‫الرئيسية‬ أخبار وتقارير “السيسي” يستدعي مجددًا فزاعة الإخوان.. ومحللون: محاولات بائسة لتبرير الفشل
أخبار وتقارير - مارس 11, 2019

“السيسي” يستدعي مجددًا فزاعة الإخوان.. ومحللون: محاولات بائسة لتبرير الفشل

في ظل الأحداث الراهنة وما يحدث من انقسام داخل الجماعة الوطنية، فضلا عن تردي الأوضاع الداخلية والخارجية سياسيا واقتصاديا، لا يمكن لقائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي إلا استعادة فزاعة الإخوان، سواء في خطابه للغرب، وهو مقبول إلى حد ما بقدر رغبتهم في إزاحة المسلمين من المشهد، كما يتوجه بنفس الخطاب إلى الشعب إلى أن ما أفسده العسكر يجعل خطابه التعبوي ضد الجماعة يأتي بشكل عكسي من تلك الجماهير التي سئمت كذبه وتحميل فشله على الإخوان المسلمين.

لماذا يستهدف الإخوان؟

لو كان في الشارع أحد غير الإخوان لاستدعاهم السيسي في خطاباته رغم مرور 6 سنوات على انقلابه، يقول المحلل أحمد هلال على فيسبوك: “..ست سنوات كاملة ولم تتحرك أية قوي ثورية علي الأرض لإحداث أية تغييرات، وكل تلك القوى تحشر ما تبقى من الإخوان المسلمين في خارج مصر في الزاوية ويتهمونهم بكل شيء”.

وأضاف أنه “لم ينجز أي طرف يدّعي أنه عنصر فعال وقوي ولم نر أي إنجاز يذكر، غير محاولة تجميع بقايا نخب سياسيه والتشكيك في عودة الشرعية أو المساومة عليها أو الاشتراط بأنه لا اصطفاف مع الإخوان المسلمين إلا بعد إعلانهم التنازل عن الشرعية”.

ويوضح رأي آخر تحليل “هلال” فيقول علي بن علي: إن “كلام السيسي له معنى أن الجيش والشرطة إيد واحدة ولو حصلت مظاهرات ستموتون كما حدث في محمد محمود”.

مضيفا أن الذم في الإخوان ومحاولة تشويههم هدفه ألا يبقى لهم أي دور في الفترة القادمة، ويعني في باطن كلامه أنه قلق وخائف من الآتي وأن يتحرك الشعب.

سبق وذكرها

ادعاءات السيسي أمس ليست جديدة، هذا ما أشار إليه الكاتب والمحلل علاء بيومي، الذي لفت إلى أن السيسي حذر واشنطن بالفعل من الإخوان قبل الانقلاب، واستشهد بما أشار إليه “ديفيد كيركباتريك” مراسل صحيفة نيويورك تايمز في القاهرة خلال سنوات الثورة المصرية في كتابه #في_أيدي_العسكر (2018) إلى مساعي السيسي لإعادة بناء صورة جديدة لنفسه بعد الانقلاب العسكري، وخاصة بعد رابعة، تصوره بأنه “شخصية تاريخية” مؤكدًا تعمد السيسي الكذب.

ويقول “كيركباتريك” إن السيسي كرر في خطاباته، خاصة بعد رابعة، أنه حاول التحذير من الإخوان ومرسي وإصلاح أخطائهم، مع أنه في الحقيقة “خلال ثلاثين شهرا السابقة لمذبحة رابعة أخبر المسئولين الأمريكيين والمصريين المقربين له بشكل متكرر بأنه سوف يكون سعيدا بالخدمة تحت رئيس منتخب ديمقراطيا من جماعة الإخوان المسلمين”.

وأكمل أن “كيركباتريك” قال إن السيسي حاول تجربة الكذبة نفسها مع السفيرة الأمريكية في القاهرة آن باترسون بعد رابعة؛ حيث قال لها “لقد أخبرتك دائما بأن الإسلام السياسي سيفشل”، ويقول كيركباتريك إن باترسون كتبت لواشنطن رسالة تؤكد فيها أن السيسي لم يخبرها بذلك أبدًا.

غير أن تخبط السيسي في انقلابه على الإخوان كان حائرًا بين “الإرهاب” أم “الفشل” في مواجهة تحديات الحكم” تقول الإعلامية نادية أبو المجد: “وهل نجح #السيسي في تحديات حكم #مصر بعد نحو 6 سنوات من انقلابه على الرئيس الشرعي المدني المنتخب لأنه من #الإخوان”؟

وأوضحت: “يعني مشكلة #السيسي مع #الإخوان أنهم لا قبل لهم بتحديات حكم #مصر ولا أنهم إرهابيين؟! واستغربت: “وليه قبل منصب وزير الدفاع معهم وأدى القسم أمام الرئيس #مرسي”؟

تقرير إيكونوميست

وللتصادف العجيب صدر تقرير أخير لدورية مجلة “ايكونوميست” يفيد بأن المخابرات المصرية ترسل يوميًا لوسائل الإعلام قائمة بالقصص الممنوعة وتلك التي تتطلب تطبيلاً زائدًا، محتواه “نظرية المؤامرة بأن الإخوان وراء كل مصيبة تقع بمصر، حتى فيضانات الإسكندرية ٢٠١٥ اتهموا الإخوان بتدبيرها!

وقالت المجلة البريطانية: إن “النظام المصري جعل من الإخوان المسلمين كبش الفداء المفضل له؛ إذ بات يحملها كل الخطايا التي يرتكبها، ساخرة من حكومة السيسي، لإلقائها اللوم على الإخوان كلما ساءت الأمور”.

وضربت مثالا بحادث القطار الذي خرج عن مساره بمحطة مصر في 27 فبراير، وسخرت “إيكونوميست” في تقريرها من الصحفيين المصريين الذين حملوا “قوى الظلام” وزر ما حدث للقطار المنكوب.

وأشارت إلى أن هؤلاء الصحفيين والإعلاميين ادعوا زورًا أن السائق من كرداسة، وهي قرية اشتهرت بتعاطفها مع الإخوان، حتى إن الذراع الإعلامي نشأت الديهي لم يستبعد أن تكون الجماعة قد استغلت السائق.

وساقت المجلة أمثلة عديدة تؤكد أن النظام الانقلابي والإعلام الرسمي له ينخرط في حملة لشيطنة الإخوان وجعلهم “كبش فداء” في كل الحوادث السيئة التي تقع رغم أنها جماعة “محظورة، وممتلكاتها صودرت، وقادتها قابعون في السجون أو مشتتون في المنافي وبعد كل ذلك تحكم عليها وسائل الإعلام بأنها مسئولة عن كل البلايا” التي تقع.

ومن ذلك ارتفاع أسعار البطاطس بسبب انخفاض سعر الجنيه عام 2016، وحتى الأمطار الغزيرة والسيول الجارفة، التي اجتاحت مدينة الإسكندرية في نوفمبر 2015 وخلفت وراءها دمارا.

السيسي واليهود

“الدعم الأمريكي أو عودة الإسلاميين إلى السلطة” الجملة التي أصبحت شعارا لسياسات عبد الفتاح السيسي من أجل جلب دعم الغرب ومساومته عبر بوابة الصهاينة واليهود الأمريكيين.

أحدث هذه التصريحات جاءت قبل 3 أسابيع خلال لقاء السيسي بوفد أمريكي ضم رجال أعمال يهودًا؛ حيث قال السيسي بوضوح إنه إن لم يحصل على دعم الولايات المتحدة قد يستعيد الإخوان المسلمون السلطة في البلاد، بحسب ما ذكره رئيس الوفد للصحافة العبرية.

وتتكرر الجملة في أحاديث السيسي، نصّا أو معنى، يصاحبها دائما طلب واضح من رجال السياسة والأعمال اليهود في أمريكا، بضرورة الضغط على الإدارة الأمريكية لمواصلة دعم السيسي الذي يواجه ضغوطًا دولية بسبب انتهاكات حقوق الإنسان، فضلاً عن تزايد الغضب الشعبي من التدهور الاقتصادي، واتساع دائرة المعارضة السياسية لتشمل ليبراليين ويساريين وليس الإسلاميين فقط.

أكاذيب متواصلة

وواصل السيسي أمس سيل أكاذيبه خلال كلمته في الندوة التثقيفية التي أقامتها القوات المسلحة بمناسبة يوم الشهيد، مدعيا أنه شارك في اجتماعات مع جماعة الإخوان والتيارات الإسلامية بصفته مديرا للمخابرات الحربية وقتها، وأبلغه الإخوان والإسلاميون رغبتهم في ترشيح رئيس للبلاد منهم، مضيفا أن رده عليهم كان متضمنًا عدة ملاحظات.

وادعى قائلا: لقد نصحتهم بعدم التقدم للترشح للرئاسة وقلت لهم إنهم لا يستطيعون مواجهة تحديات مصر وعليهم الابتعاد عنها لأن أفكارهم ليست في صالح مصر التي تحتاج لشعب يقوم بمواجهة تحدياته بنفسه.

وواصل الزعم قائلا: “هذه الجماعة تستخدم سلاح الشائعات لضرب استقرار البلاد ولا تدرك حجم التحديات التي تواجهها البلاد، وتحتاج لإرادة قوية وأفكار غير تقليدية”.

وزعم السيسي أن جماعة الإخوان حاولت خلال أحداث محمد محمود الوقيعة بين الشعب والجيش واتهام القوات المسلحة بقتل المتظاهرين في محمد محمود وماسبيرو واستاد بورسعيد، بهدف تصوير قادة الجيش والمجلس العسكري على أنهم قتلة وفسدة وتهييج الرأي العام ضدهم لإبعادهم عن المشهد، مشيرا إلى أنه طلب من الجميع اللجوء إلى الاستفتاء للحصول على موافقة الشعب بإزاحة المجلس العسكري، قائلا: إن الشعب هو من يقرر ذلك وليس المتواجدين في ميدان التحرير، وفي حالة موافقة الشعب فسيبتعد المجلس العسكري.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …