‫الرئيسية‬ أخبار وتقارير قبل أن يتملك منك اليأس.. 4 دلالات تؤكد قوة الثورة القادمة في مصر والوطن العربي
أخبار وتقارير - ديسمبر 19, 2018

قبل أن يتملك منك اليأس.. 4 دلالات تؤكد قوة الثورة القادمة في مصر والوطن العربي

في الوقت الذي احتل اليأس مكانه من أصحاب الربيع العربي، بعد تآمر المتآمرين وانقلاب المنقلبين، على هذه الثورات، وعودة شعوبها للمربع دون الصفر، بعثت رسائل الاحتجاجات الفرنسية رسائل شديدة اللهجة، خلال تظاهرات أصحاب السترات الصفراء، الذين أشعلوا فرنسا، وأرسلوا رسائلهم المعنوية لثوار الربيع العربي، أن طالما أن هناك روج في جسد ما زال هناك نضال في ميدان.

وتستمر انتاضة أصحاب السترات الصفراء على مداى شهر كامل ويزيد احتجاجا على رفع سعر الوقود، وقام محتجو “السترات الصفراء” بحرق أكشاك دفع رسوم العبور على الطرق السريعة وأحرقوا بعضها أمس الثلاثاء، مما تسبب في فوضى بقطاع النقل الفرنسي في أنحاء البلاد قبل أيام من عطلات عيد الميلاد.

وقالت شركة (فينسي أوتوروت)، وهي أكبر مشغل للطرق في فرنسا، إن مظاهرات اندلعت عند نحو 40 موقعًا في شبكتها وإن عددًا من نقاط التقاطع على الطرق السريعة تعرض لأضرار بالغة، وخصوصًا في مدن سياحية مثل أفينيون وأورانج وبربينيان وأجدي، وألقت السلطات يوم الثلاثاء القبض على نحو 20 شخصًا بعد إشعال الحرائق بينما لا يزال أربعة قيد الاحتجاز بعد حرائق اندلعت يوم السبت الماضي.

وبدأت حركة السترات الصفراء كاحتجاج على زيادة الضرائب على الوقود، لكنها تصاعدت إلى مظاهرات أوسع ضد السياسات الاقتصادية الليبرالية للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

المظاهرات تخفض التوقعات بخصوص نمو الاقتصاد الفرنسي وخفض المعهد الوطني الفرنسي للإحصاء والدراسات الاقتصادية (INSEE) توقعاته بخصوص نمو الاقتصاد الفرنسي في عام 2018 من 1.7% إلى 1.5%؛ بسبب المظاهرات المناهضة للحكومة، وشهدت أعمال عنف.

وأسفرت الاحتجاجات عن مصرع 8 أشخاص وإصابة أكثر من 1000 آخرين بجروح، وتوقيف 4 آلاف و341 شخصًا، كما يرى محللون اقتصاديون أن هذه الاحتجاجات التي أثرت على السياحة بشكل كبير، أضرت كذلك بالاقتصاد، متوقعين أن يبلغ حجم الخسائر الاقتصادية عشرات المليارات من اليورو.

الربيع العربي لم ينته

وكشف الأكاديمي الفرنسي ألان غابون أن الربيع العربي الذي انطلق قبل 8 سنوات في المنطقة العربي لم ينته رغم كل الاخفاقات التي تعرض لها من قبل الأنظمة السابقة، مدللا على رأيه بالانتفاضة المفاجئة التي حدثت في فرسنا، وأكدت أن الشعوب لم تمت حال عملت الأانظمة الحاكمة على قتلها.

وقال غابون إن هناك 4 أسباب منها أن هذه الانتفاضات كسرت هيمنة الحكام على البلاد إلى الأبد.

وأضاف الكاتب الفرنسي في مقال على موقع ” ميدل إيست آي”البريطاني، إن ثورات الربيع العربي التي أسقطت 5 أنظمة ديكتاتورية لهي قادرة على العودة مرة أخرى رغم هذه المآسي التي تعرضت لها.

وتابع يُعد المشهد السياسي الحالي في منطقة الشرق الأوسط مخيباً للآمال حقاً عندما يتذكَّر المرء شعور الأمل المُبهِج في تحقيق الديمقراطية والتحوُّل إلى نظام حكم أفضل منبثق عن انتفاضات عام 2011، التي اندلعت في تلك المنطقة، ويبدو المعجم الجديد لمرحلة «ما بعد الربيع العربي» أو حتى “الشتاء العربي” مُبرَّرًا تمامًا.

4 أسباب تبعث التفاؤل في المنطقة رغم مرارة الواقع

وقال غابون إنه بالرغم من أن المنطقة حالياً أبعد من أي وقت مضى عن رؤية الوصول إلى مجتمعات ديمقراطية سلمية عادلة مزدهرة شاملة كانت حلم الملايين الذين نزلوا إلى الشوارع والميادين العامة بأمل وبهجة كبيرين للغاية في جميع أنحاء المنطقة، من المغرب إلى البحرين، ومن مصر إلى اليمن. ويَصعُب حتى تخيُّل أنَّ ذلك حدث قبل ثماني سنوات فقط، بل يبدو الأمر وكأنَّه لحظة أخَّاذة مذهلة تنتمي إلى حقبة تاريخية مُنصَرِمة.

وقال إن الوضع الآن أسوأ وأكثر كارثية مما كان عليه قبل أن يضرم الشاب التونسي بائع الخضار المتجول، محمد البوعزيزي، النار في نفسه يوم 17 ديسمبر من عام 2010، وهي الشرارة التي أشعلت هذه السلسلة التاريخية من الانتفاضات المترابطة الرمزية والثورات السلمية.

وأكد أن مصر، التي باتت ساحة ميدان التحرير فيها هي الشعار الأشهر والأكثر تداولاً للربيع العربي في أنحاء العالم، خاضعة الآن لحاكم مستبد فاشي بالغ العنف أسوأ بكثير من سلفه، محمد حسني مبارك.

وأشار إلى ديكتاتورية الأانظمة الخليجية في المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين تحت حكم سلالات ملكية مطلقة أو شبه مطلقة.

وقال إن السعودية أقوى دولة في المنطقة من حيث النفوذ أصبحت تحت حكم شاب متهور هو محمد بن سلمان، الذي يُعد رجلاً قاتلاً وارتكب جرائم حرب في اليمن، انتكاسةً مُروِّعة في طبيعة ممارسة السلطة السعودية وأسلوبها، حتى في ظل المعايير المنخفضة للديمقراطية في المملكة السعودية. بينما تعرَّض اليمن -الذي هَلَك جزءٌ كبير من سكانه على مرِّ أربع سنوات من جرَّاء مزيجٍ فظيع من حروب أجنبية بالوكالة، وحربٍ أهلية، وأمراض ومجاعة ناجمة عن أفعال بشرية– للتفكك والانهيار، والأمر نفسه ينطبق على سوريا وليبيا. وتمزَّقت بعض الدول تمزُّقاً عميقًا لدرجة أنَّها قد لا تستطيع التعافي قبل فترة تمتد على مدى العقد المقبل أو أكثر.

وأشار إلى العراق الذي لم يتعاف من تداعيات ثماني سنوات من الاحتلال الأمريكي وموجات العنف التي أثارها الغزو الأمريكي في عام 2003. فالبلاد تعود بالكاد إلى أبسط مظاهر الحياة بعد ثلاث سنوات من وحشية تنظيم الدولة الإسلامية (داعش).

أما في فلسطين أكد غابون أن الطريق مسدود ووصل الوضع الإسرائيلي الفلسطيني إلى هذا الطريقٍ لتصميم إسرائيل (وحلفائها) على عرقلة قيام دولة فلسطينية، واستعمارها الوحشي المستمر بقوة السلاح، وعنصريتها الاستبدادية الحالية النابعة من إيمانها بتفوق العنصر اليهودي، وإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي تعد أكثر الإدارات الأمريكية تأييداً من دون قيد أو شرط لإسرائيل منذ إنشاء دولة إسرائيل.

وأشار إلى تخلَّى الجميع عن الشعب الفلسطيني تمامًا، بما في ذلك الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ومعظم الدول العربية، خاصة في ظل تقارب محمد بن سلمان مع إسرائيل.

لماذا فشل الربيع العربي؟

وكشف أن من أسباب فشل الربيع العربي هو إدراك الانظمة العربية أنَّ الانتفاضة ضدهم كانت حقيقية، وأنَّها قد تشير حقًّا إلى نهاية حكمهم وامتيازاتهم، لذلك تحوَّلت جميع الزمرات الحاكمة والطغاة على الفور إلى وضع مناهض للثورة تمامًا.. لقد فهموا بوضوح أنَّ هذه معركة تاريخية بالنسبة لهم من أجل البقاء، لذلك جمعوا على الفور لتحقيق هذه الغاية – الموارد الهائلة -العسكرية والاقتصادية والسياسية والدعائية- لتكون تحت تصرفهم قبل فوات الأوان، بينما كانوا يدعمون بعضهم البعض في إجراءات القمع الدموي لتلك الاحتجاجات، كما فعلت المملكة العربية السعودية مع احتجاجات البحرين.

ونجحت الوسائل اللوجيستية المهمة التي تمكّنوا من حشدها، ومن ضمنها قواتهم الأمنية الضخمة، وخبراتهم الطويلة ومهاراتهم في القمع، وتصميمهم الحاسم على وأد تلك الثورات في مهدها، وذكاؤهم الاستراتيجي، ومناوراتهم الممتازة المُحنَّكة -مع الأسف- في التفوق تمامًا على المتظاهرين وقمعهم بصورة دموية، إذا لزم الأمر. ووحَّد أولئك، الذين ما زالوا يُمثّلون أجهزة الدولة القوية وقواتها، جهودهم لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من حكمهم.

وأشار إلى التفوَّق على الأطراف الثورية في مواجهة مثل هذه الجهات القوية المناهضة للثورة، التي تتسم بالتركيز والقسوة والذكاء ووفرة الموارد، بغض النظر عن ملايين المُحتجّين الذين خرجوا إلى الشوارع. لم يكن لدى أولئك الثوريين والمُحتجّين قادة، ولا موارد حقيقية سوى أجسادهم وروحهم وشجاعتهم، إذ كانوا بعيدين للغاية عن نموذج قادة الثورة الفرنسية أو السوفيتية ،على سبيل المثال، وكثيرًا ما ارتكبوا أخطاء مأساوية.

على سبيل المثال، عندما تهورت حركة “تَمرُّد” المصرية -التي كانت مشوَّشة تمامًا ومنتشية حتى الثمالة من جرَّاء النجاحات الأولية المُبهجة المذهلة للربيع العربي- ودعمت الانقلاب العسكري الذي نفَّذه عبد الفتاح السيسي في شهر يوليو من عام 2013 ضد الرئيس المنتخب ديمقراطياً محمد مرسي، اعتقدوا حينها –ويجب أن يُقال بغباء- أنَّهم يستطيعون السيطرة على قوة أضخم كثيراً مثل المجلس الاعلى للقوات المسلحة أو كبح جماحها.

وأشار إلى أن أعضاء حركة “تمرد” وجدوا أنفسهم، نتيجة لهذه السذاجة، قابعين في زنزانات السجون مع أعضاء جماعة الإخوان المسلمين، التي كانوا يكنِّون لها الكراهية في السابق، وذلك عندما انقلب السيسي بعد القضاء على الرئيس مرسي.

ما الذي يبعث على الأمل؟

وأكد غابون أنه رغم كل هذا، وأنه يمكن أن يقود إلى مزيدٍ من اليأس والإحباط، بينما من منظورٍ تاريخيٍ، فإن إسقاط أربعة أنظمةٍ ديكتاتوريةٍ في سنةٍ واحدةٍ ثم إجراء انتخاباتٍ حرةٍ في عدةٍ بلدانٍ، وقيام نظامٍ ديمقراطيٍ حقيقي واحدٍ على الأقل واستقراره وعلى الأقل إجراء بعض الإصلاحات في بلادٍ مثل المغرب، كل ذلك لا يجب تجاهله أبدًا.

وأضف أن التجربة المنعشة للربيع العربي، الذي كان تجربة الملايين الأولى للحرية والسيادة الشعبية، لحظةً تأسيسيةً ونموذجًا ومصدرًا مستمرًّا للإلهام، كما فضح الربيع العربي، إلى الأبد، الفكرة التي كانت مستقرةً بين تلك الشعوب، والقائلة إن “العالم العربي” ميؤوسٌ منه، ولن يكون أبدًا قادرًا على تحقيق الحرية والسيادة الشعبية كما فعلت معظم شعوب العالم، وبهذا كان الربيع العربي نوعًا من الاستثناء الجغرافي الثقافي.

وأشار إلى ما أظهره الربيع العربي أن تلك الأنظمة الاستبدادية التي ظن الكثيرون أنها راسخة للغاية، أو على الأقل قويةٌ ومستقرةٌ، ليست في الواقع سوى مجرَّد نمورٍ ورقيةٍ يمكن الوقوف في وجهها بل وهزيمتها. ولو أنَّ قادة الأنظمة من أمثال عبد الفتاح السيسي وبشار الأسد ومحمد بن سلمان كانوا يقمعون أي بادرة معارضةٍ منذ ذلك الحين بالوحشية التي شهدناها، فإنهم يفعلون ذلك بدافع الخوف، بل واليأس حتى، لأنهم وبعد شعورهم بحرارة الانتفاضات، يعرفون أنهم أشد هشاشةً بكثيرٍ من مظهر القوة والثقة الذي يسعون للظهور به.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …