‫الرئيسية‬ عرب وعالم “عسيري” كبش الفداء.. النيابة السعودية تحاول فك حبل المشنقة من رأس “ابن سلمان”
عرب وعالم - نوفمبر 15, 2018

“عسيري” كبش الفداء.. النيابة السعودية تحاول فك حبل المشنقة من رأس “ابن سلمان”

ادعت النيابة العامة السعودية، في مؤتمر صحفي، أن من أمر بقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده في إسطنبول هو “رئيس فريق التفاوض معه”.

جاء ذلك في مؤتمر صحفي للمتحدث باسم النيابة العامة في الرياض، شلعان الشلعان، اليوم الخميس.

يأتي تصريح النيابة العامة الجديد في وقت تجمع فيه وسائل إعلام غربية وعربية على أن من أصدر أمر قتل خاشقجي هو ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.

محاولة تبرئة “بن سلمان”

بيان النيابة، بحسب مراقبين، مهد الطريق لتبرئة بن سلمان المسئول الفعلي عن قتل خاشقجي؛ حيث ركزت النيابة على توزيع التهم بين اعضاء الفريق القاتل، دون الإشارة إلى الاتصالات التي جرت بين مكتب محمد بن سلمان والمطرب عبر سكايب، وهو ما يدلل على الإشراف الكامل لمكتب بن سلمان نفسه على العملية.

وتسعى السعودية بدعم غربي من حكومات أمريكا وفرنسا لتبرئة بن سلمان، رغم الدلائل المنطقية على تورطه.

ومؤخرا، كشفت تركيا مزيدا من الأدلة حول تورط ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في قتل الصحفي جمال خاشقجي في مقر قنصلية بلاده في2 أكتوبر الماضي، وسط ضغط من الرئيس رجب طيب أردوغان على النظام السعودي وحكومات الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا؛ من أجل كشف النظام السعودي عن تفاصيل أكثر حول الجريمة الوحشية ومكان الجثة ومن أصدر الأمر بالجريمة.

3 أدلة جديدة

الثلاثاء 13 نوفمبر كشفت تركيا عن “3” أدلة جديدة حول تورط محمد بن سلمان في الجريمة التي هزت أرجاء العالم.

الدليل الأول: ما كشفت عنه صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية حول قيام اللواء ماهر مطرب قائد مجموعة الاغتيال وأحد أبرز المقربين من “بن سلمان” بإجراء اتصال هاتفي بأحد المسئولين السعوديين بعد مقتل خاشقجي، وقال له: “أخبر رئيسك بأنّ المهمة انتهت”.

وقالت الصحيفة: إنّ المكالمة التي أجراها مطرب، أحد الـ15 سعوديًا الذين قدموا إلى إسطنبول من أجل اغتيال خاشقجي، دارت باللغة العربية، وإنّ المقصود بكلمة “رئيسك” الواردة بالحوار، هو ولي العهد السعودي محمد بن سلمان. ووفقًا للصحيفة، فإنّ الشخص الذي تحدّث معه مطرب هو أحد مساعدي ولي العهد بن سلمان.

الدليل الثاني: ما نشرته صحيفة “صباح” التركية في عدد الثلاثاء الماضي، من صور من أجهزة فحص الأمتعة “X Ray”، لحقائب فريق اغتيال خاشقجي والتي كشفت احتواء الحقائب على مقصّات وحقن وأجهزة تشويش.

وبحسب الصحيفة، فإن الصور تعود لفحص حقائب فريق الاغتيال السعودي المكون من 15 شخصًا، في أول طائرة خاصة غادرت مطار أتاتورك بإسطنبول، قبل أن يتم تفتيشها بدقة؛ بسبب أنّ الإبلاغ عن فقد خاشقجي كان عند الساعة 17:50 بالتوقيت المحلي، وإقلاع الطائرة الأولى كان في الساعة 18:20.

10 هواتف

وأوضحت أنّ أبرز المعدات التي تم الكشف عنها في حقائب المغادرين؛ هي: 10 هواتف للتحدث المباشر، و5 أجهزة لاسلكية والكوابل المناسبة لها، وحقنتان، وجهازا صعق، وجهاز تشويش، و3 كباسات، وجهاز قطع وثقب يشبه المشرط، حيث يجري تقييم الأمر على أنّ هذه الأجهزة هي لمنع تعقبهم ورصدهم، واستخدام الإبر وباقي المعدات في تخدير الضحية وقتله.

وتعتقد الجهات المعنية، بحسب الصحيفة، أنّ الكباسات استُخدمت بعد تقطيع الجثة من أجل تغليفها ومنع عملية التسريب لأي سوائل منها، كما أنّ التقارير المتعلقة بهذه الأجهزة تظهر أنّها معدات تستخدم من قبل أجهزة المخابرات من أجل تنفيذ عمليات خارج البلاد.

وبيّنت الصحيفة أنّ فريق الاغتيال الذي يتزعمه ماهر المطرب أخرج هذه الأجهزة بغطاء الحصانة الدبلوماسية، ووضعها في الطائرة، وهذه الآلات تُعد بمثابة دليل على أنّ تخطيط الجريمة وتنفيذها كانت بأوامر من الرياض.

وحول صور الحقائب والآلات، كشفت صحيفة “صباح” أنّ الجهات الأمنية أعدّت تقريرين حول هذه الأجهزة من قبل قوى الأمن والمخابرات، وتمّ تقديمهما للجهات المعنية، وتضمن التقريران أنّ هذا النوع من أجهزة الاتصالات الموضوعة في الحقائب هي لمنع عمليات التعقب، وتستخدم في عمليات الاغتيال من قبل أجهزة المخابرات.

تسجيلات مروعة

الدليل الثالث: جاء في تصريحات الرئيس التركي أردوغان، وفق ما نقلت وكالة “رويترز” عن وسائل إعلام تركية؛ حيث قال الرئيس التركي: إنّ التسجيلات التي أطلعت بلاده حلفاء غربيين عليها، فيما يتعلّق بمقتل خاشقجي “مروعة”، وأصابت ضابطًا في المخابرات السعودية بالصدمة عند الاستماع إليها.

وأضاف: “التسجيلات مروعة بحق. وعندما استمع ضابط المخابرات السعودية إلى التسجيلات أُصيب بصدمة لدرجة أنّه قال: لا بد أنّ هذا الشخص تعاطى الهيرويين، لا يفعل هذا إلا شخص تعاطى الهيرويين”.

وتابع أردوغان أنّ من الواضح أنّ قتل خاشقجي كان مدبرًا، وأنّ الأمر صدر من أعلى مستوى للسلطات السعودية، معربًا عن اعتقاده بأنه ليس للأمر علاقة بالعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، قائلاً إنّه يكن له ” احترامًا لا حدود له”.

واستطرد : “يقول ولي العهد: سأوضح الأمر وسأفعل ما هو ضروري. ونحن ننتظر بفارغ الصبر”، مشيرًا إلى أنّ الجناة من بين 18 مشتبهًا بهم محتجزون في السعودية، وتابع: ” لا بد من الكشف عمن أصدر الأمر بالقتل”.

اعتراف بعد الإنكار

وبعد إنكار دام 18 يومًا، أقرّت الرياض رسميًّا، في 20 أكتوبر الماضي بمقتل خاشقجي داخل قنصليتها في إسطنبول إثر ما قالت إنه “شجار”، وأعلنت توقيف 18 سعوديًا للتحقيق معهم، بينما لم تكشف عن مكان الجثة.

وقوبلت هذه الرواية بتشكيك واسع، بينما أكدت النيابة العامة التركية أنّ خاشقجي قُتل خنقًا فور دخوله مبنى القنصلية لإجراء معاملة زواج، “وفقاً لخطة كانت معدة مسبقاً”، وأكدت أنّ الجثة “جرى التخلص منها عبر تقطيعها”.

وكانت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، التي يكتب فيها خاشقجي مقالات قد نقلت سابقًا عن مسئولين أمريكيين وأتراك، لم تكشف أسماءهم، أنّ تسجيلات فيديو وأخرى صوتية تثبت أنّ خاشقجي قُتل داخل القنصلية وتم بتر أعضائه!.

وبذلك تتهاوى حجج واكاذيب النظام السعودي القاتل، الذي لولا قوة اردوغان نظامه وتحديده الدلائل الساطعة عن المجرمين ما كان اساسا قد اعترف بخاشقجي، ولا بمقتله كما حاول لمدة 18 يوما.

ويأتي اعتراف النيابة اليوم، بعد فشل مناورة محمد بن سلمان بايعاز لصديقه الصهيوني نتانياهو لضرب غزة لالهاء العالم عن جريمة السعوودية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …