‫الرئيسية‬ أخبار وتقارير في ذكرى ثورة يناير.. كشف حقيقة العسكر يدعم “الاصطفاف الوطني” لإنقاذ مصر
أخبار وتقارير - يناير 24, 2019

في ذكرى ثورة يناير.. كشف حقيقة العسكر يدعم “الاصطفاف الوطني” لإنقاذ مصر

“فرق تسد” سياسة انتهجها العسكر منذ ثورة يناير وحتى اليوم لتفتيت قوى الثورة والاستفراد بالحكم، وبدأت تلك السياسة الخبيثة خلال أيام الثورة بتقسيم الثوار إلى إسلاميين وغير إسلاميين، إلا أن روح الميدان أفشلت هذا المخطط وأسهمت في إنجاح الثورة وإسقاط مبارك.

الوقيعة بين الثوار

نجاح الثورة دفع قادة المجلس العسكري للبحث عن مخطط آخر لتفتيت قوي الثورة؛ حيث استغل استفتاء 19 مارس 2011 على الدستور لزرع الفتنة بين تلك القوى، ونجح هذا المخطط نسبيا، ثم بدأ في إذكاء روح الفتنة بين الثوار خلال أحداث محمد محمود والانتخابات البرلمانية والرئاسية.

وكانت الآلة الاعلامية المدعومة من العسكر تعمل على تغذية روح الخلاف وتصوير ما يحدث من تنافس بين الاخوان وغيرهم من قوى ثورة يناير على أنه “عداء”، من خلال الترويج لمصطلحات “التكويش” و”الأخونة” وغيرها من المصطلحات التي كانت تهدف إلى إضعاف قوى الثورة وشغلها بخلافاتها عن مخططات “عصابة العسكر”.

خطف ثورة يناير

وحاول الإخوان مواجهة مخططات الانقسام؛ حيث رشحت على قوائمها في الانتخابات البرلمانية شخصيات مسيحية وعامة، فيما حاول الرئيس مرسي أيضًا التصدي لتلك المخططات من خلال تعيين مساعدين ومستشارين له من غير جماعة الاخوان، إلا أن المخطط المخابراتي والإعلامي كان يسير بوتيرة أقوى وأسرع، مستفيدا من الدعم المادي الإماراتي والسعودي – الذي كشفتة التسريبات فيما بعد – ومن أعضاء الدولة العميقة والتي استمروا في مناصبهم بعد الثورة وبعد فوز الرئيس مرسي بالرئاسة.

مقدمات السرقة

ولم يكتف قادة المجلس العسكري بأن يكون الخلاف في حيز التراشق اللفظي في وسائل الإعلام، وبدأت مرحلة جديدة من الخلاف تمثلت في تحريض قادة ماتعرف بـ”جبهة الانقاذ” على حرق مقرات جماعة الإخوان وحزب الحرية والعدالة وحصار القصر الرئاسي، وكان دور العسكر وإعلامه فيها تغذية هذا التوجه العنيف في التعبير عن الخلاف تمهيدا للاستفاده منه لاحقًا في سرقة ثورة يناير بالكامل.

وجاءت اللحظة الفارقة لتنفيذ مخطط “سرقة ثورة يناير” من خلال التحريض لإسقاط الرئيس محمد مرسي والدعوة لسهرة 30 يونيو 2013 والتي كان ظاهرها الدعوة لانتخابات مبكرة، وباطنها – الذي كان يخفى على كثير من رفقاء ثورة يناير- الانقلاب على مسار ثورة يناير وليس فقط على شخص الرئيس مرسي وجماعة الإخوان المسلمين؛ الامر الذي ظهر جليا في استحواذ عصابة العسكر على المشهد في مصر وتنحية وجوه ما تعرف بـ”جبهة الانقاذ” جانبا، بل واعتقال والتنكيل بعدد من قادتها.

للأسف كنت أعلم

ومع مرور الأيام، بدأت حقيقة المخطط العسكري للكثير من رفقاء ثورة يناير ممن أسهموا في 30 يونيو وتسليم البلاد والثورة على طبق من ذهب لعصابة العسكر من جديد، وهو ما ظهر في رسالة مؤسس حركة 6 أبريل أحمد ماهر، عقب الانقلاب وتعرضه للاعتقال، قائلا: “لم أستوعب الرسالة جيدا رغم أنها تكررت مرتين، الأولى كانت تقريبا في أكتوبر 2013 عندما وجدت فجأه خبر اعتقالي منتشرا في مصر والعالم بشكل غريب، كنت في منزلي وقتها أتناول العشاء وأشاهد التليفزيون عندما فوجئت بمئات الاتصالات من مصر ومن خارج مصر تسألني عن خبر اعتقالي.. كنت أضحك وقتها على سذاجة الخبر ولكن أيضا تعجبت من مدى سرعة انتشاره بهذا الشكل، وظللت أكذب خبر اعتقالي ولكن للأسف لم أنتبه إلى أنه جس نبض”.

وأضاف ماهر: “المرة الثانية كانت فى نوفمبر 2013 قبل حبسى فعليا بأيام عندما كنت أجلس مع أحد الأصدقاء وفوجئت أيضا بمئات الاتصالات للاطمئنان وأيضا عشرات الصحف والقنوات للاستفسارعن صحة الخبر، يومها سخرت أيضا من هذا الخبر ولكن صديقى نبهنى أن هذه ليست أول مرة، وأن هذا معناه أن هناك جهة ما تجس النبض وتقيس رد الفعل على خبر اعتقالى وهذا معناه أنه سيتم اعتقالى فعلا قريبا، وكان الغرض وقتها قياس رد الفعل تمهيدا لاعتقال قريب….”

وتابع ماهر قائلا: “كنت أعلم السيناريو للأسف منذ أكثر من عام، ففى فبراير 2013 تقابلت صدفة مع أحد أمراء الشعب الذى بشرنى بسيناريو افتعال العنف والاشتباكات ثم سيل مزيد من الدماء وأحداث فوضى لكى ينزل الجيش وسألنى.. أنت معانا ولا لأ.. احنا عايزين 6 أبريل هى اللى تقود، فكانت إجابتى.. سيناريو العنف والدم لا يتفق مع مبادئنا وأيدلوجياتنا، كما أن سيناريو عودة العسكر للسلطة هو أمر نرفضه تماما.. ألا تذكر 2011 ، فكان رده: “طيب إذا كنت رافض تكون معانا فعلى الأقل بلاش تنتقد العنف والدم وعودة العسكر للسلطة”.

واستطرد قائلا: “فى أبريل 2013 تقابلت صدفة مع أحد الواصلين بكل الأجهزة والجبهات الرسمية، وكان حديثه أشبه بالنصيحة والتحذير: على يوليو اللى جاى (يقصد 2013) لن يكون هناك 6 أبريل ولا أحمد ماهر بالذات، مش كفاية أنكم رافضين مرسى أو بتعارضوا حكم الإخوان، الترتيب اللى جاى أن الجيش هو اللى يمسك السلطة وأنتم رافضين ومش عايزين تشاركوا فى الكلام، والناس متخوفة منكم أنكم هاتقولوا برضه يسقط يسقط حكم العسكر، فالترتيب أنكم تختفوا الفترة الجاية، مش هايكون ليكم صوت ومحدش هايسمعكم ولا هايتعاطف معاكم.. وأنت بالذات.. ابتسمت وكررت على محدثى أن فكرة رفض الدولة العسكرية ليست خيارا، بل هو مبدأ من مبادئ التأسيس ولا يمكن الحيد عنه، فقال لى: عموما انت هاتتشوه الفترة الجاية بشكل مكثف وأكتر من أى حد وهايتم اغتيالك معنويا ومحدش هايسمعك،.. ابتسمت وانصرفت.

وتابع ماهر: “فى الفترة من 3 يوليو وقبل التفويض، وعند بدء اعتراضنا على الإجراءات والانتهاكات واعتراضنا على فكرة التفويض، جاء رجل من أقصى المدينة يسعى، صديق قديم أصبح فى معسكر السلطة وحذرنى: ليس مسموحا بالاعتراض.. احنا فى حرب على الإرهاب.. مفيش حاجة اسمها حقوق إنسان، احنا فى حالة طوارئ دائمة وغير مسموح بالمعارضة، من ليس معنا فهو ضدنا.. وخلى بالك من نفسك يا أحمد علشان خلاص جابو آخرهم منك.. حتى فكرة لا عسكر ولا إخوان مرفوضة.

واختتم رسالتة قائلا: “للأسف كنت أعلم من البداية.. كان الجميع يعلم منذ البداية، صحيح أنى فى السجن بسبب أنى رفضت وتحدثت عن بعض ما أعلم.. ولكن الجميع يعلم”.

الاصطفاف الوطني

وبعد أن بات قمع العسكر يطال الجميع، إسلاميين وغير إسلاميين من رفقاء ثورة يناير، بدأت تتعالى الأصوات بالاصطفاف الوطني لاستعادة ثورة يناير، وظهر ذلك جليا في العديد من بيانات جماعة الإخوان المسلمين والتحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب والمجلس الثوري المصري وغيرها من المنظمات والمؤسسات الداعمة للشرعية داخل وخارج مصر، وبدأت تظهر مبادرات ونداءات من شخصيات وطنية مستقلة تدعو إلى الاصطفاف الوطني ونبذ الخلاف بين رفقاء ثورة يناير.

وكان أبرز تلك الدعوات ما خرج في الذكرى الرابعه لثورة يناير من دعوة للاصطفاف الوطني، تحت اسم “بيان القاهره”، وكان أبرز ما جاء فيه “أربعة أعوام مضت … سقط فيها آلاف الشهداء من سائر التيارات، وسجن فيها عشرات الآلاف من كل الطبقات، وجرح فيها عشرات الآلاف من جميع محافظات مصر.. يجمع هؤلاء جميعا رغبتهم الصادقة في عيش كريم، في دولة لا سيد فيها ولا عبد.. نتذكر صلواتنا وقداساتنا، وأولادنا يحمون بناتنا، وكبارنا مع صغارنا.. نتذكر أرغفتنا التي كفتنا رغم قلتها، وخلافاتنا التي تراجعت رغم حدتها.. نتذكر شهداءنا الذين ما زالت دماؤهم في أعناقنا بعد أن برأت قاتليهم يد الظلام، ونتذكر جرحانا بعد أن تنكر لهم اللئام”.

وأضاف البيان: “تمر بنا ذكريات أعوام أربعة، مرت بحلوها ومرها، وستجد هذه الذكريات بيننا ألسنة لا هم لها إلا إيقاظ الفتنة بين الثوار، وتأجيج الأحقاد بين المواطنين، وإشعال الحروب بين أهل البيت الواحد.. إن جميع المنضمين لبيان القاهرة يؤكدون أنهم ما زالوا واقفين في منتصف ميدان التحرير، رافعين راية الاصطفاف الوطني، لصالح الوطن لا لصالح حزب أوجماعة أو تيار.. يقفون في منتصف ميدان التحرير أمام جمال الحزب الوطني بعد أن احتلت الميدان، وقتلت الثوار، واعتدت على النساء والأطفال.. يقفون في منتصف ميدان التحرير بعد أن برأت المحاكم كل القتلة، وألقت بمن كانوا هنا في الميدان في غياهب السجون”.

وتابع البيان: “نتوجه لكل عاقل مخلص لهذا الوطن بنداء من القلب : توحدوا ضد الانقلاب العسكري الذي اضطهد الجميع، وقتل الجميع، وشرد الجميع، وصادر أموال الجميع، ولم يحافظ على كرامة أحد في مصر إلا كرامة من قامت ضدهم ثورة يناير.. نقف في منتصف ميدان التحرير لنقول لكل ثوار يناير ولكل أعداء ثورة يناير (الثورة مستمرة)!.. نتفهم مخاوف الذين يطمحون للاصطفاف نصرةً للثورة ولكنهم يخشون تكرار الأخطاء، ونقول لهم لقد تعلمنا جميعا من كل ما مضى، ولن نسير إلا في طريق واضح يتفق عليه كل مؤمن بالثورة، لا غالب فيه ولا مغلوب من الثوار، ولا منتصر فيه إلا الوطن، ولا مهزوم فيه إلا الثورة المضادة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …