‫الرئيسية‬ مقالات ومن التطوير ما فشل
مقالات - أكتوبر 10, 2018

ومن التطوير ما فشل

وزير التربية والتعليم في حكومة الانقلاب، بعد أن صدع رؤسنا بالمنظومة التعليمية الجديدة المبهرة، التي ظل العالم ينتظرها وهويحبس أنفاسه قبل بداية العام الدراسى، تبين لاحقاً أنها فنكوش جديد من فناكيش العسكر، مثل جهاز العلاج بالكفتة، عندما ظهر اللواء إبراهيم عبدالعطي يومها قائلاً: أقسم بالله.. لجيب أمريكا تتعالج من الإيدز في مصر.

ويومها أعلن عسكر كامب ديفيد، عن تنظيم مؤتمر صحفي عالمي بتاريخ 28 يونيو، للإعلان عن آخر التطورات الخاصة بالجهاز، على أن يتم البدء في استخدامه للعلاج في 30 يونيو، لكن تم تأجيل المؤتمر فجأة، ومرالموعد المحدد دون أن يحدث أي شيء، وبعد فترة لم يتحدث أحد عن جهاز الكفتة، واختفى اللواء إبراهيم عبد العاطي عن الأنظار، ولم يعتذرعسكر كامب ديفيد عن هذه المهزلة، التي حدثت برعاية النظام الانقلابى، وإعلام التطبيل!

ووزير التعليم الانقلابى بعد “زيطة” تجربة المنظومة التعليمية يخرج على الشعب ليعلن خلال حوار نظمه مجلس”مكرم محمد أحمد” للإعلام، بين الوزير الانقلابى وعدد من رؤساء تحريرصحف التطبيل، والمواقع الموالية للنظام الانقلابى، فقال الوزيروهو في كامل قواه العقلية: بأن عملية تطوير التعليم تحتاج إلى 130 مليار جنيه و12 عاما لتطبيقها مؤكدا أن هذه السنة تجريبية على جميع المراحل ، وأنه سيجرى حاليا التغيير في نظام الثانوي بشكل جزئي بسبب فكرة “رعب الامتحانات”.

كما خاطب أولياء الأمور قائلاً: انتظروا.. هذه السنة نجرب فيها، نعلم أن لدينا مشاكل لها أكثر من 50 عامًا، وناقشنا مشكلة الكثافات وإتاحة ذلك في مرحلة رياض الأطفال، فضلا عن وجود مباني متهالكة، وحتى نحل كل تلك المشاكل محتاجين وقت ونفسنا نحل الأزمة، لكن الأمر يحتاج لتمويل ضخم، فمصر في حاجة ل260 ألف فصل، والمنظومة بأكملها تحتاج لتمويل بقيمة 130 مليار جنيه لحل كل الأزمات.

وهذه ” الزيطة” حول تطوير التعليم والمنظومة الجديدة لايعدو عن كونه شعارات وتصريحات، وليس هناك أي تغيير على الأرض أو تطوير كما يزعم الوزير الفاشل، فحتى اليوم لم يتسلم معظم التلاميد كتب المدرسة، وتقول الوزارة إنها تجري تحقيقات مع 34 مسئولا حول أزمة تأخر تسليم الكتب.

وبخصوص التابلت والذي يعتبره الوزيرالانقلابى حجز الزاوية للمنظومة الفنكوشية الجديدة، فلم يتم حتى اليوم توزيع أي تابلت على الطلاب، على الرغم من مرور ثلاثة أسابيع على بدء الدراسة.

وهناك عشرات بل مئات الشكاوى من أولياء أمور الطلاب، بسبب عدم توفر مدارس تستوعب أعداد الطلاب، وعدم الانتهاء من ترميم المدارس والتي تم إسنادها للهيئة الهندسية لعسكر كامب ديفيد، والتي أعطتها بدورها لمقاولين من الباطن بعد قبض العمولة،

ومشكلة تكدس الطلاب في فصول، تشبه علب السردين التي تحدث عنها محافظ الأسكندرية، الذى بكى أمام التلاميد ،المحشورين في الفصول وقال لهم “كلنا مقصرين في حقكم”.

وبدورها قالت “عبير أحمد” مؤسس اتحاد أمهات مصر للنهوض بالتعليم ، بأن هناك عددا كبيرا من أولياء الأمور، واجهت أبنائهم بعض المعوقات في المدارس منذ بداية العام الدراسي وحتى الآن، مطالبين الوزارة بإيجاد حلول لهذه المعوقات والشكاوى من أجل استقرار أبنائهم في دراستهم.

ووجهت “عبيرأحمد”، في تصريحات لها ، مجموعة من التساؤلات للدكتورلوزير التربية والتعليم الفاشل، حيث تسائلت عن أسباب تأخر استلام الكتب المدرسية في عدد كبير من المدارس حتى الآن ونحن في الأسبوع الثالث من العام الدراسي الجديد؟ ولماذا يوجد عجز في المعلمين ببعض المدارس؟، وطالبت الوزير بالرد على هذه التساؤلات لطمأنة أولياء الأمور وحل المشكلات التي تواجهم، وطالبت أيضاً بسرعة طباعة وتوزيع “دليل ولي الأمر”؛ حتى يستطيع أولياء الأمور متابعة أبنائهم في النظام الجديد لرياض الأطفال والصف الأول الابتدائي.

وفى الوقت الذى يتكلم فيه الوزير الانقلابى الفاشل عن نقل تجربة سنغافورة التعليمية، باعتبارها أحدى الدول الرائدة في مجال التعليم، قام مجموعة من المعلمين بإطلاق مبادرة بعنوان “صلح تختتك”، أي إصلاح وترميم المقاعد القديمة والمتهالكة،لعدم توفر مقاعد للتلاميذ، ما يؤكد أن الوزير الفاشل عايش في “مية البطيخ”، وأنه يؤمن بالحكمة القائلة: لاتعرف قواعد النجاح، ولكن عليك أولاً أن تعرف قواعد الفشل ، وأن النجاح هو الإنتقال من فشل إلى فشل ، دون ان تفقد الأمل في الفشل ، والفشل لا يهم، فمن الشجاعة أن تجعل من نفسك أضحوكة!

ولكن النظام الانقلابى جعل بلدا بكامله أضحوكة العالم!

وكما وصف أحمد مطر حكام العسكر بقوله: أوسع الحكام علماً … لو مشى في طلب العلم إلى الصين

لما أفلح أن يصبح جحشا!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …