‫الرئيسية‬ أخبار وتقارير برأيك.. إلى من تذهب جائزة أسوأ دور في جريمة اغتيال خاشقجي؟
أخبار وتقارير - أكتوبر 25, 2018

برأيك.. إلى من تذهب جائزة أسوأ دور في جريمة اغتيال خاشقجي؟

الرواية السعودية التي بات يرددها شيوخ ودعاة في بلاط الملك وابنه الأمير، أن رجلا أصمَّ حاول إقناع رجل أطرش أن رجلاً أعمى شاهد رجلا مشلولا يركض خلف رجل مقطوع اليدين ليمنعه من شد شعر رجل أصلع، باختصار يريدون أن يقولوا إن الملك سلمان وابنه محمد الذي يعالج من مرض الصرع، نظيفا اليد من دماء الصحفي البارز جمال خاشقجي، وإن “الإخوة” في فرقة الإعدام أخطئوا مثل خطأ الصحابي الجليل خالد بن الوليد، عندما قتل رجلاً حذره من قتله الخليفة أبو بكر الصديق، فهل تحول ابن سلمان إلى صحابي على أيادي الكهنة أمثال السديس والمغامسي وشركاه؟

ويأتي مصطلح “علماء السلطان” ويطلق على مجموعة الأشخاص الذين لديهم قدر من العلم الشرعي، ولكن يستعملونه بشكل أو بآخر لخدمة مصالح أمير أو قائد أو زعيم أو سلطان معين، حتى وإن كان هذا لا يتماشى مع أخلاقيات ذلك العلم أو مع النصوص الشرعية, ويقومون بليّ أعناق النصوص لتُناسب مصالح حكامهم ومن فوقهم, ويطلق عليهم أيضا “شيوخ السلاطين”, أو “شيوخ البلاط”.

لم تكن أرض الكنانة وحدها المصابة بفوبيا الفتاوى المشبوهة، فقد اختار علماء الوهابية السعودية أن يحذوا حذو نظرائهم في أرض الكنانة، فإمام الحرمين السديس يدعو الله لترامب وابن سلمان، وعائض القرني- في وقت حصار المسلم لأخيه المسلم في الشهر الحرام- يؤيد ولي عهده، وعلماء يجيزون قيادة المرأة للسيارة تزامنا مع أمر من القيادة العليا تجيز للمرأة السعودية قيادة السيارة.

ولم تكن تلك الفتاوى التي حظيت بها بلاد الحرمين، فمع ارتفاع الأسعار في السعودية ومصر معا خرجت فتوى في البلدين تقول: إن ارتفاع الأسعار من الله قبل أن يكون أمرا من ابن سلمان، أمير المؤمنين، كما يحلو لهم تسميته، إنها موجة الفتاوى السلطانية المشبوهة التي غالبا ما تأتي تحت الطلب لتزيد من الشبهات حول أصحابها حتى أدخلوا ضعاف القلوب والعقول الشك في أنفسهم وربما دينهم.

منافق عليم اللسان

علي-جمعةولهذا كان أخوف ما يخافه النبي- صلى الله عليه وسلم- على أمّته، (كلّ منافق عليم اللسان) أخرجه أحمد والضياء في المختار، ولأحمد من حديث أبي ذر: (غير الدجال أخوف على أمتي من الدجال، الأئمة المضلون)، فعلماء السلطان هم الذين يلبسون على الأمة من أجل دراهم السلاطين والملوك على حساب الشعوب, وهذا ما دعا الفيلسوف الروسي إلى أن يقول: “الدين أفيون الشعب”.

ومن بين المتنافسين على جائزة أسوأ دور في جريمة اغتيال خاشقجي، صالح المغامسي، الشَيخ البَكّاء كما يعرفه مُحبوه، والذي تظهر عليه أمارات “الرقة والمسكنة”، بيد أن دموعه تلك، والتي كثيرا ما تنهمر في دروسه، سوف تجف في كل مشهد يتصل بوليّ الأمر وولي عهده مهما بلغ الأذى، وسيتجه حديثه إلى الناس بأن يصبروا ويثقوا في القيادة، وإن ضربت ظهورهم وأخذت أموالهم وقتل المعارضون داخل قنصليات بلادهم!.

أما عبد الرحمن السديس فقد نافس المغامسي في التطبيل للقاتل، والتبرير للقتل من فوق منبر المسجد الحرام، مؤيدا قرارات وليّ الأمر الحكيمة، قائلا إن “مسيرة التجديد برعاية ولاة أمرها الميامين، وحرص واهتمام الشاب الطموح المحدّث الملهم ولي عهد هذه البلاد المحروسة، ماضية في رؤيته التجديدية الصائبة، ونظرته التحديثية الثاقبة رغم التهديدات والضغوطات”، محذرا من أن “أي محاولات لتهديد المملكة وإجهاض التجديد بها محاولات يائسة، وستنعكس سلبا على الأمن والسلام والاستقرار العالمي”.

والسؤال الملح هو: لماذا يفعل من كنا نحسبهم علماءنا ذلك؟ لماذا سقطوا من قمة جبل الإجلال والتقدير وسمو الاحترام إلى أسفل نقطة في الامتهان والإهانة والمتاجرة بالدين؟، ألا يعلمون أنهم بذلك يجعلون الناس لا يقدرون العلماء ولا يهتمون بأي قدوة؟ ما دام من كان قدوة خذلهم في الوقت الذي كانوا يحتاجون فيه إليه، هم بذلك يصنعون المستبدين ويسهمون في توطيد أركان الظالمين، ويحولون السلطان إلى إله لا يعصى في أمر ولا ينهى عما فعل، وهو معصوم من الخطأ لأنه في مرتبة النبي المرسل.

القاتل معذور!

الدعاة-السعوديونيقول المغني الشهير حمزة نمرة:” للأسف في زمننا ده أغلب علماء الدين والمشايخ انتهوا فكريا وأخلاقيا وأصبحوا خارج حياتنا وخارج الزمن.. وما عدش حاجة تربطنا بالدين غير اللي فاضل من شوية إيمان لسه مغروس في قلوبنا”.

ويقول الناشط محمود الراوي:” فعلا أبهرت العالم أيها الأمير.. قتلت نفسا بغير نفس فى وضح النهار ولم يسألك أحد هل أزهقت روحا زكية؟، وساندك شيوخ وعلماء كنا نحسبهم على خير، أبهرت العالم لأنك جعلت من بلاد الحرمين عرضة لأمريكا والغرب.. أبهرت العالم وصرت تابعا لأعداء الإسلام”.

ويقول الناشط محمد كساب: “صالح المغامسي وسعد الدين الهلالي وجهان لعملة واحدة.. علماء السلطان وشيوخ السلاطين، الأول شبه ابن سلمان بالنبي محمد، وقتلة الشهيد جمال خاشقجي بخالد بن الوليد، والثاني شبه السيسي ومحمد إبراهيم بالأنبياء”.

سرطان شيوخ السلطان لم يضرب نخاع أرض الحرمين فقط، بل إنه أفسد أرض الأزهر، أحد أكبر معاقل المسلمين وصروحه، والحدث هو فتوى مشبوهة تحرم الترشيح ضد السفيه قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي، ومن قام بالحدث هو شيخ البلاط العسكري المعروف محمد سعيد رسلان.

وقد سبقه فيما يشبه فعله علي جمعة، الذي أباح دماء المعارضين لانقلاب السفيه السيسي واعتبرهم خوارج، وقبل ذلك غرّد الهلالي بعيدا عن الجميع عن وضع السفيه السيسي في رتبة الرسول مع وزير داخليته آنذاك محمد إبراهيم، وشبههما بموسى وهارون عليهما السلام.

وبذلك يصدق علماء التاريخ والأديان في قولهم: إن الاستبداد السياسي هو وليد الاستبداد الديني، وهو أحد أسباب فصل الدين عن السياسة في أوروبا إبان ثورتها الخالدة في قرونها الماضية المنيرة.

ويقول الكواكبي، في كتابه الأشهر طبائع الاستبداد: “إنه ما من مستبد سياسي إلى الآن إلا ويتخذ له صفة قداسة يشارك بها مع الله أو تعطيه مقاما ذي علاقة مع الله، ولا أقل من أن يتخذ بطانة من خدمة الدين يعينونه على ظلم الناس باسم الله”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …