‫الرئيسية‬ أخبار وتقارير هل أغضبكم النشر عن طبيبة الغلابة هبة خفاجي؟!
أخبار وتقارير - فبراير 2, 2019

هل أغضبكم النشر عن طبيبة الغلابة هبة خفاجي؟!

العمق بين الاختلاف في وجهة النظر وبين التطاول مثل المسافة بين ثورة يناير وانقلاب 3 يوليو، وهذا ما حدث عندما نشرت بوابة “الحرية والعدالة” نعيا في وداع رمز إنساني من رموز العمل التطوعي الطبي في مصر، ولأن الشاتمين والمتطاولين أغضبتهم المقارنة بين الجهود الفردية الجبارة، التي قامت بها طبيبة الغلابة هبة خفاجي رحمها الله، وبين نهب العسكر لثروات الشعب وحرمانه من أي حقوق، ولو كان مجرد حق العلاج من الأمراض والشفاء من تعذيب الألم، فلماذا يغضبون من الحقيقة؟

أبدى كثيرون استياءهم من تحول منصات ومواقع إخبارية للهجوم على بوابة “الحرية والعدالة”، وعلى بعض الصفحات في مواقع التواصل الاجتماعي، وليس ذلك فقط، بل وبهبوط مستوى الحوار الذي وصل إلى حد السباب والقذف، البعض بات مذعورا ومرعوبا من تلاحم جماعة الإخوان مع الشعب، وخلال أقل من ساعة على نشر تقرير (“أعمل إيه.. أجيب منين؟”.. كيف ردت طبيبة الغلابة هبة خفاجي على سهوكة السيسي)، تلقى حساب البوابة على مواقع التواصل موجة عاتية من الردود الغاضبة.

ونشرت عدة مواقع إخبارية مواعظ عن اغتيال جماعة الإخوان لشخصية “خفاجي” ونشر شائعة انضمامها للإخوان، وهذا ما لا نحتاج إلى نفيه؛ لأن “خفاجي” لم تكن يوما تنتمي إلى جماعة أو حزب حتى يفتري عليها أحد بذلك، بل كان انتماؤها إلى الإنسان والشعب والرحمة والكرامة، وأكثر الغاضبين يعرفون أنها نفس المبادئ التي قامت عليها ثورة يناير وأجهضها انقلاب 30 يونيو 2013.

لا یُقبل أن تتحول الخلافات، أیا كان نوعھا إلى التحریض من طرف تجاه طرف آخر لأنه خالفه في الرأي، وإلى المطالبة بإقصائه ومنعه والقضاء علیه، وإلى سبب للصراع والعداوة داخل الوطن، بحیث تشیع في مصر روح العداوة والبغضاء بسبب نشر تقرير يعري سوءة الانقلاب، ولیس غریبا أن یختلف الناس في آرائھم وأفكارھم، ولكن الغریب أن یتحول ھذا الاختلاف إلى اتھام وخصومة وتشھیر وسباب وشتائم، وانقسام وتمزق يريده العسكر.

من الشعب

قد يحدث أحيانًا أن يختلف معنا البعض بشكل حادٍّ أو قاسٍ بعض الشيء؛ لجهل الآخرين بأمورٍ خاصة بنا، وعدم معرفتهم القوية لنا، أو لخوفهم الشديد علينا، وفي هذه الحالة نتقبَّل النقد بصدر رحب، ونوضح لهم ما هو غائب عنهم، أو مفهوم بشكل خاطئ، وننظر للنقد نظرةً موضوعية، ونأخذ من وجهة النظر الأخرى ما ينفعنا، ونتجاوز عما يضرُّ بنا، ولا نقف عند أسلوب الكلام كثيرًا ولكن نقف عند مغزاه، إلا إذا كان المختلف ذراعا من أذرع العسكر يبغي الفساد في مصر.

لم نستخدم اسمها بالكذب كما زعم أحد مواقع العسكر الإخبارية، بل قمنا بمقارنة بين جهود قامت بها إنسانة رقيقة القلب تجاه الغلابة الذين سحقهم انقلاب السفيه السيسي، فحرمهم من العلاج ومن الدواء، واحتكرت عصابة الانقلاب من الجيش والشرطة والقضاء وإعلامهم الخدمات والحقوق، وحرمت منها الغلابة الذين يتكومون بالعشرات على الإسفلت والأرصفة أمام المستشفيات، ومن يحالفه الحظ يجد “بسطة سلم” في إحدى الخرابات أو المستشفيات الحكومية يتكوم عليها حتى يأتيه أمر الله، ويمد إليه ملك الموت كفه ليقبض روحه التي تعذبت تحت جحود جنرالات الخراب.

“هبة خفاجي” وكغيرها من الرموز الإنسانية سيرتها ليست ملكًا لأحد، بل هي ملك للشعب الذي خرجت من ظهره وأشفقت وحنت روحها عليه، على عكس ما كان يردد السفيه السيسي من سهوكة ابتلعها البسطاء والساذجين عندما قال أن “هذا الشعب لم يجد من يحنو عليه”، فهل قام السفيه السيسي بمؤسساته التي ابتلعت أرزاق الناس وثرواتهم وتركتهم عرايا من كل حق في العراء بمثل ما قامت به “خفاجي”؟!

لقد أحرقت صدورهم وأغشى عيونهم الغضب عندما تناولنا سيرة هذه الطبيبة الإنسانة، وصرخوا جميعاً في صوت واحد هي ليست ملكاً لكم لتتكلموا عنها في موقعكم، ومن حقنا الرد بالمثل أنها ليست حكراً لكم أيضا لتصادروا حقنا في الثناء على جهودها والشكر والدعاء لها بالرحمة والمغفرة، ولكن الحقيقة أنكم أصابكم الذعر لما رأيتم مقارنة صادمة بين جهود طبيبة في مقابل فشل مؤسسات الصحة والتكافل الاجتماعي التي يديرها العسكر.

أبواق العسكر

كتب أحد المواقع الإخبارية الذي تحول إلى بوق للعسكر ولاعق بيادة الانقلاب يقول: “لا يبرح الإخوان على تمرير أى حدث أو مناسبة دون استغلالها في الهجوم على الرئيس والنظام المصري”، نعم يا خدام البلاط سنظل نقارن كل زهرة جميلة شق الله لها صخر العسكر ونبتت وأزهرت رغما عن جبروتهم وقمعهم، سنقارنها بالخراب الذي يقوم به السفيه السيسي خدمة للمخطط (الصهيو- أمريكي الخليجي)، والذي أصبح حقيقة وليس مجرد مخطط نتقاول الكلام عليه، وعلاماته التفريط في سيادة الوطن في بيع جزيرتي تيران وصنافير لإسرائيل، عن طريق وكلائهم الجدد في السعودية.

ليس هذا فحسب، بل سنقارن كل جهد يقوم به مخلص للوطن من أمثال طبيبة الغلابة هبة خفاجي يرحمها الله، سنقارنه بكل خراب يقوم به العسكر في كل ما يخص الناس سياسيا واقتصاديا ومجتمعيا، سنفضح مؤامرة ترامب التي ينفذها السفيه السيسي في اتفاق القرن وتوطين الفلسطينيين في سيناء، وسنفضح بيع القاهرة للإمارات، وطرد سكانها في الوراق ومثلث ماسبيرو ونزلة السمان وغيرها.

سنفضح قتلكم للأراضي الزراعية والخراب الذي تقومون به عندما وقعتم اتفاق سد النهضة مع إثيوبيا، وتجاهلتم تحذيرات الخبراء والمخلصين من أبناء الشعب، سنفضح سرقتكم للآثار ونهبها وبيعها بالطن للأجانب في حاويات دبلوماسية، سنفضح سمسرتكم لبيع شعوب المنطقة ووأد الربيع العربي ليس في مصر فحسب، بل في سوريا التي وفرتم السلاح لقاتلها بشار الأسد، وفي ليبيا التي أعنتم مخربها الجنرال المجرم خليفة حفتر ربيب المخابرات الأمريكية، وكنتم انتم مخلب الإمارات القذر في دعمه ضد ثورة أحفاد عمر المختار، وسرقة البترول من ليبيا لصالح ايطاليا وفرنسا وروسيا.

أما أصابعكم ولجانكم وأذرعكم الإعلامية والسياسية، فلن تحجب حناجرها وصراخها وهج الشمس وحرارة الحقيقة، أما الذين يكرهون تأييد غالبية المصريين للحق الذي تدعمه جماعة الإخوان فهذا شأنهم، اكرهوا الجماعة كما شئتم والقوها بالحجارة والشتائم في مقالاتكم ومواقعكم الإخبارية التي تقتات من غائط العسكر، فهذا ما تعودت عليه الجماعة طوال مسيرتها، وأهلا وسهلا بالنقد والاختلاف من المخلصين من أبناء شعبنا وهو ما لا يفسد قضيتنا جميعا التي نلتف حولها وهى إسقاط الانقلاب وتحرير الشعب من الاحتلال الصهيوني الذي يمثله السفيه عبد الفتاح السيسي، ذاك الجنرال الذي أخذ مصر رهينة حتى يسلم العرب أنفسهم!!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …