة التوازنات الاستراتيجية، لدرجة أن إسرائيل تتعامل مع الواقع في سوريا وكأنه ليس هناك جيش قائم في واقع الأمر”.

وفي تقرير أخير لصحيفة “جلوبز” الإسرائيلية ذكرت أن “الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يزيد من دهشة الإسرائيليين بسعيه الدائم لحماية حدود جناح إسرائيل الجنوبية، ويدهشنا بحفاظه علي أمن إسرائيل، وفرضه المزيد من العزلة على قطاع غزة بتوسيع المنطقة العازلة على طول الحدود.

وقالت الصحيفة في مقال نشرته 24 نوفمبر الماضي بعنوان Egypt protects Israel’s flank، أو “مصر تحمي جناح إسرائيل”، إن “الآثار المترتبة على تصريحات السيسي للتليفزيون الفرنسي عن إرسال قوات مصرية لغزة كبيرة جدًا”، معتبرة أن “هذه التصريحات تعني أن الجنود المصريين سوف يحتلون أي أرض فلسطينية للتأكد من أن الجماعات الإرهابية لن تستطيع العمل على نحو فعال”، على حد وصف الصحيفة الإسرائيلية.

وتابعت الصحيفة أنه “إذا حدث ذلك، فإنه في ظل أي نوع من التسوية ستظل القوات الإسرائيلية في الضفة الغربية وستتعاون الدولتان -مصر وإسرائيل- من أجل حماية بعضهما البعض ضد أي هجوم فلسطيني إرهابي”، بتعبير الصحيفة في إشارة إلى عمليات المقاومة الفلسطينية للاحتلال الصهيوني.

ودعت الصحيفة لـ”استغلال هذه الفرص الكبيرة التي تجعل إسرائيل أكثر أمنًا وازدهارًا، والانتباه إليها عبر وضع السياسات والبرامج وتنفيذها لتحقيق أقصى استفادة ممكنة”.

جيش السيسي أصبح “جيش الأمس”

أيضًا، قال ألون بن دفيد، معلق الشؤون العسكرية في القناة العاشرة/التلفزيون الإسرائيلي، إن “الجيش المصري في عهد السيسي سيظل جيش الأمس”، في إشارة إلى أن هذا الجيش لا يبذل جهدًا يذكر في تطوير قدراته القتالية وتوظيف التقنيات المتقدمة في الجهد الحربي.

ونقل بن دافيد عن مصادر مسؤولة في الجيش الإسرائيلي قولها، إنه “لم يحدث في تاريخ الصراع العربي/الإسرائيلي أن حرصت تل أبيب على تسليح جيش عربي كما حدث في عهد السيسي”، مشيرًا إلى “الضغوط التي مارستها إسرائيل على الكونجرس الأمريكي لضمان تزويد الجيش المصري بمروحيات الأباتشي”.

ونوّه دافيد إلى أن “إسرائيل، لم تكن تقدم على مثل هذه الخطوة إلا لعلمها أن هذه المروحيات ستوظف لصالحها”، مشيرًا إلى أن “الهجمات التي تنفذها هذه المروحيات في سيناء تستهدف الحركات الجهادية التي يمثل ضربها مصلحة مؤكدة لإسرائيل”.

وسبق أن قالت وسائل الإعلام الإسرائيلية إن الجيش المصري نشر على الجانب المصري من منطقة طابا، قوة عسكرية كبيرة من الجيش الثالث، وذلك من أجل حماية إسرائيل والسياحة الإسرائيلية في مدينة إيلات من أن تتعرض لهجمات بواسطة صواريخ مضادّة للطائرات أو قذائف يطلقها جهاديون مصريون من سيناء على إيلات أو مطارها الذي يتدفق عبر السياح.

وقالت إنه “تم نشر هذه القوات المصرية بالتنسيق مع إسرائيل، وهي بحجم كتيبة عسكرية”، والكتيبة هي وحدة عسكرية مؤلفة من 4 إلى 6 سرايا وعدد أفرادها من 300 إلى 1000 فرد ويقودها عادة ضابط برتبة مقدم أو عقيد، وأن أعمال هذه الكتيبة المصرية ستتركّز -بحسب موقع جريدة (هأرتس)- ضد تنظيم أنصار بيت المقدس الذي أطلق مؤخرًا قذائف باتجاه إيلات وجنوب إسرائيل ونفّذ عمليات في سيناء ضد قوات الجيش والشرطة المصرية، بل وقام بالتخطيط والتجهيز لتنفيذ عمليات إطلاق القذائف باتجاه الطائرات في مطار إيلات.

لا يبذل جهدًا يذكر في تطوير قدراته

وقال خبراء عسكريون إسرائيليون في وقت سابق إن: “الجيش المصري في عهد السيسي لا يبذل جهدًا يذكر في تطوير قدراته القتالية، وأنه لا يشكل تهديدًا لأمن إسرائيل، بدليل أن تل أبيب تتحرك لدى واشنطن لدعم الجيش المصري لأول مرة بطائرات أباتشي؛ لأنها تعلم أنها تستخدم فقط في ضرب “الإرهابيين” في سيناء، وهو دور يقوم به الجيش المصري بدلًا من الإسرائيليين ويساهم في حماية أمن الدولة الصهيونية”.

وقال المعلق العسكري عمير رايبوبورت، للإذاعة: “لن يدفع السيسي نحو تطوير الجيش المصري، وإسرائيل ستكون مطمئنة إلى ثبات ميزان القوى الاستراتيجي الكاسح لصالحها”.
وكان تقرير لـ”معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدني” الموالي للوبي الصهيوني (إيباك) قد أشار أيضًا لضعف عمليات الصيانة وكفاءة الطيارين المصريين في تقرير نشره 16 يناير الماضي 2014، أكد فيه أن: “تسليم المزيد من طائرات الهليوكوبتر ربما يفيد إسرائيل في الحملة ضد المقاتلين الذين مقرهم في سيناء”.

وقال: “في ضوء ما تشتهر به مصر من ضعف الصيانة وقدرات الاستدامة -ناهيك عن مهارات طياريها التي تحيط بهم الشكوك- ربما يكون العديد من المروحيات خارج الخدمة، ورغم عدم ورود أي تقارير عن تحطم أي طائرات أباتشي خلال العمليات الأخيرة في سيناء، إلا أن طائرتين نفاثتين -من بينهما واحدة من طراز إف 16- تحطمتا أثناء التدريبات خلال الشهور الأربعة الماضية وحدها” بحسب نص التقرير الأمريكي.

قدراته تدهورت وأصبح يهتم باقتصاده الخاص

وسبق لـ”ستيفن كوك” الخبير بشؤون مصر، وخبير معهد العلاقات الدولية المقرب من دوائر صنع القرار الأمريكي، أن تحدث بصورة سلبية للغاية عن الجيش المصري أوائل 2013، مشيرًا إلى أن “الشريك الأمريكي ينظر إلى كفاءة الجيش المصري القتالية بصورة تؤكد التدهور في قدراته”، وأن “الجيش تحول عن عقيدة الدفاع عن الأوطان إلى عقيدة إدارة الثروات وحمايتها من الشعب”.

ونفي خلال حوار تلفزيوني أن يكون الجيش المصـري لا يزال يحافظ على قدرتـه في خوض حــروب في مستويات عالية”، مؤكدًا: “لا يوجد دليل على أن لدى القوات المسلحة المصرية كفاءة قتالية. إنهم لا يستخدمون المعدات التي اشتروها من أمريكا بكفاءة عالية، ولا يستخدمونها بصورة صحيحة”.

وأضاف: “كمثال: المصريون لديهم دبابات M1A1 ولكنهم يستخدمونها كقطع سلاح بأرض المعركة، وهذا إهـدار للتكنولوجيا، دبابات M1A1 يفترض أن تستخدم في حروب المناورة، لكنهم لا يعلمون كيف يقومون بصيانة هذه الدبابـات، ولا تقديم الخدمات اللوجستيـة للدبابات التي يتم تشغيلها لفترات زمنية طويلة”.

وتابع: “الطيارون المصريون غير معروفين بالكفاءة، بالتأكيد يمكنهم الإقلاع والهبوط، لكنهم ليسوا على درجة كفـاءة غيرهم في المهارات الأخرى، هذه ليست قوة قتالية معتبرة، هذا جيش منخرط في مصالحه الاقتصادية الخاصة به، والحفاظ على التحكم في الشعب المصري”.

وقال الخبير الأمريكي: “خلال الوقت الذي كان لدى المصريين جيش مسلح بأسلحة سوڤيتيــة، وحققوا أكبر انتصاراتهم في التاريخ المصري الحديث: عبور قناة السويس في بداية حرب أكتوبر 1973، ولكنهم لم يستمروا في نفس الأداء الجيد في باقي الحرب بعد العبور الذي تم التخطيط لها بدقة بما يوحي أن هناك مشاكل في خوض الحروب”.

وأضاف: “عندما دخلت أمريكا ومصر في هذه العلاقة الاستراتيجية وعندما بدأت المساعدات العسكرية لمصر في بدايات الثمانينيات، كان الهدف تحويل الجيش المصري إلى قوة مسلحة أمريكيًا، وقوة قتالية أكثر كفاءة، لكن الحقيقة هي أنه على مدى 35 سنة أدى برنامــج المعونــة بالأساس إلى تسريح الجيش المصري من الناحية القتالية، وهو ما أدى إلى عواقب غير مقصودة للسياسة وللاقتصاد المصري، والذي يعانيه المصريون الآن، لكنهم ليسوا قوة قتال فعالة”.

وقد حذّرت جماعة الإخوان المسلمين في مصر- في بيان بمناسبة ذكري حرب 6 أكتوبر- مؤخرًا، مما أسمته “تعرض البلاد لكارثة أكبر من تلك التي وقعت في 1967 (احتلال إسرائيل لسيناء)، جراء انشغال الجيش بالسياسة والاقتصاد، ومواجهة الشعب في الشوارع”.

وقالت الجماعة، في بيانها: “إذا انشغل الجيش بالسياسة ومواجهة الشعب في الشوارع، وبالاقتصاد والتجارة، فكيف يستعد للحروب والدفاع عن الوطن؟، ولا ريب أن هذا يهدد بكارثة أفدح من كارثة 1967”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …