‫الرئيسية‬ مقالات عز الدين الكومي يكتب: لازم تنتخبونى!!
مقالات - مارس 27, 2018

عز الدين الكومي يكتب: لازم تنتخبونى!!

مسرحية الانتخابات التى بدأت اليوم هي مسرحية هزلية واستخفاف بشعب أهدرت كرامته، وقيدت حريته، وانتهكت حقوقه، وقبل المسرحية الهزلية بيومين، كان لا بد من تفجير، لزوم الشغل، فكانت حادثة تفجير الإسكندرية، لتوجيه رسالة خارجية للغرب بأن الإرهاب ما زال موجودا، ورسالة داخلية للشعب المغيب المسكين، بأنه لازم تنتخبونى لكى أحارب الإرهاب!.

ومع بدء المسرحية الهزلية لإعادة انتخاب قائد الانقلاب العسكرى لفترة ثانية، كان شعار العسكر “صوتك ليس له أى لازمة ولا المسرحية الهزلية برمتها”؛ لأن من جاء بالدبابة وصناديق الذخيرة لن يرحل بصناديق الاقتراع!، فإذا كنت تريد المشاركة فى هذه المسرحية الهزلية الفاشلة، فاعلم أن صوتك خيانة لله وللوطن، وخيانة للشهداء والمعتقلين، وخيانة لإرادة الشعب التى داس عليها العسكر بالبيادة!.

وإذا أردت أن تستوثق من هذا الكلام، فما عليك إلا أن تنظر إلى من سيذهبون للإدلاء بأصواتهم فى هذه الهزلية العسكرية، فإنك سترى أنواعا من البشر، مغلوبين على أمرهم جاءوا بهم محشورين فى سيارات الشركات والمصانع، ليشاركوا فى هذه المهزلة بالترغيب والترهيب، وخوفا من الحبس أو الفصل من الوظيفة أو قطع الراتب.

سترى أتباع حزب الزور بلحاهم الطويلة، أصحاب نظرية الإمام المتغلب، له حق السمع والطاعة، وإن أخذ مالك وجلد ظهرك، كما سترى كل العاهرين والعاهرات من شتى الأصناف من مدمنى المخدرات، وأصحاب السوابق وقطعان البلطجية، على اختلاف تخصصاتهم وهم يرقصون، ويهتفون لزعيم عصابة الانقلاب أمام أبواب اللجان.

وسترى أعدادا ضخمة من أفراد الأمن المركزى، وقد خلعوا بزاتهم العسكرية، ولبسوا ملابسهم المدنية لتكثير سواد المجرمين.

وسترى نواب برلمان الجهات الأمنية الفاسدين من محترفى تزوير إرادات الشعوب، ولصوص المال العام من فلول الحزب الوطنى ونواب الأحزاب الكرتونية، وقد أجروا الباصات لنقل سكان العشوائيات، بعد توزيع النقطة عليهم.

وسترى الأئمة والخطباء فى أوقاف الانقلاب، من الذين باعوا دينهم بدنيا غيرهم وقد جاءوا بعمائمهم النجسة لتقديم شهادات الزور.

وسترى حشودا ضخمة من أتباع الكنيسة وقد جاءوا بصلبانهم لتأييد الطاغية، بالمشاركة فى هذه المسرحية، مع علمهم أنه هو من فجر كنائسهم وقتل أبناءهم، لكنها تعليمات “تواضروس” الذى دعا النصارى لقول نعم على دستور الدم قائلا: إن نعم تجلب النعم، وها هو يحث المصريين جميعا وليس أتباع الكنيسة، على ضرورة المشاركة بكثافة فى الانتخابات الرئاسية، وطالب بضرورة أن يكون المشهد الانتخابى عرسا كبيرا يحظى باهتمام العالم، ويؤكد استقرار الوضع المصرى.

وخاطب المصريين قائلا: “من فضلك لا تحرم الوطن من صوتك، ومشاركتك لا تقل أهمية عن الجندي أو الضابط الذى يقف فى سيناء، وذكّر أتباعه بمسرحية الانتخابات قائلا: لدينا انتخابات رئاسية وهى فرصة تتكرر كل أربع سنوات للتعبير عن المواطنة، أنت تعبر عن مواطنتك من خلال أمور كثيرة، فمثلاً تدفع الضرائب وتمارس حقك الانتخابى وهذا يعنى أن عضويتك ضمن 100 مليون مصرى، بلادنا تعرضت لمشاكل كثيرة ومؤامرات منذ عدة سنوات، ولكن بدأنا نبنى مستقبلنا، صحيح كان هناك قرارات صعبة جدا لكنها لصالح المستقبل واللى بيفكر تحت رجله مخطئ، علينا أن ننظر للمستقبل”.

والطريف بعد كل ما قاله تواضروس، يخرج علينا من يقول إن الكنيسة لا تتدخل فى السياسة!، ثم بأى صفة يخاطب تواضروس المصريين جميعا؟.

وسترى الإعلام الانقلابى الفاسد، والأذرع الإعلامية وكل وسائل إعلام فاهيتة، وقد ملأت الساحات لأخذ اللقطة التاريخية، لتوثيق الإقبال التاريخى المزعوم، وقد قام النظام الانقلابى بخطوات استباقية لمنع نشر فضائح المسرحية الهزلية خارج البلاد، وعزوف المصريين عن ذلك لعلمهم بفشل النظام الانقلابى على كافة الأصعدة، وأنه لا جديد سوى مزيد من تفاقم الأزمات والأوضاع الاقتصادية، فقد قام النظام الانقلابى بطرد مراسلة التايمز بسبب تقاريرها التى فضحت مسرحية الانتخابات.

مسرحية الانتخابات الهزلية، ليست إلا لعبة من ألاعيب العسكر، لينساق خلفها المغيبون، من العبيد ولاعقى البيادة الذين رأوا بأم أعينهم بيع الجزر للسعودية، وبيع الغاز للصهاينة، والتنازل عن حصة مصر التاريخية من مياه النيل، وأن حزب العسكر الحاكم يعتبر مصر مجرد تكية، وأن الدولة ملك للعسكر، الذى حافظ على الفساد والمفسدين!.

هؤلاء المغيبون يرون خراب البلاد على يد العسكر، حيث لا يوجد تعليم ولا صحة ولا سياحة ولا تجارة ولا أمن ولا أمان، لذلك قالوا إن الشعب الذى ينتخب الفاسدين الانتهازيين والمحتالين والخونة لا يعتبر ضحية بل شريكا فى الجريمة!.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …