‫الرئيسية‬ أخبار وتقارير شاهد.. 4 دلالات من مشاهد هروب شرطة السيسي أمام أهالي جزيرة الوراق
أخبار وتقارير - ديسمبر 19, 2018

شاهد.. 4 دلالات من مشاهد هروب شرطة السيسي أمام أهالي جزيرة الوراق

في مشهد يعيد إلى الأذهان مشاهد الجولة الأولى من ثورة 25 يناير 2011م، تمكن أهالي جزيرة الوراق بمحافظة الجيزة من التصدي لعناصر ميليشيا الشرطة الموالية لنظام الانقلاب العسكري أمس الثلاثاء 18 ديسمبر 2018م، ومنعوهم من تنفيذ قرر هدم وإزالة معدية “دمنهور/شبرا” وتشغيل معدية الجيش بل أجبرو عناصر الشرطة على الهروب فرارا من طوفان الأهالي عقب علمهم بالنبأ.

وفي 16 يوليو 2017، اندلعت اشتباكات بين قوات أمن النظام العسكري وأهالي جزيرة الوراق – تضم أكثر من 90 ألف نسمة – ما أسفر عن مقتل محتج، وإصابة العشرات.

وتقول السلطات المصرية إن بعض مباني جزيرة الوراق مقامة على أراضِ مملوكة للدولة، بينما يؤكد الأهالي أنهم يمتلكون أوراقًا رسمية تثبت ملكيتهم للأرض، ما ينذر بفتح باب الصراع بين السلطات والأهالي على حيازة الأرض في الجزر النيلية، وفق محللين.

البداية جاءت من منشور على موقع “فيس بوك” طالب جميع أهالي الجزيرة بالتوجه فورا إلى “معدية السني” لمنع حملة ممنهجة لإزالة المعدية، وتشغيل “العبارة الجديدة “الخاصة بالجيش، مطالبين بالثبات ومنع الهدم والإزالة.

وبث ناشطون على “فيسبوك” مظاهرات لمحتجين تجمعوا أمام المعدية الجزيرة رفضًا لإزالتها من قِبل وزارة الداخلية، مرددين هتافات مثل: “مش هنمشي.. هما يمشوا”، “بالروح بالدم نفديكِ يا جزيرة”،و”فكوا علينا الحصار “.

“4” رسائل ودلالات

الدلالة الأولى: هي جرأة الأهالي على مواجهة مليشيا النظام وإجبارها على الفرار خوفا من بطش الأهالي بما يمثل استعادة لمشاهدة الثورة الأولى، بل إن الهتافات التي أطلقها أهالي الجزيرة تشابهت مع هتافات الثورة “مش هنمشي هما يمشوا.. بالروح بالدم نفديك يا جزيرة”.

كما تؤكد أن المصريين يصبرون إلى حين فإذا زاد الحد عن التحمل ينفجرون كالبركان. وهو ما تؤكد عليه تحليلات كثيرة تتكهن باندلاع ثورة عارمة على ضفاف النيل تكون ثورة 25 يناير بالمقارنة بها نزهة ما يشير إلى أنها ربما تكون ثورة جياع لا تبقي ولا تذر إذا استمرت نفس السياسات القمعية الوحشية التي لا تكترث بأنات الفقراء وآلامهم.

الدلالة الثانية: تتعلق بالدور القوي الذي تمثله وسائل التواصل الاجتماعي فتجمع الأهالي وزيادة أعدادهم جاء عبر فيس بوك وتم نقل تفاصيل المظاهرة والاحتجاج للعالم كله في نفس الوقت ولولا ذلك لم يعلم الناس شيئا، ولتمكنت أجهزة الانقلاب من قمع الأهالي وإجبارهم على الإخلاء القسري كرها وجبرا، ما يؤكد الأهمية الكبرى لمواقع التواصل الاجتماعي في كسر عمليات التعتيم والحصار التي تمارسها أجهزة النظام بحق وسائل الإعلام كما يفسر أيضا الأسباب التي تجعل النظام السلطوي الشمولي شديد الكراهية لمواقع التواصل الاجتماعي لأنها ببساطة تكسر توجهاتها وسياسياته الرامية لحصار حرية الرأي والتعبير والتغطية على جرائم النظام المشينة.

وكما كانت وسائل التواصل الاجتماعي لها دور فعال ومؤثر في نقل أحداث وفعاليات ثورة يناير فهي تقوم بذات الدور في حماية المهمشين والمضطهدين الذي يواجهون قمع السلطة بكشف الحقيقة وفضح الممارسات الإجرامية للنظام.

الدلالة الثالثة: هي فهم معادلة الثورة، وأن الصراع في حقيقته الناصعة بين شعب يطمح في الحرية والكرامة والعدالة والتوزيع العادل للثروة ونظام عسكري سلطوي يهمين على جميع مفاصل الحكم والثروة من أجل تكريس مصالح كبار الجنرالات الذين يحكمون مصر بالوكالة عن قوى دولية وإقليمية مثل الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل والسعودية والإمارات ودور السلطة هو ضمان حماية مصالح هذه القوى على حساب مصالح الشعب وحقه في ثروات بلاده.

الدلالة الرابعة: أن النظام من أجل تكريس حكمه السلطوي مارس أبشع صور القمع والانتهاكات والمذابح التي تم بثها على الهواء مباشرة من أجل تكريس الخوف من أدوات السلطة ووحشيتها وإجرامها الذي يفوق كل حد ويناقض كل القيم الإنسانية، فالمعادلة تقوم على زرع الخوف حتى يضمن النظام بقاءه واستمراره، ومع زيادة معدلات الفقر والاضطهاد يزداد الآلم حتى يقترب من منسوب الخوف فإذا تساويا “الألم والخوف” جراء القمع والاضطهاد والغلاء الفاحش والجوع وفقدان الكرامة وبؤس الحياة جراء سياسات النظام السياسية والاقتصادية عندئذ تتساوى كل النتائج عند الشعب ويهب ثائرا يقتلع الطغاة والمجرمين لأن حجم الألم الناتج عن الأوضاع المتدهورة يساوي حجم الخاوف الناتج من بطش السلطة وساعتها فإن الثورة سوف تشتعل ولن تبقي طاغيا أو عميلا على كرسي الحكم. ويتوجب على أنصار ثورة يناير أن يتقدموا بالشكر للجنرال السيسي لأنه أكثر شخص يدفع الشعب نحو الثورة باستكباره وظلمه وقراراته التي تسحق الفقراء ومتوسطي الدخل سحقا دون اكتراث لأي عواقب.

على الأرجح فإن نظام العسكر الشمولي لن يقبل بهذه الجرأة من جانب أهالي الوراق، وسوف يمارس بحقهم إجراءات قمعية تقوم على التهجير والإخلاء القسري لكسر صمودهم وثباتهم لكن كل السيناريوهات تمثل خسارة للنظام فإذا تمكن من إكراه الأهالي على الصمت والقبول بصفقته سوف يعزز ذلك من منسوب الغضب الشعبي على المدى المتوسط والطويل انتظارا للحظة انفجار سوف ينتقم فيها الأهالي من النظام مع جموع الشعب المصري.

إذا تمكن الأهالي من تحدي سلطات الانقلاب والبقاء في جزيرتهم فإن بذلك يمثلون نموذجا شعبيا يتوجب احترامه وتعميمه وسيكون مؤشرا على قدرة الشعب على التغلب على بطش النظام وسلطويته بما يفتح المجال أمام نماذج أخرى وبذلك تمتد الثوررة ويزيد المؤمنون بحتميتها.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …