‫الرئيسية‬ أخبار وتقارير الجيش والشرطة “مش إيد واحدة” بعد 3 يوليو
أخبار وتقارير - ديسمبر 5, 2014

الجيش والشرطة “مش إيد واحدة” بعد 3 يوليو

بدا حضور الاعتصام الذي بدأه بعض أمناء الشرطة والأفراد بقسم شرطة المقطم خافتا في وسائل إعلام النظام المصري، حين قاموا بالاعتصام بجوار القسم اعتراضًا على حبس رئيس مباحث القسم الرائد أحمد هداية بمستشفى الشرطة؛ لقيامه بالتعدي على ضابط قوات مسلحة وإصابته.

لم يكن أحد يدرى قطعا حقيقة الصراع الخفى بين المؤسستين الأمنيتين اللتين فرضتا سيطرتهما على الدولة بقوة السلاح على مر التاريخ الحديث، ولكنهما لم يفرضا سيطرتهما مجتمعتين، فدائما ما تكون لأحدهما الغلبة على الأخرى، وسبق اليد بالقوة والنفوذ كما فى عهد المخلوع، أو بالقوة والغلبة كما فى عهد العسكرى.

بداية الواقعة- كما ذكرت “بوابة الأهرام”- عندما وقعت مشادة بين رئيس المباحث وضابط بالجيش كان يرتدي الملابس المدنية أثناء خدمة الأول بتشريفة الرئيس عبد الفتاح السيسي بصلاح سالم، حيث تلقى الضابط الأول تعليمات بإخلاء كوبري بصلاح سالم من العمال المكلفين بإجراء أعمال صيانة به. وعندما قام ضابط المباحث وأمناء الشرطة بذلك، رفض الثاني إبراز إثبات هويته لتقع مشاجرة بالأيدي بين الطرفين، وبعدها صدر قرار من وزير الداخلية بإيقاف رئيس المباحث و2 من أمناء الشرطة عن العمل، حيث تضامن معهم زملاؤهم بالقسم، وقرروا الامتناع عن العمل لحين إلغاء قرار الوزير الذي وصفوه بالتعسفي.

وأكد اللواء محمد قاسم، مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة، أن “هداية” ما زال محبوسا من قبل الجيش، مشيرا إلى أن التحقيقات مستمرة، ولم يصدر أي قرار بشأن الواقعة، كما لم يتم اتخاذ أي إجراءات تجاه رئيس المباحث، وما زال يعمل بمنصبه.

في السياق ذاته، صرح مصدر أمني بمديرية أمن القاهرة بأن النيابة العسكرية أمرت بضبط وإحضار الرائد أحمد هدية، رئيس مباحث المقطم، لاتهامه بالتشاجر مع ضابط جيش بمصر الجديدة. وأشار المصدر إلى أن أجهزة الأمن بوزارة الداخلية تعمل على احتواء الأزمة قبل تفاقمها.

ليست المرة الأولى

لم تكن هذه المرة الأولى التى تخرج فيها إلى العلن مشاكل من هذا النوع بين القوات المسلحة والشرطة، فقد أصابت الدهشة عددا من رواد التواصل الاجتماعي قبل أسابيع حين رأوا الصورة التى تم تداولها أخيرا لضابط شرطة بكامل طاقم أفراده وهو يقف “أورنيك ذنب” بإحدى مواقع الشرطة العسكرية؛ تأديبا له وتهذيبا لسلوكه فى التعامل مع “أسياده وأسياد البلد من رجال الجيش”، كما قال أحد ضباط الوحدة العسكرية على صفحته بالفيس بوك.

وكتب المجند العسكري لهذا الضابط “المكدر”: “إحنا اللى حميناكم يا معر#.. لما شوية العيال دول قلعوكم هدومكم فى التحرير وخلوكم تجروا بلابيص”.

كما قال الآخر بعد وصلة من السباب والشتائم التى يقررها عليهم النظام التعليمى للمؤسسات العسكرية، “ابن ال… لازم يتأدب عشان ما يتجرأش تانى على أسياده”.

يسقط يسقط حكم العسكر

فى الثانى من مارس لعام 2013، فوجئ الأهالى بأصوات طلقات نارية كثيفة وانبعثت روائح القنابل المسيلة للدموع، والتى كانت لا تزال حبيسة الميادين، حينها تجمع الأهالى من منطقة إمبابة عند مصدر الصوت ليروا عجبا، حيث قسم إمبابة محاصر من الخارج بمدرعات الجيش وبعض الفرق العسكرية، مع توجيه فوهات البنادق والمدافع ناحية القسم، على أن تولى أحد العساكر المدربين على إطلاق النار بضرب نار كثيف فى الهواء، كان الهدف منه هو الإذلال والتخويف، مع جرعة لا بأس بها من القنابل المسيلة للدموع؛ إمعانا فى رؤية الدموع تترقرق على وجوه أفراد الداخلية.

وتجمع أفراد وضباط شرطة قسم إمبابة داخل القسم، متترسين بأسواره، وقد أغلقوا على أنفسهم باب القسم، ووضعوا خلفه المتاريس تحسبا لهجوم قوة معادية، وكانت أرجاء القسم تعج بالهتافات المناهضة للجيش والمجلس العسكرى، وقد استعار هؤلاء اللصوص البائسون فى كل شيء شعارات ثورة قامت فى الأساس للإطاحة بهم.

حينها انبرى أحد أمناء الشرطة ليحمله آخر وسط جموع العاملين بالقسم ليهتف، وكأنه صديق خالد سعيد “الأنتيم” “ثوار أحرار هنكمل المشوار” “يسقط يسقط حكم العسكر”، ويكررها ويردد من خلفه المرددون ثم ينزل هذا الأمين ليصعد آخر أكثر ثورة منه.

معسكر بورسعيد

ضابط مباحث و4 أفراد شرطة يخفضون رءوسهم إلى الأرض فى ذل، يقفون فى «طابور ذنب» تحت الشمس، كما يليق بتلاميذ ارتكبوا خطأ فـ«ذنّبهم» الناظر فى حوش المدرسة.

والسبب.. مشاجرة جرت قبل أيام، فى كمين أمام بوابة تحصيل الرسوم بالكيلو 40 طريق «بورسعيد- الإسماعيلية»، بين ضابط جيش، وضابط الشرطة المسئول عن الكمين.

طابور التكدير

ذكرت الرواية المتداولة بين ضباط بالقوات المسلحة ومصادر أمنية أن ضابط الشرطة تعدى لفظيا على ضابط الجيش وزوجته، فأبلغ الشرطة العسكرية التى تحركت إلى الموقع واقتادت أفراد قوة الكمين إلى أحد معسكرات الجيش لتكديرهم، وتناقل البعض روايات مفادها أن قوة الشرطة تم التعامل معها فى البداية بـ«كعوب البنادق» و”البيادات”.

الكلية الحربية

وفي مارس 2009، هاجم عشرات من طلبة الكلية الحربية قسم شرطة مدينة 15 مايو، وألحقوا به دمارًا واسعًا، وأحرقوا سيارات للشرطة، وقيل حينها إن الأمور تطورت بعد شكوى طالب بالكلية الحربية لزملائه من سوء معاملة قوة شرطة استوقفته فى شوارع المدينة.

فيديوهات واقعة «15 مايو» متاحة على «يوتيوب»، ويمكن أن نعتبرها «بروفة»، وتفسيرًا لما جرى بعد أقل من سنتين حين تم اقتحام عشرات الأقسام وإحراقها خلال ثورة 25 يناير، حيث كان المهاجمون فى 2009 مواطنين مصريين غاضبين من انتهاك كرامتهم، وليسوا غزاة من الفضاء الخارجي.

كمين القاهرة

وفى نوفمبر 2012، وقعت مشادة بين ضابط شرطة من قوة كمين بالقاهرة الجديدة وضابط جيش كان مارًا بسيارته، وقال اللواء أسامة الصغير، مدير أمن القاهرة حينها: إن أفراد قسم ثان القاهرة الجديدة فوجئوا بتجمع ما يقرب من 200 ضابط بالشرطة العسكرية وحصارهم القسم، للمطالبة بـ”تسليم ضابط الشرطة إليهم للقصاص منه بسبب إهانة زميلهم”.

قسم إمبابة

وفى مارس الماضى، وقعت مشاجرة كبيرة بين قوات الشرطة فى قسم إمبابة وقوات الجيش المتمركزة أمام القسم لحمايته.

وقالت مصادر أمنية، إن السبب كان اعتداء أمين شرطة على مجند بالجيش، واشتعلت الأحداث لتطلق قوات الجيش قنابل الغاز على قوات الشرطة التى تحصن أفرادها داخل القسم، لنرى واحدًا من أكثر المشاهد طرافة، العشرات من رجال الشرطة يهتفون “يسقط يسقط حكم العسكر”.

لم تكن هذه الوقائع الوحيدة، ولكنها كافية لنرصد نمطًا متكررًا أدى إلى اشتعالها جميعًا، رجال من الشرطة يشتكون من تعرضهم للإهانة وسوء المعاملة على أيدي الجيش، فليلجئون لزملائهم الذين يتحركون بأداء «القبيلة» لنصرة رفاقهم، وفى النهاية يتدخل كبار المؤسستين لإعلان «الصلح»، وتسوية المحاضر المتبادلة التى حررها أطراف هذه المشاجرات، كلٌ أمام الجهة التى ينتمى إليها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …