‫الرئيسية‬ أخبار وتقارير أنصاره فسدة ينهبون البلد.. لماذا يصف السيسي معارضيه بأهل الشر؟!
أخبار وتقارير - يونيو 5, 2018

أنصاره فسدة ينهبون البلد.. لماذا يصف السيسي معارضيه بأهل الشر؟!

دأب الجنرال عبد الفتاح السيسي على وصف الرافضين لحكمه والمعارضين لنظامه بأنهم “أهل الشر”، وهو مصطلح ديني بامتياز لا علاقة له بالسياسة ولا بالدستور أو القانون؛ فلن تجد نصا دستوريا أو قانونيا يستخدم هذا المصطلح الفضفاض الذي يمكن تلبيسه لأي شخص ترى السلطة العسكرية فيه خطورة على استمرار نظامها الاستبدادي الديكتاتوري.

أهل الشر!

المثير في الأمر أن استخدام السيسي هذا المصطلح الديني الفضفاض “أهل الشر” على مخالفيه ومعارضيه، يأتي في سياق تصورات مشوهة للجنرال عن الإسلام تحديدا، وازدراء لرموز الإسلام وتراثه، في الوقت الذي يبالغ فيه الجنرال بإظهار احترامه للكنيسة ورموزها؛ ولعل حضوره احتفالات المولد النبوي الذي تقيمه الأوقاف وأعياد الميلاد في الكنيسة وتصريحاته في كلا المناسبتين تكشف عن التمييز والعنصرية بحق الإسلام والمسلمين، في الوقت الذي تنعم فيه الكنيسة ورموزها بقدر كبير من التوقير والاحترام.

المثير أيضا أن كاتبًا محسوبًا على نظام 30 يونيو، هو جمال سلطان رئيس تحرير صحيفة المصريون، يلفت الأنظار إلى أن كل قضايا الفساد التي كُشفت مؤخرا هي لرموز في النظام وقيادات كبرى تابعة لـ30 يونيو، ما يعني أن أنصار الجنرال هم رموز الفساد كما كان الوضع تماما في عهد المخلوع مبارك، كذلك هو أبشع من يمارس “التكفير الوطني”، فهم ينفون الوطنية عن كل مخالف في سياق النفاق المبالغ فيه للجنرال؛ من أجل استمرار سطوتهم ونفوذهم وبالتبعية فسادهم.

يقول سلطان، في مقاله المنشور أمس بعنوان «هؤلاء هم الخطر الأكبر على الدولة والنظام معا»: «الخطر الحقيقي على السيسي والدولة والنظام يأتي من المتاجرين بالولاء للحاكم، والمتزلفين له، والمتصدرين لمشهد الدفاع عنه بالحق والباطل، خاصة عندما تنحسر مساحات الحرية وينتشر الخوف، وتتقلص حرية الإعلام كثيرا، وتغيب أو تضعف مؤسسات الرقابة ويتم تسييسها وإخضاعها للتوجيه، ولا يكون في الدولة إلا الرأي الواحد والقرار الواحد والرجل الواحد، في تلك الأجواء ينتشر الخوف والشك وترخص الاتهامات لكل من يرى رأيا مخالفا أو يتحدث عن سلبية ما، في أي موقع ولو هامشي، وفي تلك الأجواء تحديدا أيضا يتسلل الفاسدون وينتشرون في مفاصل الدولة، مسلحين باحتراف النفاق وإعلان التأييد المطلق للنظام و”الرئيس”، ليكون ستارا لهم في نشاطهم التخريبي والانتهازي، ومع الوقت يتحول هؤلاء الفاسدون إلى سوس حقيقي ينخر عظام الدولة، وديدان طفيلية تمتص مقدرات الوطن بدون تعب، وتحولها إلى ثراء شخصي فاحش تتضخم به كروشهم وتمتلئ به خزائنهم في البنوك داخل البلاد وخارجها».

ويتساءل سلطان مستنكرا: «هل لاحظ “الرئيس” أن جميع وقائع الفساد المروع التي تم ضبطها خلال الأشهر الأخيرة كانت كلها من شخصيات مؤيدة له إلى حد الهوس، شخصيات لا تترك مناسبة ولا غير مناسبة دون أن تعلن دعمها للرئيس وغزلها في عبقرية الرئيس، وأن الرئيس هو أمل هذه البلاد في نهضتها، وأن الرئيس هو الهبة الإلهية التي وهبها الله لمصر لكي ينقذها من الشر والانهيار، وفي نفس الوقت الذي يصدرون للإعلام وللناس وللرئيس نفسه هذه الخطب النفاقية العصماء، تكون جهودهم المحمومة في الخفاء تعمل بكل همة على سرقة المال العام ونهب كل ما تطاله أيديهم من مقدرات الشعب والوطن؟».

يتايع سلطان «هل لاحظ “الرئيس” أن نائبة محافظ الإسكندرية التي تم ضبطها بالرشاوى الضخمة كانت من رموز مؤيديه المتحمسين، وهل لاحظ أن محافظ المنوفية السابق الفاسد كان رمزا من رموز نظامه ومؤيديه، وهل لاحظ أن كتيبة الفساد الأخيرة في مكتب وزير التموين كانوا من كبار مؤيديه والمتغزلين في سياسته وعبقريته ونجاحاته في إنقاذ البلاد، وغيرهم الكثير؟، وكلهم توسدوا مناصبهم بتقارير رائعة من الأجهزة الأمنية، تؤكد وطنيتهم ونزاهتهم وكفاءتهم، لأن معيار الوطنية في تلك الأجواء المظلمة هو الولاء للرئيس وحده، وليس الولاء للوطن، بل يصبح الوطن هو “الرئيس”، وإعلان التأييد المطلق له، وهذا هو المناخ والمعيار الأكثر مناسبة لانتشار الفساد ونهب المال العام وإهدار مقدرات الوطن، ومن ثم الفشل الذريع وشحوط سفينة الحكم بسرعة لجفاف الماء الذي يحملها».

ويستطرد: «أغلب قضايا الفساد بين مؤيدي “الرئيس” تلك تم كشفها بالصدفة، أو بعد اختلاف أعضاء العصابة، وقيام أحدهم بإبلاغ الرقابة الإدارية، وهي الجهة الوحيدة في مصر حاليا التي ضبطت كل تلك الوقائع، رغم أننا ـ رسميا وعلى الورق ـ نملك الكثير من المؤسسات الرقابية، وبالأخذ بالاعتبار البديهي أن ما يتم كشفه من جرائم يمثل ـ عادة ـ نسبة محدودة مما يقع أو يمر، فلنا أن نتخيل حجم الفساد الذي ينخر في الدولة والنظام على يد من يتاجرون بتأييد “الرئيس”، وهم الأكثر حماسة في إعلان الولاء للنظام والرئيس».

لماذا لا يتعظ المرتشون؟

هؤلاء الفسدة المنحرفون الذي يتملّقون الجنرال المستبد الطاغية، هم السوس الذي ينخر في مصر، حتى تساءل كاتب آخر من أشد داعمي ومؤيدي الاستبداد والسلطوية العسكرية هو الناصري عماد الدين حسين، رئيس تحرير الشروق، الذي يقول في صدر مقاله: «فى كل مرة يقع فيها مرتشٍ كبير أسأل نفسى: لماذا لم يتعظ هذا المرتشى، وهل ظن أنه لن يقع، ولماذا لا يتعظ كل من يفكر فى تكرار هذا الأمر؟ لا أعرف إذا كان السؤال يستحق الطرح من الأساس، أم أنه يأتى من «واحد صعيدى ساذج» هو العبد لله؟!».

ويضيف حسين «هناك العديد من الأسئلة البديهية التى تتوارد على الذهن مع أى قضية فساد كبيرة. منها مثلا ما الذى يجعل رجلا يتولى رئاسة شركة قابضة كبرى ويتقاضى مبالغ خرافية جدا تجعله يعيش مستورا هو وأهله لمئات السنين، أن يلجأ إلى الرشوة؟!!. مثل هذا المنصب يوفر لصاحبه راتبا ضخما وحوافز كثيرة جدا فى إطار القانون، فلماذا يلجأ إلى الحرام؟!».

ويتابع: «حينما سقط وزير الزراعة الأسبق وتم القبض عليه فى ميدان التحرير، بعد خروجه من مقر مجلس الوزراء، وهو على رأس عمله، ظن البعض أن الجميع سوف يتعظ، لكن اكتشفنا أننا جميعا ساذجون»!.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …