‫الرئيسية‬ أخبار وتقارير الإقامة الجبرية.. هل تسبق جرعة السم التي ينتظرها صدقي صبحي وآخرون؟
أخبار وتقارير - يوليو 29, 2018

الإقامة الجبرية.. هل تسبق جرعة السم التي ينتظرها صدقي صبحي وآخرون؟

هل حقًا قام الفريق صدقي صبحي، رفيق انقلاب السفيه عبد الفتاح السيسى ووزير الدفاع السابق، بعمل اتصالات مع عدة دول للإطاحة بالسفيه طمعًا في السلطة؟ وهل صب السفيه جام غضبه على رفيقه وأمر باختفائه من المشهد واستبداله بالخائن محمد زكي، الذي تآمر ضد الرئيس محمد مرسي، أول رئيس مدني منتخب للبلاد، وقام باعتقاله في الثلاثين من يونيو 2013؟ وهل دخل صبحي وآخرون قفص الإقامة الجبرية، وأصبح طعامهم وكلامهم وأنفاسهم- وحتى أفكارهم التي تطبخ في عقولهم- عليها من السفيه السيسي رقيب؟

فيما يبدو أن الحقائق تتكشّف، وأن السفيه السيسي فرض الإقامة الجبرية ليس فقط على صدقي صبحي وعائلته، بل دخل وزير الداخلية السابق بحكومة الانقلاب مجدي عبد الغفار وعائلته هو الآخر إلى قفص المغضوب عليهم، فهل تورط عبد الغفار في مغامرة انقلاب على الانقلاب، وبناء على كشف تلك المغامرة تم نقل السفيه صبحي وعبد الغفار وعائلتيهما لمكان مجهول فور إعلان التشكيل الوزاري منتصف يونيو الماضي؟ أم من باب الحيطة والحذر تم أخذ عبد الغفار في الطريق؟

ويحاول السفيه السيسي أن يسبق الحراك الثوري بخطوة، بعد تفجر هاشتاج ارحل يا سيسي، وأن يؤمّن سفينة الانقلاب التي فيما يبدو باتت تتلوى من فرط صراع أحشاء العسكر، أضف إلى ذلك تزايد الضغوط الدولية وأيضًا تراجع الدول الداعمة لمعسكر 30 يونيو، كل هذه حقائق كان يجب تذكير القارئ بها حتى يرى على نطاق أوسع ما يحدث داخل أروقة الانقلاب، وما يحاك ضد الوطن الذي يعانى من سنين طويلة إبان الحكم العسكري، ويأتي السؤال: هل يتخلّص الجناح الصهيوني داخل المجلس العسكري قريبًا من الجناح المتخاذل والمتواطئ، بعد أن أنهى الغرض منه؟ أم أن هناك مفاجآت وتحركات اللحظة الأخيرة؟

الجناح العسكري الصهيوني

هناك صراع كسر عظام مستمر، ويبدو أنه سيستمر لفترة طويلة، بين أجنحة مختلفة داخل الجيش المصري، يمثل السفيه السيسى ووزير الدفاع الجديد محمد زكي، أحد أهم هذه الأجنحة، ويمثل وزير الدفاع – المُقال- صدقي صبحي وأسامة عسكر في المقابل جناحًا آخر قويًا مناوئًا للسفيه، وربما لهذا السبب سعى السيسى لزرع صهره محمود حجازي– قبل أن ينقلب عليه ويقيله- في منصب رئيس أركان الجيش، بعد حركة تنقلات وإحالة إلى التقاعد واسعة شملت العديد من كبار لواءات الجيش في محاولة منه لتأمين ظهره.

أضف إلى ذلك قانون تحصين كبار قيادات القوات المسلحة الذي أصدره السفيه السيسي قبل أسابيع، وكان الغرض منه تهدئة الغضب الذي ظهر على قيادات نافذة بالقوات المسلحة، رأت في إقالة صدقي صبحي إهانة للمنصب الأعلى بالمؤسسة العسكرية، لم يقم بمثلها سوى الرئيس محمد مرسي، عندما أقال المشير محمد حسين طنطاوي والفريق سامي عنان.

المشهد وخريطة الصراعات داخل الجيش لا تقف عند هذه الحدود، بل إنها أكثر تعقيدا وتعددا مما تم عرضه، وليست بهذه البساطة رغم خطورة ما تم عرضه، صدقي صبحي وبناء على ما نشره موقع “أسرار عربية”، ضبطه السفيه السيسي متلبسًا بإجراء اتصالات بالعديد من العواصم العربية والدولية، بهدف استطلاع آرائهم حول فكرة الإطاحة بالسفيه السيسى وتولى هو منصب رئاسة الجمهورية، بدلا منه في محاولة لإنقاذ تهور الجيش والانجراف الصهيوني للسفيه السيسي.

توريط قيادات الانقلاب

كان السفيه السيسى يُعدُّ منذ الانقلاب مصائد يتخلص بها من مناوئيه أو خصومه أو منافسيه داخل الجيش، وكان على رأس هؤلاء أسامة عسكر، والذي سعى لتوريطه عندما خاطبه بشكل استعراضي، وتحت تسليط الإعلام تغطيته له وهو يحمله المسئولية بحسمٍ عن القضاء على ما يسميه السفيه الإرهاب في سيناء، واستقرار الأوضاع هناك وهو الأمر الذي كان غريبا.

حيث إنه من المفترض في مثل هذه الظروف أن تناقش هذه التفاصيل والتكليفات العسكرية، بين القادة في غرف مغلقة، ولا تكون مادة للاستعراض، والشو والبهرجة الإعلامية، وبذلك يتحقق للسفيه ما كان يصبو إليه من توريط أسامة عسكر في أوحال محاربة شباب القبائل لهم حاضنة شعبية كبيرة، بسبب بطش الآلة العسكرية بهم وتدمير منازلهم وقراهم، وتهجيرهم وحرق مزارعهم.

ربما الإقامة الجبرية التي فرضها السفيه السيسي على رفاق الانقلاب صدقي صبحي وأسامة عسكر ومجدي عبد الغفار، رغم قسوتها على مجرمين مرهفي الإحساس والمشاعر مثل هؤلاء، لكن ينبغي عليهم أن يشكروا الأقدار التي لم تجعل مصائرهم مثل مصير الفريق سامي عنان، رئيس أركان حرب القوات المسلحة الأسبق، الذي انهار نفسيا ولم يتحمل سيل الإهانات والإيذاء البدني، والشتائم من ضباط صغار في السجن الحربي ينفذون أوامر السفيه.

وتقتضي تلك الأوامر أن يخرج عنان من السجن لمستشفى الأمراض العقلية وهو محطم نفسيا وشبه ميت، حتى يكون عبرة لغيره من القيادات التي يمكن أن تفكر في العشم في منصب السفيه، ولا أحد يدري والحال هكذا ماذا حل بالعقيد المعتقل أحمد قنصوه الذي سولت له نفسه منافسة السفيه السيسي على كرسي الانقلاب، وماذا سيحل بالمشير طنطاوي الذي انتهت صلاحيته منذ زمن.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …