‫الرئيسية‬ تواصل اجتماعي شركاء في السجن والرؤية.. هل استوعب الثوار الدرس؟
تواصل اجتماعي - يناير 2, 2019

شركاء في السجن والرؤية.. هل استوعب الثوار الدرس؟

مع حلول الذكرى الثامنة لثورة يناير، تعاني الحركة الثورية في مصر غيابا في الرؤية في ظل قمع شديد ومتواصل لا يفتأ يقدم قادة لحراك ثوري متوقعون لدى سلطات الإنقلاب إلى جلاد وسياف من نمط السيسي وقاض وشهود غير عدول، فاعتقل الجميع أحمد ماهر ومحمد عادل وألتراس أهلاوي وزملكاوي.

وتعاني الحركة ايضا شحا في غياب وجهات جديدة للاصطفاف مع شركاء الميدان كما حدث في صورته شبه المثالية في اجتماع فيرمونت من اصطفاف ثوري مع الإخوان ومرشحهم الرئاسي الدكتور محمد مرسي، حينها تشاركت قوى الثورة ومنها 6 أبريل كما يقول كان يدعو محمود عفيفي في يونيو 2012، “كل القوى الوطنيه إلى الإصطفاف الوطنى لإسقاط شفيق”، ومثلهم أفراد يعبرون عن تيارات ليبرالية وإسلامية وغير مؤدلجة كما الالتراس.

تعلمت من أخطائي

على مستوى الشارع اتضح أن الثوار كأفراد كل قد فهم من زاويته، فأشرف شرشر رغم أنه مختلف مع الإخوان ويرى أنهم مهنيون ناجحون ولكنهم فاشلون سياسيا، ولكنه رأى في ذكرى 30 يونيو الماضي أنه “الأسود على مصر”، ولكنه رأى أن البعض كانوا يمثلون خسة نفوسهم و لؤم طباعهم ومنهم “العلمانيون الذين كانوا جنباً إلى جنب مع البراهمة رأس حربة الإنقلاب في الإطاحة بالرئيس المنتخب الوحيد في تاريخ مصر، الجديد في هذه الصورة خروجهم علينا هكذا بكل وقاحة ليعلنوا عن عدم ندمهم في المشاركة في أحداث الإنقلاب الدموي مع أنهم يدعون السيسي للرحيل و يشاركون في الهشتاج الشهير”.

وأعتبر أنهم وقحاء بعدما ظهر سعيهم فقط للسلطة حيث “لم يضعوا أيديهم في يد الإخوان رغم إعتراف أكثرهم بنجاعة الحلول الإقتصادية التي قامت بها حكومة هشام قنديل بوزير تموينها الباسم في مواجهة الأزمات اقتصادية الطاحنة ، وذلك لأنهم حرموهم من المناصب و السلطة و الحكم و الرياسة”. وطالبهم بأن يكونوا مثل علمانيو تركيا الذين رفضوا الإنقلاب.

هل حقا قمنا بثورة ؟

واعتبرت يوليا سميث “Yulia Smith” أننا لم نزح العسكر منذ البداية وأننا ظننا أننا اسقطنا رئيس استمر 30 عاما وانتخبنا رئيس ثم انقلب عليه العسكر”.

ورأت أن العسكر لم ينقلب علي أحد؛ موضحة أنه لا أحد كان يحكم سوى العسكر، وأننا لم نخرج من دائرة العسكر أساسا. مطالبة بإعادة النظر في ثورة يناير أو “انقلاب يناير”!

وأوضحت أن انتشار الدبابات وتولي الجيش ما يسمي حماية المؤسسات والفترة الانتقالية وغيرها من الإجراءات مثلت رد فعل الجيش كجزء من النظام، وأنه كان غريبا وقتها، علي عكس موقف الداخلية الذي يعد طبيعيا في نظام ديكتاتوري وحينها شعرت أنها مهددة بالانهيار.

وخلصت إلى أن “الجيش رسم الخطة ببراعة ..بدءا من انقلابه علي مبارك واستعادة السلطة جزئيا حتي انقلابه علي مرسي و استعادة السلطة كاملة ، وما نحن فيه الان كان مخططا له منذ بيان الجيش الاول في يناير والشعب كان وسيلة لتحقيقه..”.

غير أن الكاتب الصحفي طرح تغريدة شبيهة فقال “كانت هناك أصوات تبيع أوهامًا من قبيل إمكانية الاصطفاف مع الجميع، بما في ذلك نظام مبارك نفسه، للتخلص من انقلاب السيسي..على هذا الأصوات أن تتوارى وتسكت، بعد شهادة مبارك”.

الاصطفاف من جديد

توقف الحديث عن الاصطفاف منذ أن أعلنت 6 أبريل في 2016 أنها ستكتفي بلبس السواد والجلوس في البيوت دون نزول الميادين، وقطع بعضهم الصلة بحركة الاشتراكيين الثوريين بعدما دافعت عن اعتقال الشواذ في حفل التجمع قبل نحو عام.

غير أن يوليو وأغسطس الماضيين شهدا تغريدات من د.محمد البرادعي فلأول مرة كان يغرد عن التوافق والاصطفاف والضمانات للدولة المدنية، فبعد ٥ سنوات من الانقلاب يرى مراقبون أن البرادعي استوعب الدرس.

وكتب البرادعي في 28 يوليو “أزداد يقينًا كل يوم أن لم الشمل والتسامح وليس الإنتقام وشيطنة الآخر هما السبيل الوحيد لمستقبل واعد ومجتمع فى سلام مع نفسه”.

وتغريدة تالية قال فيها “أمامنا خيارين لا ثالث لهما: ١- التوصل إلى ما يجمعنا فى إطار تعددية قائمة على عدالة تصالحية وتوافق وطنى على القيم الأساسية وفى مقدمتها الكرامة الإنسانية و علاقة الدين بالدولة ٢- الاستمرار فى الفُرقة والانقسام فى إطار علاقة صفرية إنتقامية يخسر فيها الجميع ونسير من سئ إلى أسوأ”.

وثالثة يعلن فيها أن “التوافق الوطنى يعنى نضج وشجاعة كافة فصائل المجتمع بدون إستثناء على الحوار معا لتصفية الخلافات والاتفاق على بناء ديمقراطي حقيقي يضمن الحرية والكرامة لكل إنسان.التوافق الوطنى هو مفتاح الاستقرار ولا تقدم فى أى مجال بدونه.يجب أن نفهم هذا كما فهم غيرنا ونتوقف عن الدوران فى حلقة مفرغة”.

أما التعليق المباشر فكان من طاهر الشهابي الذي كتب معلقا على تغريداته “مرة أخرى وأخيرة إن كنت صادقا مخلصا فى دعوتك لوجه الله فلم لا تعترف ان ما حدث انقلاب عسكرى وتدلى بشهادتك وتعتذر لخطيئة وقوعك”على الأقل”فى أفخاخه وتجهر بالحريه لكل مساجين الظلم وتسلم بالتزامك بأغلبية الصندوق الحر النزيه”أيا كانت نتائجه”دون اقصاء لأى أخر كان{عدا ذلك يفتح الله يا دوكتر}”.

البرادعي الرجيم

دعوة البرادعي سبقها بيان له في 2016، وعن ردود الفعل عليه كتب وائل قنديل مقالا بعنوان “البرادعي الرجيم” رحب فيها “قنديل” بتصريحات نائب المرشد العام إبراهيم منير المرحبة ببيان الدكتور محمد البرادعي، الأخير، معتبرا أنها “الأكثر عقلانية، وسط غابةٍ من ردود الأفعال المتشنجة من شخصيات وكيانات محسوبة على معسكر”دعم الشرعية”، انشغلت (كالعادة) بكيل الشتائم للبرادعي، من دون أن تمنح نفسها فرصة التفكير في الإفادة من شهادته المدوية..عندما تحدث في مؤتمر حالة الاتحاد الأوروبي، قائلا بالنص”ما بعد ذلك كان مخالفاً تماما لما وافقت عليه كخارطة طريق.

وعاب قنديل أن يكون أسلوب الخطاب الثوري يملؤه استمرار الأسى على المصير البائس وحالة الصراخ، والسباب البذيء والـ”ردح”.
ورأى أن هذه الحالة انتقل فيها المنتقدون من شخص المتكلّم، إلى مرحلة اتهام المرحبين بشهادته بالخيانة والتآمر.

وطالب بالاستفادة من البيان مضيفا أن هناك أكثر من نقطة يمكن الاختلاف معها في بيان البرادعي الذي يدين فيه نفسه، كما يدين صقور الفاشية المنقلبين، غير أنّ هذا كله لا يقلّل من أهمية شهادة الرجل الثالث بسلطة الانقلاب، في مرحلتها الأولى، ويجعل من الواجب الالتفات لمضمونها..”.

منفردون قادرون

للمؤرخ الطبيب د . محمد الجوادي تغريدة متداولة تعبر أن مواجهة الظالم يمكن أن تكون منفردة فيقول: و”‏بدون اصطفاف ..٦ ابريل وحدها قادرة على انتصار ..اي التراس قادر على انتصار ..تنظيم الاناركيين قادر على انتصار..كوستا قادر على انتصار”.

غير أن فلسفة الجوادي فسرها استاذ السياسة د.سيف عبدالفتاح فقال: نخاطب الناس جميعا: “من يصطف معنا”، إن لم تكن معي في موقفي كاملاً، فكن ضد الانقلاب الغاصب الطاغي، فإن كنت تشكك فى ذلك، على الرغم من وضوحه وبيانه، فكن مع استعادة المسار الديمقراطي، وإن كان يغيم أو يغيب عنك ذلك، فكن مع استعادة ثورة يناير ومكتسباتها، وإن اختلط عليك الأمر بشأن ثورة الشعب العظيمة، فكن مع معاشك الذي يتهدد، وأمانك الذي يتقوض، وإذا لم تكن معي في هذا كله، فكن معي كمواطن حر عزيز، وإنسان مكرم أصيل، تحافظ على حقوق الإنسان التأسيسية والأساسية، تحافظ على الحرمات تحميها، وتدفع وتدافع عنها”.

ضيقو الأفق

وفي إحدى حلقاته التلفزيونية المعدودة، وصف الدكتور محمد محسوب -وزير الشئون القانونية بحكومة الدكتور هشام قنديل- من يرفضون إعادة الاصطفاف في ذكرى يناير بـ”ضيقي الأفق، وأصحاب رؤية قصيرة المدى، يغرقون في رؤيتهم الخاصة ولا يستطيعون الخروج من رؤيتهم ونظرتهم الخاصة إلى رحاب النظرة العامة للشعب المصري”.

وأضاف محسوب -فى برنامج “رؤيتى” على فضائية “الشرق” أن ذكرى ثورة 25 يناير تمثل حلم الشعب المِصْري، وأن اقتراب ذكرى يناير اقتراب لتحقيق حلم الشعب المِصْري.

ووجه رسالة إلى رافضي الاصطفاف الثوري، لافتا إلى أن يناير ليس شهرًا ولا فترة زمنية، وإنما سلوك ومعانٍ طبعها الشعب المِصْري بميدان التحرير، وأنه لن يستطيع أحد التعالى على الشعب المِصْري أو تصنيفه أو تقسيمه، فالشعب المِصْري كله واحد وأمة واحدة وأنه لا يوجد شخص بعينه يمثل الشعب المِصْري.

وأكد محسوب أن جميع الأيادي بميدان التحرير كانت ترفع علم مِصْر، ولم يكن يمكن لأي أحد التفريق بين هذه الأيدي، وهل هي لطالب أم موظف أم فلاح أم عامل أو يد مسلم أم مسيحي ليبرالي أم إسلامي فكلهم يحملون وجهة نظر عامة تتمثل في شعار الثورة “عيش حرية عدالة اجتماعية”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …