‫الرئيسية‬ أخبار وتقارير بعد “الملاك الإسرائيلي”..لماذا سارعت مخابرات العسكر لإنتاج فيلم عن أشرف مروان
أخبار وتقارير - أغسطس 30, 2018

بعد “الملاك الإسرائيلي”..لماذا سارعت مخابرات العسكر لإنتاج فيلم عن أشرف مروان

في الوقت الذي تستعد فيه شركة “نيتفليكس” لعرض الفيلم الإسرائيلى ، عن  أشرف مروان، باسم “الملاك” بحلول العاشر من سبتمبر المقبل، وفق صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، التي كشفت فيها الرواية الإسرائيلية وقالت إن هذا الفيلم، يجسد انتصارًا كبيرًا لها وتجنيدها واحدًا من أهم الشخصيات المصرية، والذى كان يسمى بالطفل المعجزة.

تستعد سينمات مصر لإنتاج فيلم يحمل نفس الإسم “أشرف مروان” عن قصة حياته من خلال إحدى ملفات المخابرات المصرية عبر أحد كتاب السيناريست المغمورين ،تحت اسم “العميل المزدوج-مروان”.

فى 2003، ألقت إسرائيل بقنبلة صحفية وقالت إن مروان كان عميلا للموساد، حتى وفاته فى 2007.الأمر الذى دفع المخلوع حسني مبارك إلى القول فى تصريح مقتضب بخصوصه على طائرته فى إحدى الجولات الخارجية، إن مروان كان وطنيا مخلصا بامتياز، وقام بأعمال وطنية لم يحن الوقت للكشف عنها، ولم يكن عميلا لأي جهة، نافيا تماما أن يكون أبلغ إسرائيل عن وقت حرب أكتوبر.

التوثيق الدرامي للفيلم يعني أن حياة أخرى ستكتب للقصة، كما أن السكوت المصري حتى الآن، يؤكد تلك الرؤية، ويعمق الشعور بالجاسوسية ، فالفيلم يسعى بالتأكيد لترسيخ رواية جوزيف الذي يعمل حاليا أستاذا للعلوم السياسية في جامعة حيفا، بعد أن خدم على مدى 15 عاما في جهاز المخابرات العسكرية في الجيش الإسرائيلي، حول خيانة أشرف مروان، الموظف المصري الرفيع الذي عمل سراً لمصلحة الموساد الإسرائيلي. من موقعه كصهر للرئيس جمال عبد الناصر وكمستشار مقرَّب من بعده لأنور السادات.

فيلم المخابرات

فى المقابل، تحدثت فضائيات ومواقع إلكترونية إخبارية موالية للعسكر، عن عمل فني لأشرف مروان وافقت علية الرقابة والمصنفات الفنية حيث سيتم إنتاج فيلم تحت عنوان” العميل المزدوج –أشرف مروان”.

هاني سامي، أحد كتاب السيناريست المغمورين، قال إن المعالجة السينمائية التي قدمها لفيلم “العميل”، قصة وطنية  ستكون لأشرف مروان صهر الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.

وزعم سامي، خلال مداخلة  تلفزيونية، أن العمل بالفيلم جاء قبل نحو عامين، حيث تقدم للرقابة بمعالجة الفيلم في يوليو 2016، وظل على تواصل دائم معهم، حتى صدر القرار بالموافقة.

وادعى أنه اعتمد في كتابة السيناريو على جمع المادة من خلال المراجع وبعض الوثائق اللي نشرت لكتَّابنا الكبار، والتي احتوت على شهادات حية لبعضهم، وكذلك بعض القرائن التي تؤكد أن “مروان” شخصية وطنية، ولا علاقة له بما طرحه الجانب الإسرائيلي من أنه كان جاسوسًا لصالحهم.

وأوضح سامي، أن صراع القادة العسكريين الإسرائيليين بعد وفاة أشروف مروان بـ10 سنوات، حول إذا ما كان عميلًا ضدهم أو معهم، هو ما دفعه لفكرة كتابة فيلم عنه، لافتًا إلى أن كتاب “الملاك” المأخوذ عنه الفيلم الأمريكي به قرائن تدين معالجتهم للفيلم، لأن به تناقضات تنفي بعضها بعضًا.

أيدي المخابرات

إلا أن أحد الصحفيين المتخصصين فى الشأن الفني ، مصطفى عوض، قال إن السيناريو والعمل جاء من داخل أجهزة سيادية تم تسليمها لهاني سامي، والذي قام بإضافة “حبكة فنية” قبل أن يتم الإعلان عن الموافقة من المصنفات الفنية كطريقة صورية.

وأضاف فى تصريحات صحفية ، الموافقة على العمل جاءت في توقيت مقارب بعد “تيلر” فيلم الملاك،بدعوى ربط فكرة أخرى مقابل فكرة العمل الإسرائيلي الذي أكد أن أشرف مروان عمل جاسوسا لها ضد مصر.متابعا: ما بين الفيلم الإسرائيلى والآخر المصرى الذى ستنتجه على أقرب تقدير إحدى الشركات التابعة لجهة سيادية سيحكم الجمهور ويكشف الحقيقة بنفسه.

الحقيقة المرة

“كانت رئاسة المخابرات الإسرائيلية تقرأ على راحتها أوراق الرئاسة المصرية”، تعليق سابق ليس لمؤلف الكتاب للأسف، بل للعراب الراحل محمد حسنين هيكل الذي استطاع عبر أعضاء عرب في الكنيست ومن خلال مصادر أخرى الحصول على بعض تلك الوثائق، ويؤكد في كتابه الأخير عن مبارك وزمانه، أن الكثير منها أصلية وليس مجرد معلومات استخباراتية! يقول هيكل: “لمحت من بين الوثائق –مثلا- صوراً لمحاضر اجتماعات بين أنور السادات ونظيره السوفيتي ليونيد بريجنيف أثناء زيارته السرية لموسكو في مارس سنة 1971.. ثم إن هناك صورا لعشرات الوثائق” و”لم أكن في بعض اللحظات قادرا على تصديق ما أراه أمامي”.

وهو الأمر نفسه الذي يؤكده يوري في كتابه: “كان يخاطر أيضا بالوثائق التي يحضرها (مروان)، بل وكان الكثير منها أصليا وليس مصورا، وحين كان دوبي (الضابط الإسرائيلي المكلف بالتعامل معه) يسأله عن السبب في عدم قلقه من إلقاء القبض عليه وبحوزته الوثائق، كان يبتسم قائلا “لن يفتشوني”.

بحسب مؤلف “الملاك” (الاسم الذي أطلقه الموساد على أشرف مروان) أدى مروان الدور المطلوب على أكمل وجه، وكان بالنسبة لإسرائيل بالفعل، أعظم جاسوس عرفته ، إلا أن أسبابا أخرى قادت للفشل في صد الضربة المصرية السورية في 1973، وهي الأسباب نفسها التي كانت وراء الإعلان عن اسم مروان لأول مرة، فبعد اندلاع الحرب، صدر كم هائل من المعلومات، معظمه كان على شكل مذكرات رسمية وأبحاث ووثائق، تتناول سلسلة طويلة من الأحداث التي قادت إلى الحرب: تصورات القيادة العسكرية المصرية لما يحتاجونه للهجوم، والأسلحة التي تسلمتها وجعلت ذلك ممكنا، والقرارات المتعلقة بموعد الهجوم “واتضح من كل ذلك ودون أدنى شك، أن المعلومات الاستخباراتية التي أعطاها أشرف مروان للإسرائيليين أثبتت دقتها على الدوام، وتنقل بالضبط ما كان يحدث في مصر”.

تكريم السادات

تحدث هيكل أيضا عن مواجهة تمت بينه وبين مروان في سبتمبر 2006 في لندن، وسؤاله بشكل مباشر عن كل تلك التسريبات: “مد أشرف مروان يده إلى الجيب الداخلي لجاكتته وأخرج منها ورقة وكانت قصاصة من جريدة الأهرام، نشرت نص ما قاله السادات في تكريم أشرف مروان، عندما ترك منصبه في رئاسة الجمهورية، والتحق بالهيئة العامة للصناعات العسكرية، ونظرت في القصاصة ثم طويتها وناولتها لأشرف، وسألني: ألا تكفيك شهادة أنور السادات حين يقول إنني قدمت خدمات كبيرة لمصر؟!!”.

 الغرور

ويحكى أنه قال لأشرف صراحة: “إن ما قرأته منسوبا لأنور السادات لا يجيب عن سؤالي، وأنه يعرف قيمة أي كلام مرسل مما يقال في المناسبات، وعلى أي حال فإنه إذا رأى أن يكتفي به فهذا حقه، وأما بالنسبة لي فإنه ببساطة لا يكفي، إن ما نحن بصدده لا يمكن الرد عليه إلا بما هو واضح ومحدد وقابل للإقناع”.

وتابع: “بدا عليه الحرج وسألني: هل تتصور أن صهر جمال عبد الناصر جاسوس، وأنت كنت أقرب الأصدقاء إليه وتعرفه، وقلت بصراحة: دعني أكون واضحا معك، لا شهادة حسن سير وسلوك من أنور السادات، ولا صلة مصاهرة مع جمال عبد الناصر، تعطيان عصمة لأحد، نحن أمام مشكلة حقيقية تقتضى وضوحا مقنعا حقيقيا”.

قبل فوات الآوان

مع إصرار هيكل وعدم اقتناعه، طلب مروان أن يقابله صباح اليوم التالي في مكان مفتوح، لكنه لم يأت ولم يجب مروان عن أسئلة هيكل حتى نهايته المأساوية التي أضافت على قصته غموضا على غموضها حيث عثر على جثته في الحديقة أسفل مبنى شقته في لندن. شكَّت الشرطة في احتمال أن يكون قد رُمي من شرفته في الطابق الخامس، لكن القضية بقيت غير محسومة حتى الآن.

اللافت في كتاب “الملاك” هو تحليل مؤلفه للأسباب التي دعت مروان للتعاون مع الموساد رغم حساسية موقعه باعتباره صهر عبد الناصر، ويبرز بالتحديد عاملان واضحان الأول هو المال؛ حيث كان مروان تواقا للحياة المترفة، يقول إن انضمامه للعائلة الرئاسية جعله على احتكاك بطيف واسع من الأثرياء في داخل مصر وخارجها، لكنه في الوقت ذاته قلل من فرصه في أن يصبح هو نفسه ثرياً بسبب النزعة التقشفية التي كان ناصر يفرضها على عائلته.

الدافع الثاني الذي يراه المؤلف أفضل تفسير للسبب الذي جعل مروان يختار الموساد من بين جميع وكالات الاستخبارات الأخرى فهو الغرور! فبزواجه من ابنه الرئيس والانضمام لدائرة السلطة في مصر، حقق مروان نجاحا يفوق أقصى أحلام أي شاب مصري آخر في عمره، لكن طموحاته الأبعد اصطدمت بعدم ثقة ناصر به.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …